في العام الميلادي الجديد

آمال السلم والأمان وكبير الأماني والتهاني في العام الميلادي الجديد

 

بمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد، تطوف فضاءاتنا أناشيد السلام والمحبة وترفرف ملائكة الراحلين رُسُلَ مودة لتنسج  آمالا كبيرة تتطلع إلى انعتاق جموع بالملايين من سطوة الألم وأوجاع السنة التي انقضت بكل ما مرت به علينا من أوصاب. إنَّ معاني الميلاد القدسي ستبقى عبقة بخلاص البشرية جمعاء من فتنة الاحتراب والألم، فاتحة بوابات السير في طريق المقاصد النبيلة السامية، عبر منافذ اللقاء والتفاعل بين بني البشر بأطيافهم وألوانهم ومعتقداتهم، أخوة يحملون على جباههم إرادة العدل والمساواة والتصافي والوداد...

إنّ الاحتفاء بميلاد السيد المسيح، المخلِّص، الفادي يجمعنا بأطيافنا كافة في بوتقة حياة ملؤها التسامح وخطابات السلام والحرية متمنين جميعا وسويا أن يكون العام الجديد، عاما للبركة والسلامة ولاحتفالات فرح بخير غامر عميم ولوحدة الكلمة بين مسيحيي وطن الكنيسة الأبهى بعطائها، بين مسيحيي وطن الرافدين؛ فيكونوا الوجود الواحد المتين بأسس خطابه في السلم والحرية وفي الاعتقاد الواحد بخطاب المحبة والتسامح ويخرجوا إلى أخوتهم العراقيين وإلى البشرية جمعاء برسالة صادقة تعبر عن نقاء القلوب وصفائها وصدقها كما هي في حقيقتها أفئدة مسيحيي بلاد النهرين مشرقة كشمس تموز البابلية  الخالدة..

 اليوم نبارك لأخوتنا في الوطن والإنسانية أعيادهم المجيدة ونشاطرهم أهداف السير في طريق المحبة والتسامح والسلام و نجد أن تطلعاتهم هي ذاتها تطلعاتنا وأيدينا بأيديهم لنبني وطننا، جنة من جنان التعددية والتنوع واحترام الآخر والاحتفال به أخا عزيزا.. وإعلاء شأن أفراحه وكلمة طقوسه وتحقيق أمنياته العادلة المشروعة في العيش الكريم الحر الآمن المستقر..

فــ كل عام وأنتم بخير، تشيدون الأرض التي أعلى وجود حضارتها الأولى أسلافنا أجدادنا من بني سومر وبابل وأكد وآشور، لنتنادى اليوم محتفين بعام جديد من أعياد العمل سويا والتعاضد معا كتفا بكتف، وبناء بيوتنا عالية الجدران متقاسمين فيها الحياة الإنسانية بأحلى جنائنها. وكما جنائن بابل الأعلى يومها ستكون جنائن بغداد ونينوى والبصرة  الأعلى اليوم، بمسيحيي الوطن من كل مجموعاتهم القومية ومن كل مذاهبهم وطوائفهم؛ فهم تاريخنا وسِفره الخالد ووجودنا الذي نحياه بطمأنينة القلوب العامرة بالإيمان بإخائنا مهم ومساواتنا بهم؛ وهم معنا يمهّدون لمستقبلنا الزاهر...

فتقبلوا منا عميق الأمنيات بكريم الأيام ومجيدها.. وأن يأتي عامكم الجديد بكل ما تمنيتم من طيب التطلعات والطموحات. ولننشد سويا تباركت سماؤنا صافية كفيروز أمواه الحياة وعلى الأرض السلام.. وباقات أزاهير بيض لكل مسيحيي بلادنا والشرق والعالم ولعراقيينا جميعا والبشرية الخير والسؤدد والبركة..     

وكل عام وأنتم بمجيد السعادة والمسرات...

 

أ.د. تيسير الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا

مستشار رابطة الكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

لاهاي هولندا  18 ديسمبر كانون الأول 2009