كلمة ألواح بابلية بمناسبة انعقاد الانتخابات العراقية

انتخبوا النزاهة وإرادة التغيير ومن يلبي مطالبكم، انتخبوا الديموقراطيين الحقيقيين

 

على الصفحة الرئيسة لموقعنا وصفحاته الداخلية، يجد القارئ فرصته لمراجعة حال العراقي اليوم.. فالمهجري يثبت كفاءته ويترشح لأهم المسؤوليات وهو مكرّم على الرغم من تعقيدات غربته، يحصد الجوائز الثقافية الفكرية الإبداعية؛ ولكنه المجابه بكثير من العقبات والمتاعب بخاصة في داخل الوطن حيث لا تنحصر همومه بالإرهاب وعنفه وبطشه الدموي كما يحصل في حملات إبادة للطيف العراقي من صابئة مندائيين وأيزيديين وأرمن وكلدان آشوريين سريان من مسيحيي العراق وغيرهم وهو كما تشاهدون في مواضع أخرى صورة مألوفة لفقدان الأبناء طبعا بالاختطاف والاغتصاب والتعذيب والتصفية الوحشية البشعة حيث الاتجار بالطفولة وبيع أجسادهم بالتفصيخ كما  تقول المفردة الإجرامية! ولمن سيقرأ للمثقفين في عددنا هذا المخصوص بالانتخابات، سيجدهم في حال من التحدي والتقدم لتوضيح المشهد والإدلاء بالحلول  البديلة المناسبة، فهناك قراءات جدية مهمة نضعها بين أيدي الناخبين لمفكرين ومؤرخين من الشهود الأحياء على التجربة العراقية ومن كتّاب وفنانين وأكاديميين وهؤلاء يُجمِعون على التوصية بتغيير جذري لتنقية العملية السياسية وتطهيرها من ثغراتها التي حاقت بالبلاد والعباد.. وسيجد القارئ تحليلا لأحزاب الطائفية المدعية من جهة التمسك بالإسلام والدين منها براء وبالوطنية وهي لا تحمل منها سوى الاسم ترتديه ثوبا تتخفى به وتمارس تقيتها كيما تعود مجددا للتحكم بالمواطنين  ومصائرهم..

صندوق الاقتراع يتطلب اليوم أمرين:

أولهما أن نصوّت بكثافة وباختيار جدي مسؤول عن مصير بناتنا وأبنائنا  ومستقبلهم وأمانهم ومطالبهم وحاجاتهم الإنسانية.. والخيار كما ترون لا يمكن أن يأتي من إعادة نفس الذين حكموا للسنوات المنصرمة تحت أية ذرائع وأوهام مختلقة وتحت أية دواع يزيفونها لتجميل صورهم.. وكما تعلمنا "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" و "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" فهل ياترى سينسى ناخب ويصوت معيدا الشخوص أنفسهم الذين لم يكتفوا بسرقته بل داسوا عِرضه وأمعنوا التمزيق والتقتيل به وأهله!؟!! أم أنه سيتخذ قرار التحدي كما فعل عندما تحدى الإرهاب واختار العملية السياسية السلمية.. بمعنى أنه هذه المرة سيحسم الأمر بتطهير العملية واختيار الديموقراطيين أصحاب الأيادي النظيفة أصحاب النزاهة والشفافية والقدرة على التغيير؟ لنصوت للديموقراطيين  فقط لا غير لأنهم الأقدر على تبني حلول لهمومنا وتحقيق تطلعاتنا...  

ثاني ما ينبغي أن نقوم به هو الدفاع عن تصويتنا كيما لا يمرروا التزييف والتزوير ويسرقوا أصواتنا فهنا الميدان ليس قاعة مجلس النواب الذي طبخوا فيه القانون الانتخابي المفصَّل على طريقة نهب أصوات الناخبين، بل الميدان ميدان الشعب الذي يمكنه أن يحسم الأمر بعيدا عن النخب وألاعيبها السياسية.. لنتابع نتائج تصويتنا وندافع عن صواب خيارنا الديموقراطيين..

وليس لنا أن نقول اختاروا فلانا أو فلانة ولكنا نؤكد أن فسحة  واسعة يمكن للمواطن أن يختارها من بين الديموقراطيين من ليبراليين ويساريين ومن قوى وطنية متمسكة بمصالح العراق أولا لا أجندات إقليمية ولا أخرى دولية..

لديكم أن تُقدِموا على حسم الخيار فمن يقول هذه القائمة كبيرة أو صغيرة؛  أولى فاعلة أم هامشية هو صوت الناخب وليس غير.. لا تتركوا فسحة لندم في خياركم ولا تكرروا اسما شارك في إدارة مرحلة الاحترابات والاحتقانات والبطالة وسرقة المال العام وأشكال الفساد والعنف... من المسؤول عما مضى من أعمارنا؟ ومن المسؤول عما أصابنا من مآسِ ِ وكوارث طوال السنوات العجاف الأربعة الماضية؟ لماذا ننتخب دوريا كل أربع سنوات؟ أليس للتغيير والتبديل بما يأتي ببديل صحيح صائب الرؤية والفعل والنهج؟

لا تأخذنا عواطف الارتباط بأية اسبقية سوى أسبقية الكفاءة في تحقيق مطالبنا.. وحقوقنا لا تتحقق إلا بوساطة الديموقراطي الوطني النزيه المؤمن بنا وحقوقنا المعايش لنا.. إنه صاحب عقود من النضال والتضحية من أجل التغيير..

لا تتركوا نموذجكم وممثلكم الأقوى والأقدر على تلبية مطالبكم مجرد إيقونة تحبونها وتستذكرونها  وتتغنون بأمجادها فيما أصواتكم تُباع لمن يشتري أو لمن يضلل أو يخادع... صوِّتوا اليوم لاتحاد الأيادي البيضاء لاتحاد الشعب وصوِّتوا لكل ديموقراطي نزيه ترونه أجدر بصوتكم، لكن لا تنسوا أن صوتكم سيعيد من أجرم وأهمل  أوقصّر أو أخفق أو لم يستطع إدارة الأمور فلنستبدله في هذه الدورة الانتخابية ونرى، وليس بالضرورة أننا نعادي من نستبدله انتخابيا ولكن من مصلحته هو ايضا أن نبحث عن بديل يمكنه تصحيح المسار.. والانتخابات هي وسيلتنا للتعرف إلى الأجدر فيما تكرار التصويت جريمة بحق أنفسنا ولا خيار لنا سوى التجيد والتثصويت للبديل الديموقراطي...

 

اختاروا بديلكم اليوم وإلا فإن الناخب سيسلم أمره لأربع سنوات أخرى من العبث بحياته ومصيره ومطالبه........ وبديلكم هو الديموقراطيين أصحاب الأيادي النظيفة و القدرة على تلبية مطالبكم.