البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

يودّع علمين من أعلام الثقافة والأدب الكورديين في العراق

*   رحل في الثالث من آذار بدهوك في كوردستان العراق الكاتب الأديب والصحفي الكوردي حافظ القاضي بعد عمر مليء بالإنجازات الثقافية الأدبية والفكرية السياسية، عن عمر ناهز الثمانين عاما. وكان الراحل حافظ  القاضي قد نشط في الكتابة الصحفية لعقود طويلة فشارك في هيآت التحرير ثم شغل مسؤولية رئيس تحرير مجلة (هيوا) التي أصدرها نادي التقدم الكوردي ببغداد في خمسينات القرن المنصرم. والراحل هو صاحب مجلة (روناهي) التي كانت أول مجلة كوردية باللهجة الكرمانجية الشمالية صدرت في بغداد عام 1960 حتى 1962.  ولقد قدَّم الفقيد للمكتبة الكوردية نتاجات ثرَّة غنية منها "كه لا دم دم، خانى، بيرهاتن بالكوردية التي صدرت بالعربية بعنوان[ذكرياتي] وله (قاموس قاضي) الذي طبعته مؤسسة سبي ريز. فضلا عن ذلك جرى ترجمة شعره وكثير من قصصه إلى عدد من اللغات الأخرى.. غير أن عددا من أعماله  ضاع  ومنها ما فُقِد عام 1991في مطبعة الثقافة بأربيل [ريزمانا كوردي – قواعد الكوردية 400 صفحة] و[ميزويا دهوك – تاريخ دهوك بحجم 500 صفحة] ولهذا النتاج الغزير وخدمته للثقافة والصحافة الكوردية جرى تكريمه عام 2005 ...

حافظ القاضي من مواليد دهوك 1929 كان قد استقر في بغداد مع عائلته عام 1939 وتخرج في  كلية التجارة والاقتصاد عام 1955 ولم يغادر بغداد حتى سنة 1983. واضطر في سنة 1991 بعد الهجرة المليونية لأن يرحل إلى النمسا حيث استقر في منفاه  فيما بقي يزور مدينته دهوك سنويا مشاركا الأهل والأحبة أعيادهم واحتفالاتهم ومتفاعلا مع منتجهم الثقافي الفكري وجهدهم الإنساني المتنوع.

 

*   وفقدت الثقافة الكوردية في زاخو بدهوك علما آخر من أعلامها المعروفة هو الراحل الكاتب والصحفي الأستاذ سكفان عبد الحكيم وذلك في صباح ٩/٣/٢٠١٠ عن عمر ناهز الثانية والستين عاما..

عرف الراحل بكتاباته وأعماله الصحفية والإعلامية وبنتاجه المميز في الأدب الكوردي فكانت له بصمته الخاصة عبر أعماله في الإذاعة الكوردية ببغداد مطلع سبعينات القرن الماضي وسجله الحافل ودوره المتميز في اتحاد الأدباء الكورد و لطالما أشيد بدوره الإعلامي بعامة ومنه في ديوان محافظة دهوك بين عامي 1992-1996  حيث كان رئيسا لقسم الإعلام والعلاقات بالمحافظة...  سيبقى إبداعه حيوي الأثر في النتاجات الأدبية والإعلامية كما يبقى السجل والوثيقة البارزة لعدد من الأدباء والفنانين من خلال لقاءاته الأثيرة التي كشف بوساطتها عن أولئك المبدعين مسجلا لهم خصائص جهودهم وواضعا الكشافات الضوئية الباهرة لمسيرة الإبداع الكوردستاني بعامة..

 

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر الذي يسجل للفقيد الراحل الأستاذ حافظ القاضي  هذا السِّفر الكبير المميز سيطرز أربعينيته بفوّاح أريج وعبير الثقافة الكوردية والعراقية ويضع صورته في سجل الخالدين من أبناء الوطن ويدعو للقاء استذكاري بالمناسبة...

كما يطرز احتفاليته الاستذكارية ذاتها باسم الفقيد الراحل الأستاذ سكفان عبدالحكيم لينقش اسمه الباقي على هامات جبال كوردستان...

إن الراحلين سيبقيان علامتين مهمتين في إبداعهما كوردسستانيا عراقيا وإنه لمن الواجب تكريمهما وتخليدهما في سجل الخالدين كونهما من القمم الكوردستانية الأثيرة بمصارعتها الريح في ايام الشدائد التي مرّت كيما تنعتق كوردستان الأبية وتحيا كما هي اليوم بهية لأبنائها وبناتها ولديموقراطية العيش وكريمه ولثراء غني مميز في الإبداع وفي مساهمة الكورد في الإبداع الإنساني الكبير..

سيجري التنسيق بشان انعقاد الاستذكارية في أربعينية الفقيدين [منتصف الشهر الرابع] بهولندا مقر البرلمان الثقافي العراقي وعلى أثير البالتالك بغرفة البرلمان الثقافي العراقي (ألواح سومرية معاصرة) داعين لمساهمة المعنيين كافة بهذا الجهد الاستذكاري واجبا ثقافيا بمستوييه الوطني والقومي مع عميق الاعتبار وجليل التقدير لعلمينا ولرفاقهما وأصدقائهما ومحبي الثقافة الكوردستانية المتفتحة وطنيا إنسانيا...

 

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

هولندا منتصف آذار مارس 2010

 

 

 http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?ns=&t=&nid=476028