كلمة بروفيسور تيسير الآلوسي باسم مؤسسة العنقاء الذهبية في احتفالية التكريم بمدينة لاهاي:

اليوم نلتقي في احتفالية تكريم أخرى تتجدد بتجدد حجم العطاء النوعي لمبدعينا الكبار.

اليوم نلتقي لنؤكد أننا ما زلنا نتابع مسيرة عشرة آلاف عام من إنتاج المعارف وإبداع جماليات الحياة بمختلف أدوات التعبير.

اليوم نلتقي لنفنّد دعاية موت الثقافة ومنتجيها وموت الحضارة وحامليها..

اليوم ينبئكم مهرجان جائزة العنقاء الذهبية الدولي أن الأزاهير ما زال عبيرها يملأ أجواء عالمِنا وأن تلك الأوراد قد أثمرت وأن فسائل النخل السومرية صارت أشجار النخيل العراقية الحية الباقية المثمرة  أبدا..

فهذا المهرجان بدورته الثانية قد جاب البلدان وعواصمها ومدنها العامرة مكتشفا مكامن الإبداع ومناجم العطاء الأدبي والفني والفكري الجمالي.. فلـِــسنتين خلتا احتفت عواصم مثل القاهرة وأسطنبول وبيروت ولندن وطهران بالمهرجان..

 وها هو اليوم يعاود الاحتفاء في لاهاي العدل وإنصاف الحقوق ليُحيي مجددا لقاءات الأفراح والمسرات رابطا بين وطن تراث الإنسانية ومجدها وورثة تلكم الحضارة المجيدة وهم يضيفون أديمهم في أصقاع المهاجر القصية..

فمنذ الافتتاح الأول في نوفمبر2004 وحتى يومنا جرى تكريم عشرات من مبدعي البشرية بمختلف الميادين والحقول المعرفية الجمالية... وانعقدت عشرات الحلقات الدراسية واحتفاليات التكريم مرورا  بالكاتب المسرحي شكسبير وبالفنان التشكيلي العالمي فان كوخ وبشاعرنا الكبير الجواهري والكاتب المسرحي سعدالله ونوس والروائي يشار كمال والشاعرمظفرالنواب وعبد الله كوران وشيركو بيكه س  و الموسيقار عاصي الرحباني  و الفنان فؤاد سالم   والعالم عبدالجبار عبد الله

 

 وبهذه المناسبة أود أن أحيي جهود المؤسسين الذين انطلقوا من هناك من ضفاف الشطين في وطن الإبداع ولم يبالوا بعميف العقبات ومعقد المجابهات والأوصاب وأخص بالذكر هنا السيد محمد رشيد..

وأن أحيي كل تلك  المؤسسات التي ساهمت في رعاية الجائزة ومهرجانها وحلقاتها الدراسية ومنها: وزارة الثقافة العراقية ودار الشؤون الثقافية العامة وقنوات فضائية ومؤسسات حقوقية وثقافية وعراقية عربية وعالمية  إلى جانب روابط واتحادات ومنظمات الثقافة والأدب والفن كما هو الحال اليوم برابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين والبيت العراقي وكما هو الحال في جامعة ابن رشد والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر..

 

اليوم، تنعقد احتفالية تكريم الرواد والمبدعين المتميزين في لاهاي بهولندا. وهم يمثلون جيل الرواد والخبرة والأسماء الكبيرة الخالدة في أذهان شعبنا ومنتجي التراكم المعرفي الأكاديمي الإبداعي الأدبي والفني وغب الوقت ذاته لم تنسَ احتفالية التكريم أن تطرز بهاءها بجهود مشمسة  لشبيبتنا من أجل حثها على السير في خطى هؤلاء الرواد من كوكبة أنجم لوامع في سماء الوطن والبشرية..

أرحب بكم باسم مؤسسة العنقاء الذهبية وجائزتها لفنون الإبداع وميادينه بهذه الاحتفالية التكريمية وأعلن عبر أثير المحبة الإنسانية عن انطلاق أمسية برنامج التكريم في دورة هذا العام شاكرا وجودكم معنا ومتابعة جمهور الثقافة والمعرفة والعلم والأدب والفن ومشاطرتهم  إينا الاحتفاء بكم.

 

وهذه تحية العنقاء الذهبية محملة بعبق النسائم السومرية الأصيلة وتحاياي الشخصية بدوام التألق والعطاء ولكم أمنيات الخير والسلام