إلى أحبتنا وأصدقائنا في ليبيا الحرية والفكر النيِّر

من أجل ليبيا التقدم والسلام والديموقراطية، لتتوقف أنهار الدماء الجارية

 

تتصاعد يوميا ومع كل ساعة وتيرة التضحيات الباهضة التي يدفعها أبناء ليبيا من دمائهم الزكية الطاهرة.. كما تتعالى صرخات الاستغاثة من جهة وأخرى هي صرخات همجية لا تنظر إلى حياة الناس بقيمة تذكر، ما يجعلها تعمى أمام مزيد من إشعال نيران الاحتراب وصب الزيت على حطبه من بنات ليبيا وأبنائها الأبرار..

إننا إذ ننظر بألم وغضب تجاه ما يجري لأحبتنا الليبيين، نطالب السلطات بوقف فوري للعنف الموجه إلى صدور المحتجين والتوجه إلى طاولة المفاوضات لبحث مباشر وشفاف يلبي المطالب في التغيير الذي تطلع إليه الليبيون بضمانات أكيدة لسلامة الجميع و رفض لأية أعمال انتقامية أو ثأرية لن تفضي إلا إلى مزيد من الدماء وإلى تعطيل للمشروع الوطني الديموقراطي..

كما نؤكد على أحبتنا في حركة النضال المدني الليبي أن يلتفتوا إلى رفض كل أعمال الاتلاف والتخريب وحرق المباني ونهب الثروات العامة والخاصة، بأن يشكلوا لجان حماية الأحياء والميادين والمؤسسات فورا.. ويرفضوا من يريد فرض نفسه وصيا على انتفاضتهم، سارقا تضحيات شعبية جسيمة  ومجيِّرا إياها لهذه القوة السياسية أو تلك..

إنَّ المهمة الحالية الأولى تكمن في توحيد أنشطة الاحتجاج ومطالبها، وتنصب كذلك في ضمان تلبية تلك المطالب وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم مع توكيد مبدئي ثابت على وحدة ليبيا في ظل راية تتجه لإقرار دستور تأسيسي تنبثق عنه سلطة مدنية ديموقراطية تحترم التعددية وترفض أي شكل للعودة إلى الاستئثار بالسلطة وبالأحادية تحت أي مسمى كان..

إنّ إعلان بعض الشخوص لإماراتهم على عجل ووضعها تحت سلطة فردية أحادية لفريق بعينه سيأتي دور معالجته الحاسمة قريبا، في ذات الوقت التي لا يغفل فيه الشعب كما تؤكد أصوات مناضليه عن هذه الوقائع كونها من التعقيدات والمصاعب التي تعترض الاحتجاجات السلمية التي انطلقت هذا الأسبوع..

 

نطالب المجتمعين الدولي والشرق أوسطي والمنظمات الدولية والإنسانية المعنية للوقوف بشكل حازم ومسؤول تجاه ما يجابه الشعب الليبي من أنهار الدماء المسفوحة على أعتاب أشكال العنف السائد اليوم من أجهزة الدولة ومن بلطجية الشوارع الذين يستغلون الأجواء في أفعالهم الإجرامية السوداء.. وندعو لحركة تضامنية بأوسع الطاقات المتاحة مع الشعب الليبي وقواه الوطنية الديموقراطية..

ونقدم التحية للشعب الليبي ولقواه الحية المنتفضة من أجل ليبيا  دولة مدنية ديموقراطية حرة.. ونرفع كبير الإجلال لشهداء الشعب من أجل غده الأفضل.. وإننا لندعو جميع الأطراف الليبية الفاعلة في اللحظة القائمة للارتقاء إلى مستوى المسؤولية تجاه الشعب وحماية سلامة حيوات الليبيين بالاتجاه لطريق سلمي للحوار، مطالبين بمساعدات فورية في المجال الطبي الإنساني ومطالبين الجيش الليبي للعب دوره في حماية ليبيا من الانقسام ومنع تداعي الأمور باتجاه دروب الصراعات الدموية أو قبول الأمر الواقع لبضع مغامرين أعلنوا هنا وهناك إمارات دينية بالتعارض مع المطلب الشعبي لوحدة ليبيا وحريتها الكاملة التامة ولتطلعها إلى الانعتاق من الأحادية وطغيانها.. واثقين هنا بالتحديد بدور زملائنا في النخبة الثقافية الليبية وارتقائها إلى مستوى مسؤوليات استثنائية في توجيه الشارع المنتفض وإدارة الشؤون التي تتطلع لحكمتهم ومنطقهم العقلي التنويري لحين استقرار الأوضاع العامة..

نجدد شجبنا لما يجري بحق أخوتنا في ليبيا من جميع مشاربهم وانتماءاتهم؛ كما  نتطلع لوقف فوري ومعالجة حاسمة لأنهار الدم الجارية..

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي  في المهجر

21 شباط فبراير 2011