تعازي البرلمان الثقافي العراقي في المهجر في رحيل الفنان والمفكر محمود صبري

 

رحل صبيحة الثالث عشر من نيسان أبريل  الفنان والمفكر الكبير محمود صبري؛ رحل ذياك الإنسان الهادئ بطبعه الحامل لتطلعات تمسكت بواقعيتها الفكرية والفنية.. كما حمل عبر مقارباته الإبداعية هموم الإنسان الفرد والجماعة وقضاياهما العامة. وهو الذي ربط واقعيته بالعلم ومنطقه وآليات أدائه الإبداعي الجمالي فكانت نظرية "واقعية الكم" أداة بارزة بين يديه.. و مذ ولادته في العام 1927 كان الحدث الوطني العام مرافقا لنشأته ومنبعا فاعلا في معارفه وأدوات إنتاجه الفكري الجمالي، فحفر اسمه لامعا بين كواكب العراق اللامعة التي أعطت كما يعطي النهر فتأتي أمواهه هادرة مستمرة على الرغم من أن تلك المسيرة لم تخلُ من تضحيات بسبب معارضته المكينة للدكتاتورية ولبشاعاتها ودمويتها..

إنّ الباحث في كنوز تركها لنا الفقيد الراحل محمود صبري سيجد علامات بصرية غنية في إيماضاتها باتجاه سجل شهداء الشعب والقوى الديموقراطية ونضالاتها وتضحياتها، وسيجد سجل الصراع بين الإنسان ومستغليه حيث انتصرت إبداعاته ومعالجاته للتنوير الفكري وللدفاع عن قيم الشعب وتطلعاته في العيش بعالم جديد عالم المعاصرة والحداثة والتقدم..

إننا اليوم مطالبون بتوثيق هذا السجل الحافل الضخم في ميادين الإبداع واللوحة التي رسمها بموضوعاتها المهمة الغنية بقيم تحتفل بالناس وتفاصيل أيامهم؛ وفي ميادين الكلمة التي عالج فيها بموضوعية ويقينية معرفية ومنطق علمي تلك القضايا التي مست الربط الخلاق بين جماليات الفن وعمق الفكر الديموقراطي اليساري وصوابه وصلاته الرساخة بهموم الشعب والوطن..

إن رحيله هو خلود أبدي لمنجزه.. وسيبقى هذا الفنان الفيسلوف كبيرا في أثره في محبيه وأصدقائه وتلامذته وبين جمهوره الذي يمتد بامتداد الشعوب في قارات كوكبنا بخاصة في العراق وبين العراقيين حيث بطولات سطرها بدماثة الأخلاق ورفعة القيم وسموها وبنبل سلوكه وعلاقاته كما هي عظمة ما قدمه بوصفه واحدا من أساطين مبدعينا وشخصياتنا الوطنية الديموقراطية المهمة..

خالص العزاء لأهله ومحبيه وأصدقائه ولرفاق الحزب الذي احتضنه وتربى في كنف نضالاته.. ونحن نتشاطر معا بذاك الأسى في رحيل فقيدنا جميعا؛ فالبقاء لمنجزك والذكر الطيب لك واسمك خالدا في سجل عظماء الوطن ومخلديه..

 

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

لاهاي 13 نيسان أبريل 2012