أطيب التهاني وأجملها بالعام الأيزيدي الجديد (سه رصال)

 

أجمل التهاني وأطيبها نقدمها إلى أخوتنا في الوطن والإنسانية من الأيزيديين من أبناء العراق الأصائل الذين ساهموا برفعة في إشادة تاريخنا القديم وشاركوا بفاعلية في رسم حاضرنا  ومحاولات التقدم به إلى أمام.. بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة (سه رصال) نتشارك نحن أبناء العراق الجديد بالاحتفال بانبعاث الخير وبالسلام والتعايش الأخوي وبتشابك الأيدي بناءَ َ ورفعة وإعلاء لوجود اتحادي مكين..

ومثلما كان لدى شعوب وادي الرفدين عيد سه رصال الأبهى والأقدم بين أعيادهم يبقى العيد مع تجدد المعاني وتحولاتها مرتبطا بما ضُمِّن من دلالة بمسمى عيد الخليقة حيث الوحدة الوجودية للطبيعة والإنسان وحيث الاحتفال بمتغيرات الطبيعة ينتهي فيها الشتاء ومدلولاته ليبدأ فيها ربيع الولادة والحيوية والانبعاث مجددا في دورة حياة طبيعية تمنح الاستمرار لوجودنا بما يحتفي به الإنسان في نظرته إلى الوجود أزليا أبديا..

إن هذا الاحتفال الذي نتشارك به اليوم هو احتفال بالنور ومعاني المسرة والسعادة فيه وبإعادة التجدد، برمزية عيد التكوين والخلق والخلود الذي صيغ لهذي الدلالات الإيجابية البهية. ولطالما كان الأيزيديون مذ آلاف من السنين والأعوام قد احتفلوا بهذا العيد، عيد (سه رصال) رأس السنة الجديدة، ليودّعوا  فيه عتمة الشتاء وأوصابه وليستقبلوا الأربعاء المقدس (الذي تتوقف فيه الأعمال للراحة والتأمل)، بعد أن تكون الشموع قد أوقدت في لالش الأصل الأول أرضا لربيع البشرية ووجودها، وليكون نيسان حافلا بالأعياد المقدسة بدءا بعيد الخليقة ومرورا بكل تلك الأعياد التي تستجيب لتجدد الربيع والانبعاث والولادة في محيط الإنسان.

فليكن سه رصال الجديد بهذا العام عيدا بهيا تلبى فيه مطالب الأيزيديين كافة في حياة حرة كريمة وإخاء يقوم على  العدل والمساواة في وطنهم التاريخي مع جميع الأطياف التي تتعايش وتحيا في دروب الخير والبناء والانبعاث ربيعا دائم التجدد.

وكل عام والأيزيديون جميعا في العراق وفي مجموع أنحاء العالم بسعادة وسلام...

 

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

لاهاي 15 نيسان أبريل 2012