بمناسبة ذكرى التأسيس رسالة تحية وتهنئة إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني

 

السيد رئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني الموقر الأستاذ مسعود البارزاني المحترم

 

السيد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستاني الموقر الأستاذ فاضل ميراني المحترم

الأفاضل أعضاء المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكوردستاني المحترمون

تحية نضالية مزكاة بمسيرة التآخي وتكاتف الجهود الكفاحية

أيها الأصدقاء الأحبة

بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني، يطيب لي أن أتقدم منكم بخالص التهاني وكبير الأماني بمسيرة مكللة بانتصارات القضية الكوردية ومسيرة التحرر القومي الكوردي التي نضجت وتحولت نوعيا قبل 66 عاما من مسيرة النضال والعطاء بقيادة الراحل ملا مصطفى البارزاني. إنّ احتفالية حزبكم الديموقراطي اليوم تأتي وهي تستذكر قوافل شهداء الحزب في مسيرة كفاحه التي طالما قدمت منجزاتها كبيرة على المستويين الوطني والقومي.. وعلى الرغم من جرائم الطغيان ودموية الفاشية التي اغتالت في هذا السِّفر النضالي قيادات وأبطال كفاح وارتكبت أفظع جرائم الإبادة إلا أنَّ عزيمة حزبكم ومناضليه والتفاف شعب كوردستان حول قيادته التاريخية، تكللت دوما بالانتصار للشهداء وللضحايا وبولادة الحكم الفديرالي حيث برلمان وحكومة كوردستان الحرة..

وإذ يواصل الحزب الديموقراطي الكوردستاني جهوده النضالية في إطار كوردستان فإنه كذلك يمتد لدور إيجابي أبعد بامتداد الميدانين  الوطني العراقي والإقليمي.. وإنّ عديد القوى والمؤشرات لتشهد لذياك  الدور الأكثر تميزا  الذي لعبه الحزب وقيادته ممثلة بالسيد مسعود بارزاني وقادة البارتي في جمع الأطراف العراقية على طاولة الحوار كلما دعت الضرورة وفرضت الظروف واجب الخروج من النفق المظلم وحل أزمات استعصت طويلا..

واليوم، في ضوء تعقيدات الأوضاع من جهة ما تحاول القوى المعادية إثارته من مشكلات وعراقيل ومن جهة ما تتعرض له كوردستان من حصارات ومحاولات اختراق فضلا عن التراجعات الجارية على مستوى العراق حيث مشكلات الحكومة الاتحادية والارتداد في عديد المفردات بخاصة في فرض سياسة الطائفية السياسية وشيوع الفساد وتزايد أنشطة الإرهاب؛ فإنّ كل ذلك يتطلب مزيدا من اليقظة وتصاعدا في درجات الحيطة والحذر بمزيد من وحدة الصف الكوردستاني الذي تمثلون فيه الطليعة وروح المبادرة؛ كما يتطلب مزيدا من دمقرطة الحياة والالتحام بفئات شعب كوردستان وانفتاحا منتظرا بطريقة عملية أبعد على قوى التيار الديموقراطي في عموم العراق لتكونوا أصحاب مبادرة لجبهة شعبية ديموقراطية عريضة يمكنها أن تكون السند الأقرب والأوفى للفديرالية وللدفاع عن قيم الانعتاق والحرية والسلام .. وتلكم في الحقيقة هي في صميم برامج عملكم التي أكدت صواب الخيارات التي اتخذها حزبكم طوال تاريخه العريق منذ ولادته في منتصف آب أغسطس 1946...

إنَّ  قضية تعزيز التعايش السلمي الأخوي لمجموع الأطياف والمكونات الموجودة بكوردستان ولقضية تعميق العطاء لصالح وحدة القوى الكوردستانية المتحققة بفضل نضال الحزب وبرامجه الإيجابية تبقى عنوان جهودكم التي وصلتنا وتصلنا في رسائلكم العملية.. وعلى المستوى العراقي سيكون لتنامي دور الحزب الديموقراطي الكوردستاني وحجمه النوعي الكبير دوره في واجب تجديد بناء المؤسسات الوطنية الفديرالية على أساس مبادئ المدنية والمعاصرة والحداثة وعلى أساس ديموقراطي يظل الركن المكين ليس لتقدم العراق الديموقراطي الفديرالي الجديد حسب وإنما لإيجاد الضمانة الحاسمة الأكيدة والوطيدة لمسيرة البناء والتقدم السلميين في كوردستان..

إنّ هذا يتطلب مزيدا من التركيز على وحدة القوى الديموقراطية وعلى مواصلة التحالف التاريخي الذي تعمد طويلا على سفوح جبال كوردستان الشماء يوم خاضوا معا وسويا معارك البيشمركة التاريخية ضد الضيم والظلم والعسف.. واليوم تضع قوى السلام والديموقراطية آمالا رئيسة ومحورية كيما يتعزز نهج التحالف الديموقراطي وكيما توضع مذكرات التفاهم والعمل وبرامجه فعليا بمبادرتكم المؤملة في مهمة الدفاع عن الحياة المدنية وعن الحقوق والحريات وتعميدها خدمة لمصالح المكونات القومية والدينية التي تحيا متآخية في البلاد.. كما يؤمّل منح الأولوية المناسبة لقضية الثقافة التنويرية، الأمر الذي يقتضي أولوية مخصوصة لشؤون التعليم الأساس والعالي وتحديثهما بما يتفق وعصرنة الحياة وتقدمها الشامل.. وسيكون لاهتمامكم المنتظر بقضايا الشبيبة والناس وما يعانيان مما يجابههما اليوم أهميته في  مسيرة البناء ومسيرة التطور ودمقرطة الحياة..

إنني وجميع أصدقاء الشعب الكوردي لنفخر بعلاقاتنا معكم في إطار روح التآخي بين الشعوب وفي إطار نهج العلاقات الوطنية والأممية إنسانية الجوهر ثابتة الجذور والاتجاه المتطلع لغد أفضل يُبنى معا وسويا.. وإنه لفخر لكاتب هذه الكلمات أن يحمل لقب صديق الشعب الكوردي في شدائده وفي مسيرته المظفرة ذلكم أنّ ما يشير إليه هذا ويعنيه هو تلك التربية النضالية العتيدة والإصرار من الشعب الكوردي على تعزيز قيم الإخاء والتعايش بين المجموعات المتآخية في وطن التآخي والسلام.. وفي ضوء هذا ومن هنا بالتحديد نضع تهانينا هذه  لذكرى تأسيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني بعميق الثقة بأن احتفاليتكم ستطرزها اضواء لا تقف عند تخوم كوردستان بل تتسع لتشمل العراق الفديرالي بقواه وحركاته السياسية التقدمية والمنطقة بما تنتظر من أدوار فاعلة مؤثرة بمستوياتها القومية الكوردية والأممية في التضامن مع ثورات الشعوب في الجوار الإقليمي...

كل التحايا والتهاني القلبية لكم وإلى مزيد من الانتصارات واحتفاليات الخير والسلام والديموقراطية. عشتم وعاشت كوردستان تحفل بالتحرر وقيم التقدم والديموقراطية.

 

أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي                             

 رئيس جامعة ابن رشد في هولندا  \ رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر