إدانة ثقافة التحريض والاستعداء ضد الكورد والمطالبة بمحاسبة قضائية لمطلقيها

 

في مسلسل من التصريحات التي تعكس ثقافة شوفينية استعلائية وتتضمن تحريضا واستعداء ضد الشعب الكوردي  الأمر الذي ينجم عنه إيقاع عموم الشعب العراقي في نتائج خطاب الكراهية وإثارة الأحقاد والانقسام، أطلق السيد جلال الدين الصغير قبل أيام تصريحات لم تكتفِ بالعداء للكورد ولا بالتعبير عن اختلاف أو خلاف بل حملت خطابا تحريضيا بما يهيئ أرضية أعمال عدائية ضد الشعب الكوردي وربما شنّ حرب إبادة جديدة يتطلع إليها فاشست جدد منتظرين انتهاز الفرصة المناسبة للظهور. ولم تُضف التبريرات التي أُطلقت لاحقا من طرفه وأنصاره إلا إمعانا في الموقف ذاته؛ الأمر الذي لا يشكل لا اعتذارا ولا تراجعا فعليا كما أن الجرائم التي ترتكب لا تنتهي بالتفاف لفظي عليها. إنّ الراصد الموضوعي لخطابات أطلقتها وتطلقها  شخصيات (دينية) - (سياسية) في قيادة تيار الطائفية السياسية، يجد أنها ذات توقيتات محسوبة وأنها تمتلك مخططا تراكميا يحشِّد جمهور تلك القوى لعمليات عدوانية إجرامية خطيرة لا يضاهيها في استغلال الدين سياسيا سوى حملات الإجرام بحق الكورد يوم تم استغلال اسم سورة الأنفال والحملات الإيمانية المزعومة للطاغية المهزوم!

 إنّ تلك التصريحات تجاوزت بأبعادها ومخاطرها المسؤولية الفردية وهي لا تنحصر بحدود جدران الجوامع والحسينيات، وخطب الجمعة فيها.. وهي، بالتأكيد، ليست محدودة بمن أطلقها ولا يمكن لتلك ((الخطب السياسية)) في فحواها وأهدافها أن تنطلق ما لم يكن لديها الضوء الأخضر المقصود. لقد تمّ تمرير خطب سابقة تناولت الكورد والقضية الكوردية لا بالمعالجة والحوار - كما يرتجى من الشركاء في الوطن والحلفاء بمسيرة البناء -  بل بالتهجم الذي اتسم أيضا بإسقاطات دينية مصطنعة كمزاعم أن يبدأ  الإمام المهدي حربه بالكورد، وتضمين الأمر بواجب الاستعداد لشنّ حرب الإبادة بادعاء (مساعدة) الإمام المهدي في حربه المزعومة. وهذا يهدد بالتحول إلى  وقائع  ميدانية عامة خطيرة!!

إنَّ هذا الخطاب السياسي المغلف بالتأسلم وإسقاطاته الدينية يجسد قمة اختلاق التوتر من جهة ويشيع التشدد والتطرف ويوسع نطاقات الاحتراب والكراهية والاقتتال ويرهن الذهنية الشعبية بخرافات التديّن السياسي التضليلية مثلما يصور بعض المهووسين بالخزعبلات، الكوردَ بأنهم من الجان وليس من البشر أو أية أوهام وخرافات أخرى أطلقوها الأمر الذي يجعلها  سببا خطيرا للاستفزاز ووضع الآخر تحت حال من الضغط والشد النفسي وتوقع المحظور باستمرار وفي أية لحظة، ما يُكرِههم للاتجاه نحو التمترس خلف دفاعات اضطرارية. وقد  بات هذا الخطاب يدعو جهارا نهارا (لإبادة شعب) في حرب يُسقطون عليها طابع القدسية والواجب الديني والأمر الإلهي! إنّ هذا يقع في تصريحات وممارسات قادة سياسيين ومرجعيات [دينية؟] بين أيديهم أسلحة وميليشيات بل يتحكمون بسلطة الدولة ويوجهون الجيش والقوى العسكرية  بكل صنوفها، الأمر الذي لا يمكن تمريره أو السكوت عليه...

نحن الموقعين في أدناه ندين ونشجب بشدة ثقافة التحريض تلك وافتعالها مبررات الانقسام ومن ثمَّ الاقتتال، كما ندين أيضا هذا الانفلات في التصريحات المعادية لتطلعات شعبنا في الاستقرار والسلام ونرى أن ما يطاول الكورد وأي مجموعة قومية أو دينية، يطاول ويستهدف في الوقت ذاته شعبنا العراقي بكل مكوناته. ونحن نستنكر استمرار جهود الاستعداء ومحاولات تقسيم الشعب بين مكونات تُكرَه على الاحتراب والتعادي بوساطة خطاب تضليلي خطير النتائج. ومن هنا فنحن نطالب كل بنات شعبنا وأبنائه الحريصين على وحدة شعبنا وإنصاف مكوناته كافة ورافضي خطابات التحريض والاستعداء وافتعال الكراهية ومحاولة العودة لآليات الشوفينية، نطالبهم جميعا بتبني حملتنا وفرض مطالبنا على الجهات الرسمية موجزة بالآتي:

1.  إصدار بيان سياسي يتضمن إدانة صريحة ومباشرة لتصريحات الصغير وكل التصريحات المماثلة التي تغذي الشوفينية وخطاب الكراهية والاستعداء..

2.   توكيد حظر الخطابات التحريضية فعليا عمليا ومتابعة خطب الجمعة  وتدخلاتها السلبية في الخطابين السياسي  والاجتماعي.

3.  مساءلة العناصر التي تسيء للعلاقات الأخوية بين مكونات الشعب العراقي والتي تخرق القوانين الدستورية وإيقاع أشد العقوبات عليها.

4.  توجيه المرجعيات الدينية والإدارات الرسمية  للشؤون الدينية  بخصوص منع الخطابات المتشددة الخارجة على القانون ومنطق الاعتدال الديني..

5.  أن تلتزم أحزاب تيار الإسلام السياسي بواجب الامتناع عن الدمج بين الخطابين الديني والسياسي سلبيا بقانون يشرع ضوابط العمل الحزبي السياسي يكفل ويدافع عن مدنية  الدولة.

6.  وفي التوظيف وممارسة الشأن العام وتسلم المناصب والمسؤوليات، ألا يجمع مواطن بين مهامه الدعوية الدينية وبين مهامه السياسية في إدارة الدولة ومؤسساتها المدنية.

7.  استدعاء جلال الدين الصغير وكل أولئك الذين أطلقوا التصريحات التحريضية أمام القضاء وأن يتم ذلك فورا وبمسؤولية المدعي العام الذي ينبغي أن يتخذ الإجراءات القضائية المعتمدة.

إننا نجدد بحملتنا هذه، موقفنا في رفض ثقافة الخرافة وأعمال التجهيل والتضليل، كما نؤكد على الطابع المدني لمؤسسات الدولة العراقية ورفض إخضاعها لمنطق الطائفية السياسية المعادية لوجود الشعب وأطيافه من جهة ولحقيقة الاعتدال الديني من جهة أخرى. كما نؤكد ضمنا على رفض أعمال التحريض والاستعداء والشوفينية والاستعلاء وعلى واجب فعلي للقضاء في اتخاذ الإجراءات السريعة المباشرة في استدعاء الضالعين في جريمة التحريض ومحاسبتهم واتخاذ القرارات الصارمة لتهديدهم الأمن الوطن والاستقرار والتعايش السلمي..

 

 

1.  البروفيسور الدكتور كاظم حبيب   أستاذ جامعي متقاعد

2.  الأستاذ عدنان حسين                كاتب صحفي

3.  الدكتور صادق اطيمش              كاتب

4.  الأستاذ دانا جلال                     كاتب وإعلامي

5.  الأستاذ أحمد رجب                  كاتب

6.  الأستاذة راهبة الخميسي        كاتبة وشاعرة

7. الأستاذ فهمي كاكه ئي          كاتب

8. الأستاذ شمال عادل سليم        كاتب وفنان تشكيلي

9. الدكتور هاشم نعمة           كاتب

10. الأستاذ عباس العلوي       كاتب

11.  الأستاذ المهندس الاستشاري نهاد القاضي   كاتب وناشط سياسي

12.  الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي  كاتب