تهنئة البرلمان الثقافي العراقي للأصدقاء الصابئة المندائيين بعيد الازدهار

 

تتقدم أسرة البرلمان الثقافي العراقي في المهجر بأزكى التهاني وأجملها لأتباع الديانة المندائية وهم يستقبلون عيد الازدهار. إن أعضاء برلماننا الثقافي يشرفهم مشاركة الصابئة المندائيين احتفالاتهم بهذا العيد، عيد (دهوا هنينا)، هبة الله الصغرى (دهوا اد هنينـا)؛ واثقين  أن السلام والازدهار سيعمَّ ربوع الوطن بفضل تفعيل جهود متكاتفة بين أطيافه جميعا على أساس من العدل والمساواة بين الجميع.

إنَّ احتفالات أخواتنا وأخوتنا الصابئة المندائيين هي تلك التي تجسد تاريخا حافلا بمجد صناعة الأفراح والمسرات عبر استعادة  ما شادته مذ ساهمت مع شعوب سومر في التأسيس لتراث الإنسانية؛ وإذا كان صحيحا أن بعض طقوس العيد  تبقى ذات جذور دينية الفحوى  بشعائر التعميد [الصباغة]  فإنها لا تحصرها إنسانيا  بتلك العبادة وطقوسها وإنما تتفتح على الآخر بحيوية فتتجه لإعلاء أعمال الخير والصلاح وصنع المسرة للجميع؛ ومن هنا كانت رمزية طعام الغفران [اللوفاني] بهذه المناسبة فرصة لاستذكار الراحلين وأخرى في مبادرات إيجاد مناسبات العلاقات المجتمعية النبيلة بتبادل الزيارات التي باتت عزيزة في يومنا لظروف شتى، من أجل تحويل التهاني المباشرة إلى ما يلبي جهود نبذ الخلافات ومعالجتها عبر خطابات التسامح  والعفو والغفران والإخاء...

إننا لنحتفل اليوم معكم كما كنا دوما عبر تاريخ عريق من التعايش الإنساني، وها هي مشاركتنا إياكم أفراح العيد المندائي العريق ومناسباتكم الثرية المقاصد، تعود لتؤكد مجددا عيشنا المشترك الموحد في وطن الأنهار الجارية في عروق الوطن كما النسغ في عروق الشجر، ليبقى وطننا وطنا للنخلة الباقية على الرغم من شدائد الزمن...

أيها الأعزاء الأفاضل، أخوتنا في الوطن والإنسانية من الصابئة المندائيين

لِنحتفي اليوم، معا وسويا بالعيد عيدا للازدهار والتقدم والسلام اخترناه طريقا لاستقرار حاضرنا وروعة غدنا..

وعامكم هذا عام انتهاء الشدائد والتنادي للعودة إلى وطنكم الأم؛ وطننا المشترك حيث تحيون بخير وأمان وسلام في بيوتكم، في مدنكم العراقية؛ فأنتم الشعب الأصيل في جذوره السومرية وفي غده المشرق خيرا؛ حيث قدسية إقامتنا على ضفاف النهرين وتدفقهما بأمواه  الحياة الأزلية الأبدية... وعيدكم الأسعد والأبهى

 

الأستاذ الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

برنفلد هولندا - الثالث من نوفمبر تشرين الثاني 2012