تهاني الإخاء والوفاء بمناسبة عيد نوروز نخطها بأمواه الفراتين في ميادين كوردستان الأبية

لتكن راية نوروز الحرية خفاقة عاليا في أجواء البناء والسلام

منذ احتفل الكورد بعيد الحرية وانتصار الثورة قبل آلاف السنوات، منذ ثورة كاوة الحداد ظلت كوردستان عصية على الطغاة ومحاولات الاجتياح بالوجع والألم، ودائما انتصرت إرادة الشعب الكوردي مورقة بتجدد مستمر سنديانات ربيع الحياة عندهم، ربيع ثوراتهم، ربيع الحرية يكتب بأزاهيره مسيرة الكرامة والسلام.

وبهذه المناسبة البهية فإنّه ليشرفنا ويسرنا أن نتقدم نحن الأكاديميين والمثقفين بأعمق التحايا وأجمل التهاني لشعب كوردستان وهو يحتفي بالعيد الذي يبقى رمزا مهما لأسطورة التجسد الواقعي للحرية والانعتاق والسير في دروب البناء والتقدم من أجل حياة حرة كريمة.

إننا اليوم تحديدا وفي ظروف التعقيدات وآلام بل ضغوط السنوات العجاف نرى في تحيتنا هذه جسرا وطيدا يؤكد تحالفنا الثابت واصطفافنا مع الكورد وعدالة قضيتهم ضد أي شكل للتجاوز والاستلاب والمصادرة. كما نقف مع القيادة الكوردستانية ومواقفها الغنية فكرا وعمقا وتمسكا بمصالح الكورد في إطار مسيرة الوحدة في التنوع في وطن الأطياف والمكونات المتآخية، في فديرالية حقيقية تغتني بهذا التنوع وترتقي بهذي التعددية؛ حيث ائتلاف القلوب والإرادات لنحتفلَ نحن العراقيين جميعا ومعنا جميع الشعوب المجاورة بــ "نوروز التآخي والتسامح والتعايش السلمي" معا وسويا متجاوزين كل محاولات طعن هذه القيم السامية النبيلة...

إننا إذ نبادلكم التهاني بهذا العيد القومي التحرري، عيد نوروز الثورة تاريخا ومعاصرة، لننظر إلى ذياك المسار من التضحيات الجسام التي قدمتموها من أجل الحرية.. ونحن نحتفي اليوم (أيضا) بالمنجز الكوردستاني حيث الأمان والاستقرار ومشروعات البناء والتقدم؛ ولعلنا بتحايانا وتهانينا نعبر عن الوجه الاحتفالي لتحالفنا وتضامننا ولمسيرة العطاء والعمل المشترك من أجل معالجة جذرية جوهرية شاملة نسعى بوساطتها إلى اندمال الجراح ببلسم ربيع آذار الثورة وبربيع نوروز الحرية المتجدد. لنزيح من ميادين علاقاتنا الإنسانية أشواك غرستها بعض بقايا الشوفينية والعنصرية والعداء. ولنغرس معا وسويا البديل من أجل أن تغتني وتزدهر خطى تقدم الكوردستانيين بمعالم العيش الكريم، يحيون فيه مع حلفائهم التاريخيين وهم يتغنون دوما "هربجي كورد وعرب، تركمان وكلدان آشور سريان رمز التآلف والتحالف والسلام..".

لنحتفل هذا العام بعيد نوروزمؤكدين فيه تتويج الحلم وأهداف الشعب على أرض الواقع الجديد بالانتصار للحرية والسلام، ولتهدرْ الحناجر الكوردستانية كافة ومعها كل الأصدقاء من الشعوب المتآخية أهلا بحق تقرير المصير يظل قريبا من القلوب محفزا ضد أية محاولة لاستلاب منجزات الثورة الظافرة.

 ولنكن اليوم يدا بيد في ربيع أبدي التجدد، وليكن نوروز، عيد الحرية وانتصار إرادة الشعب الكوردي عيدا لاستقلال الإرادة اليوم لا غدا، ولترتفع سمفونيات الحرية اليوم في خطاب السلام والتسامح والتآخي ونداء الانعتاق الأخير وتلبية أبعد مطالب الشعب.. ولترفرف خفاقة رايات الفرح والمسرة والانتصار وتسمو إرادة البناء والتقدم في جميع أرجاء كوردستان.

وكل عام والكورد كل الكورد في أرجاء كوردستان الأربعة وفي المهاجر القصية بأجواء انعتاق وحرية وسلام وتقدم.. كل عام وأنتم بألف خير...


أ.د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
لاهاي هولندا20 آذار مارس 2013