المرصد السومري لحقوق الإنسان يدين الجرائم الإرهابية الوحشية لداعش بحق الأيزيدية

 

تواصل قوى الجريمة الإسلاموية أفعالها الهمجية التي باتت تجسِّد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؛ وبعد جرائمها بحق المسيحيين طاولت هذه المرة الأيزيديين في مناطق عيشهم التاريخية، ولم تكتفِ بالتخريب والتدمير في المدن التي احتلتها ولا بجرائم القتل الجماعي المريع بل اندفعت لممارسة سادية القتل والتلذذ بذبح الأسرى العزّل في عمليات تقتيل جماعية مهولة.  

إن هذه الجرائم النكراء لم تكن لتحدث لولا سيادة الطائفية والصراعات بخلفية ضيقة الأفق ولولا إهمال القوات المسلحة وغياب عقيدتها الوطنية العراقية وتهاون الحكومة عن أداء الواجبات وعدم اتخاذ الموقف الحاسم والحازم بالعودة الفورية إلى ميدان يفرض لزاماً عليها أن تنهض بتحريره بعد انسحابها غير المبرر وتركها السلاح بأيدي قوى الإرهاب والإجرام الدموية البشعة!

إنّ أخوتنا في الوطن والإنسانية من الأيزيديين مازال كثير منهم تحت وطأة جريمة الاستباحة؛ قد تناهز أعدادهم الـ50 ألف أيزيدي وهم منذ يومين بلا أبسط مقومات العيش محاصرين في الجبل، مهددين بحيواتهم! وضمنا نؤكد هنا أنه لم تسلم عشرات آلاف العوائل من ظروف النزوح المأساوية ومن ذلك تعرّض آلاف من الأطفال وكبار السنّ  والنساء لأهوال تلك الأوضاع المعقدة تحت طائلة أوزار حربٍ همجيةٍ ومطحنتها وظروف انعدام قدرات الاستقبال في الجوار..

والأبشع في الأمر والأنكى، ما راحت تمارسه عناصر داعش البشعة، بعد أسْرِها العوائل؛ حيث راحت تستبيح الحرمات ولم تسلم النساء والفتيات من جرائم الاختطاف والاغتصاب ومن حجزهنّ للبيع بوصفهن سبايا عصر الحريم عبيداً في أسواق نخاستهم، مجسدين كل قذارات أزمنة الطائفية وحروبها وجرائم الإبادة الجماعية التي عادت بآليات كهوف الظلام والتخلف وفلسفتها بكل وحشيتها وبدائيتها وهمجيتها..

إنّنا في المرصد السومري لحقوق الإنسان ننبه اليوم على تذكير المجتمع الدولي بأن السياسات التي مورست تجاه أتباع الديانات والمذاهب لن تبقى محدودة بأسوار جغرافيا اجتاحتها جراثيم داعش التي ساهمت بتدريبها وتمويلها جهات لم تعد خافية على شعوبنا وهذا يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية تغيير تلك السياسات التقليدية والدخول بجدية في جهود مجابهة داعش والقضاء على الإرهاب وأشكال تهديده المجتمعات المحلية والدولية...

وفي وقت ندين الجرائم المرتكبة بحق أهلنا من الأيزيديين ونشجبها بشدة، نؤكد توجهنا للعمل مع كل الأطراف المعنية بمهمة التصدي للجريمة والمجرم من أجل وضع البدائل الفاعلة، بتلك المساهمة الأممية التي أشرنا إليها بقيادة المنظمة الدولية من أجل تحقيق الحل الأشمل والأنجع في العراق ودول المنطقة، على أن تكون (أولى) الخطوات العاجلة والفورية منصبة على مهمة مباشرة ورئيسة هي مهمة إنقاذ أتباع الديانات والمذاهب الذين يتعرضون لجرائم الإبادة اليوم...

ولعل ذلك يبدأ بإيصال مواد الطوارئ من أغذية وأدوية وخيام وملابس ومن ثم الانتقال للخطوة العاجلة التالية متجسدة  بتطهير البلاد من قوى الإرهاب وإعادة مواطني العراق إلى منازلهم والشروع بإعمار ما تمّ تدميره وتخريبه وتعويض الضحايا وعدم إغفال التحقيق ومحاكمة الجناة كل بحجم جريمته...

ولعل أول من تقع على عاتقهم هذه المهمة هي الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم حيث يفرض الوضع مزيداً من التنسيق الأمني والعسكري السريع لمواجهة قوى الإرهاب وكسر شوكتها قبل أن تتمدد أكثر فأكثر وتطرق أبواب الإقليم والعراق بأسره.

ولابد لنا ونحن نستنطق القوى الحية بغاية الإنقاذ أنْ نحيي أهلنا الأيزيديين وأنْ نرسل آيات التضامن مطالبين حشود شعبنا في الوطن والمهاجر القصية لتجديد التظاهرات وإدامتها بمختلف البلدان تعزيزا للحراك الأممي وتوجيها لأنظار المجتمع الدولي إلى القضايا العاجلة حيث تحولت مناطقنا إلى مناطق منكوبة...

وفي الوقت ذاته نبدي اعتزازنا بالدور الإيجابي المميزلقوات البيشمركة التي تمضي في حرب وطنية نبيلة لتطهير المناطق المحتلة من أيدي الغزاة بمؤازرة طيبة فاعلة من قواتنا الجوية ومن القوى الصديقة، كما نحيي الموقف السديد في قرار محاسبة من ترك واجبه وانسحب في اللحظات الأولى من المعركة مشددين على كشف حقيقة الانسحاب الأول لقوات الحكومة الاتحادية..

إننا لـَـنُطلق صوتنا الغاضب صارخين بوجه الجميع أنْ: هبوا بقوة موحدة باتجاه زمار وسنجار ووانة الآن فلا وقت يفصلنا عن خسائر بشرية باهضة، ونؤكد على واجب المجتمع الدولي برمته للمشاركة في المعركة ضد الإرهاب مطالبين باتخاذ أسرع إجراء لإنقاذ المدنيين المحاصرين وبلا تلكؤ أو تأخر..

لتعلو أصوات منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني والقوى السياسية كافة من أجل حسم المعركة مع أوباش زمننا وعواهر التضليل الديني ولتنتصر إرادة الشعوب في الانعتاق والتحرر وفي تلبية مطالب بناء مسيرة السلانم والتنمية.

وسلم أهلنا من جرائم الإبادة والاستباحة الجارية

  

الأمانة العامة للمرصد السومري لحقوق الإنسان

هولندا الخامس من آب أغسطس 2014