اجتماع وزيرة الهجرة والمهجرين بممثلي الجالية العراقية في هولندا

 

بحضور عدد من ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات والاتحادات العراقية  الموجودة على الساحة الهولندية، التقت السيدة باسكال إيشو وردة بالطيف العراقي من كرد وكلدان وآشوريين وعرب ومن مسيحيين ومسلمين أبناء الجالية العراقية في هولندا.

وقد بدأ الاجتماع الموسع بكلمة ترحيبية من القائم بالأعمال العراقية في هولندا السيدة بلقيس المهداوي التي شدّدت على عمق العلاقة بين السفارة العراقية وأبناء الجالية وبروز تقاليد جديدة قائمة على التعاون وعلى خدمة العراقيين هنا. ما جعل السفارة العراقية لتسهيل مثل هذه اللقاءات بين المسؤولين العراقيين بخاصة على المستوى الرسمي الوزاري وتنسيق العلاقات الإيجابية البناءة.. ورحبت بالضيفة الوزيرة متمنية التوفيق للاجتماع وتحقيق أهدافه المبتغاة في معالجة القضايا الساخنة التي يُنتظر معالجتها في الاجتماع...

ثم تحدثت السيدة الوزيرة مشيرة إلى نهوض الحكومة العراقية المؤقتة بواجباتها تجاه الشعب العراقي وتجاه عملية استتباب الأوضاع فيه للشروع بإعادة الإعمار والبناء وإزالة كل عقبة محتملة أمام مصالح الشعب الذي عانى طويلا من النظام الدكتاتوري السابق الذي ترك لنا البلاد خرابا بائسا هذا فضلا عن قوى التخريب التي تقوم بأعمالها الإرهابية...

وقالت إننا جادون في محاربة الإرهاب وقواه وفي حسم الأمور بقوة ومن دون أي فتور أو تساهل يمكن أنْ يحصل مع الإرهابيين الذين يعيثون في البلاد فسادا... واستقبلت بعد ذلك أسئلة ممثلي الجالية العراقية التي انصبت على التأكيد على حق المشاركة في الانتخابات وعلى ضرورة إيحاد آليات جدية بالخصوص وتحدث الدكتور حامد الصراف قائلا إنَّه يشير إلى ضرورة معالجة كيفيات استقبال الكفاءات في العراق وإزالة السلبيات الموجودة بالخصوص. فيما علق السيد فيصل نصر عن اتحاد الجمعيات العراقية في هولندا ذاكرا ضرورة تناول العلاقات بين الخارج والداخل بفاعلية أكبر مع تناول قضايا اللاجئين بجدية وتابعت رئيسة منظمة حقوق الإنسان السيدة بلقيس حسن مؤكدة معاناة العراقيين هنا من مسائل تحتاج للمتابعة المسؤولة مشيرة للحماس الواسع في معاضدة السلطة الوطنية وفي الانتخابات.. وأبدى السيد هاشم نعمة من الحزب الشيوعي العراقي عددا من المقترحات التي تخص إيجاد إعلام مسؤول عن تعزيز العلائق مع الجاليات العراقية ودراسة أوضاعها أكاديميا عبر دوريات محكّمة وذكر السيد علي الهندي ممثل جمعية البيت العراقي \ برنفلد أهمية قراءة أوضاع اللاجئين على الطبيعة حيث الكامبات التي تمتلئ بقوائم الانتظار ومشكلات آليات القرارات التي تتلاعب بالحقائق بطريقة تضيع حقوق طالبي اللجوء ما يستدعي مناقشته مع الجهات الهولندية المسؤولة..

وتحدث عن ممثلي الأحزاب الكردستانية عن مشتتعلق بالحلول المنتظرة من الحكومة المؤقتة بخصوص المناطق المعربة بالإكراه وبخصوص إمكان عودة الكرد إليها بعد تصحيح الأوضاع مثال عدد من المتحدثين من المرحلين من منطقة كركوك وتحدثت سيدات من الكرد الفيلية عن معاناة أمهات بخصوص الكشف عن مصير أبنائهن وضرورة تعويض الأمهات سنوات صبرهن وتحملهن ما لا يمكن تعويضه ماديا ولكن الاستقرار في بلاد الرافدين وأحضان الوطن يظل الأمل المرتجى.. وقد تحدث السيد جاسم المطير من المنظمة الوطنية للجمتمع المدني وحقوق العراقيين مشيرا إلى جملة من الأمور منها عقد صلات جدية بين الحكومة والجاليات العراقية..

وقد اشتركت رابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر حيث مثلهما الدكتور تيسير الآلوسي الذي قدَّم رسالة بالخصوص إلى السيدة الوزيرة باسكال مؤكدا على أن مسألة اللاجئ العراقي ومنهم المبدعين والمثقفين والأساتذة ينبغي تعالج بموضوعية وإيجابية كافيين وأنْ ليس طلب التريث من الحكومات الأوروبية بكاف للمعالجة فوجود حكومة عراقية جديدة تستند إلى الديموقراطية وحقوق ايعني أن نقول للحكومات الأوروبية ما هو درس لها في الديموقراطية إذ الأصل ألا نتحدث عن التريث في إعادة اللاجئين وإنما لابد من القول بحق اللاجئ بعد سنوات طويلة تتجاوز العقود أحيانا وفي أقل تقدير بحوالي السبع سنوات من بناء حياة عوائلهم وتكيفها مع مجتمع مختلف ما يعني ظهور جيل في وسط مختلف يحق له أن يختار بين العودة الاختيارية أو البقاء في المهجر وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى وفق دعم منتظر من الحكومة العراقية الجديدة وسياستها الديموقراطية المختلفة... كما تحدث عن ضرورة معالجة تفاصيل معاناة اللاجي العراقي وحقوقه ووقف التجاوزات الحاصلة معه والمماطلة والتسويف في منحه تلك الحقوق.. هذا فضلا عن معالجة مسائل تخص طالبي اللجوء الجدد بخاصة عند تعلق الأمر بمجرمين فارين من وجه العدالة العراقية. وبخصوص الانتخابات طالب باسم رابطة الكتاب والبرلمان الثقافي أن تُفتح قنوات اتصال مسؤولة بين الوزارة والمنظمات العراقية ومؤسسات المجتمع المدني الموجودة بين جموع أبناء الجالية العراقية في الخارج وشدد على معالجة عاجلة لتلكؤ منظمة الهجرة الدولية بالخصوص وأن تعطى مؤسسات عراقية كبرى معروفة ومزكاة مسؤولية متابعة تنفيذ الانتخابات والوصول إلى أقصى نقطة لمساعدة العراقي على المشاركة فيها.. كما المساعدة على تسجيل منظماتنا العراقية المهجرية في بغداد ودعم فرص عقد مؤتمراتها الوطنية على أرض الوطن كما هو حال البرلمان الثقافي العراقي في المهجر والمنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين..

وكانت السيدة وزيرة الهجيرة قد أجابت عنكل التساؤلات المطروحة بروح إيجابي بناء وبتفاعل موضوعي مشددة على جهود الحكومة في الاستجابة بأقصى الطاقات لتسديد الخطى نحو بناء عراق ديموقراطي تعددي فديرالي يعنى بإزالة كل ما يمكنه إعادتنا إلى الوراء وضربت مثلا في جهودها لإزالة كلمة أو مفردة أقليات ليعيش الجميع في حال من المساواة والعدل وبالفعل شطبت المفردة من خطاب الحكومة.. والحكومة ومنها وزارة الهجرة تضع البرامج المستندة لمناقشات مستفيضة مع ممثلي الشعب لحل المشكلات من مثل الكرد الفيلية وقضية كركوك ومسائل عودة المهجرين وحقوقهم وقضية كيفيات إجراء الانتخابات بمقاييس نزيهة وآليات موفقة ترحيب جميع القوى بها وقالت إنها اختارت اللقاء بأبناء الجالية قبيل موعدها مع المسؤولين الهولنديين للتعرف عن كثب على الأوضاع ولوضع أفضل المعالجات التي تخدم جميع أطراف القضية من دون التدخل في سياسات البلدان المضيفة للجاليات العراقية... وقد انتهى الاجتماع بتحيات حارة من أبناء الجالية ومنظماتها ومن القائم بأعمال السفارة العراقية السيدة بلقيس المهداوي إلى الحكومة العراقية وإلى أبناء شعبنا داخل الوطن وكوننا جزء مكون أساس من عراقنا من دون فروق بين داخل وخارج حيث الجميع يعملون من أجل الشروع بإعادة الإعمار..

وفي أدناه رسالة رابطة بابل للكتاب والفنانين والبرلمان الثقافي العراقي المقدمة إلى السيدة وزيرة الهجرة...

متابعة: ألواح سومرية معاصرة

 

 

إلى معالي وزيرة الهجرة والمهجرين في حكومة الجمهورية العراقية الموقرة السيدة باسكال إيشو وردة المحترمة

يهديكم أعضاء رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا وأعضاء البرلمان الثقافي العراقي في المهجر تحياته الحارة ويتمنون لكم موفور الصحة ومزيد من التوفيق والنجاح في أداء مهماتكم الوطنية والإنسانية،

تلك المهمات التي تمسّ شرائح واسعة من أبناء شعبنا العراقي. ونحن هنا نتطلع معكم إلى اليوم الذي تستقر فيه أوضاع بلادنا ويسود في عراقنا الحبيب الأمن والأمان والسلم ومفاهيم الحريات العامة. ونبني معا مؤسسات المجتمع المدني  مؤسسات العراق الديموقراطي التعددي التداولي الفديرالي الجديد حيث لا فروق بين مكونات الطيف العراقي جميعا داخل الوطن وخارجه...

إننا في رابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين  وفي البرلمان الثقافي العراقي وفي مجموع منظمات جالياتنا العراقية نحيي جهودكم ونثني على تلك المواقف الإيجابية بخاصة منها دعم أبناء شعبنا من الذين ما زالوا لم يهنأ لهم بال ولا استقرار حيث عشرات ألوف طالبي اللجوء ومنهم مئات من مثقفينا وعلمائنا وكتابنا وفنانينا المنتشرين في بلاد الشتات ومنها ما يجري هنا في المهجر الهولندي؛ حيث ينتظر هؤلاء بعد سنوات طويلة من التفاعل والاندماج مع أجواء المجتمع الهولندي ما سيكون غريبا وصعبا أن يواجهوا مرة أخرى عملية بناء ظروف حيواتهم الشخصية والعائلية تحت ظروف التخطيط لإكراههم على العودة في أجواء غير مستقرة وغير مهيّأ لها وهذه كما تعرفون إجراءات فيها كثير من التفاصيل التي إذ لم تجرِ على وفق إقرار حقوق الإنسان ستضير الحشد الكبير من الذين نشير إليهم وستعرقل عملية إمكان توظيفهم في بناء بلادنا في حال إشعالهم بمشكلات جديدة نخص استقرارهم وعوائلهم..

وعليه فإننا ندعوكم للالتفات إلى أوضاع هؤلاء والعمل الجدي الدائب من أجل دعم قضايا استقرارهم بحسب حق خيارهم في البقاء أو العودة وتوفير ما يتناسب وكرامة الإنسان والابتعاد عن إيقاعه في مزالق الاستهانة بحقوقه مثله مثل بقية المجتمع الإنساني..

ونأمل تداول مثل هذه الإشكالات معكم بشكل مباشر عبر فتح قنوات الحوار مع مؤسسات المجتمع المدني العراقية المنتشرة في المهجر ومنها المتخصصة بشؤون حقوق الإنسان أو الروابط والاتحاد الممثلة لعلمائنا ومثقفينا ومبدعينا وهم ثروتنا المقبلة التي يمكنها إذا ما توافرت ظروف صحية وصحيحة أن تخدم بلادنا وعملية إعادة إعمارها..

مرة أخرى نحيي جهودكم ولنا أمل في فتح قنوات العمل المشترك لما فيه خير عراقنا وخير العراقيين كافة سواء في الوطن أم في المهجر ولن يأتي ذلك إلا عبر طريق التعاون البناء المثمر والإيجابي..

الدكتور تيسير الآلوسي

رئيس رابطة بابل للكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

عن البرلمان الثقافي العراقي  في المهجر

و المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين