تهاني وأمنيات عراقية

بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة

عاش عراقيونا وعراقنا سنةَ َ من المتغيرات بعد أنْ انقشعت عنهم غمامة الطاغية ومؤسساته القمعية، وعلى الرغم من بقاء مخلفات التأثيرات السلبية لبقايا النظام وعلى الرغم من فرق الموت والمافيات المتاجرة بحيوات أبناء شعبنا العراقي من مختلف مجموعاته وأطيافه، إلا أنَّ عراقنا يتقدم بخطى قد لا تبدو ظاهرة اليوم ولكنها تدخل عاما جديدا من حياة بلاد الرافدين بأمل وطيد في تحقق الخير والسلم والديموقراطية وفي مغادرة زمن الظلم والاستلاب والمصادرة، زمن القمع بخاصة لفئات عريضة ومهمة من أبناء شعبنا العراقي،  لمجموعات كانت ومازالت مهد حضارة بيت نهرين أرض الرافدين المعطاء، أولئك هم المسيحيون العراقيون بكل مكوناتهم القومية والمذهبية من كلدان وسريان وآشوريين وغيرهم...

أتمنى بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة للجميع من مسيحيي العراق تمام الحريات في ممارسة حيواتهم ووجودهم المخصوص وطقوسهم وأنْ تسير أيامهم بالخير والهناء والاستقرار في أجواء سلمية ديموقراطية تعددية تداولية يملكون فيها كامل حقوقهم في تسنم مسؤوليات إدارة الحياة العامة في البلاد وتقرير مصائرهم وفي الحصول على كل الحقوق الإنسانية بمساواة وعدل وإنصاف..

أتقدم بتهاني العيد السعيد حيث يعمّ العطاء من أجل إعادة بناء الحياة لتورق أزاهير المحبة والسلام ولتثمر شجيرات تماسك وحدتنا الوطنية ولتسطع شموس حرياتنا وحضارتنا السومرية البابلية من جديد في عراق الحياة والحب والسلام.

لنتقاسم الأرض المعطاء عائلة واحدة عائلة مقدسة وحدتها مقدسة فروعها متشابكة بهناء التفاعل وإيجابياته مقدسة قيم وجودها وطقوس مصائرها، لنتقاسم الوجد بحب كراماتنا الواحدة المزهوة بنبعها المشترك.. لتكن خيراتنا هي الأرواح المتطلعة لعالم جديد انتهى فيه عهد الطغاة والمفرِّقين بين أخ وأخ من عائلة العراق المقدسة لا يعلو فيها أخ على أخيه ولا يتقدم إلا بتقدمه عليه في الدفاع عن حق الأقبل النفس في الحياة الحرة الكريمة..

 فلـْنـُضحِِّ دفاعا عن أخوتنا ولن نسمح لطرف دخيل أنْ يلعب دور العابث بقيم عائلتنا أم البشرية حضارة وأبوها قيماَ َ ، فلنقلْ كلمتنا اليوم في التهاني عهداَ َ  أخويا نرى فيه المسيحي أخا يمتلك حقه في أعناقنا من أجل أنْ يجدَ عراقيته هوية أبدية مثلما كانت أزلية؛ ولنجدْ لمحبتنا المقدسة فرص التنفس في أجواء التسامح والتفاعل بدلا من كل قيم التقاطع الدموية التي لا تعبر إلا عن دخلاء جاؤوا من زمن الموت والقتل ليفرضوا قيمهم على أهلنا الذين عاشوا دوما بعالم الجمال والوفاء لعهد العائلة العراقية الواحدة بكل أطيافها لا فرق بين فرع وغصن وآخر من شجرة الحب والأخوّة..

كلنا بني آدم، وكلنا مجد تكريم الإنسان المتساوي الحق في بلاد الحقوق الكريمة لأبناء عراق المجد، لنعِشْ سويا أبناء عائلة العراق المقدسة ، لنعِشْ سويا أبناء الشجرة العراقية المقدسة بكل فروعها وأغصانها وبكل ألوان ورودها الزاهية وثمارها الدانية قطوفها من أيدي جيل جديد نريده يقتدي بآبائه وإبائه في مجد المحبة والسلام.. لتقرع أالمحبة لتقرع أجراس كنائس تقديس المحبة والتسامح وقيم العدل واحترام الإنسان وتعميده بالطهر والقدسية.. لتقرع أجراس بأقدس حريات إعلاء صوت الحق والعدل..

أتقدم بهذه المناسبة المجيدة بعهد التآخي متجدِّداَ َ في أرواح ملؤها الودّ والمحبة واللقاء من أجل غد أفضل وأجمل ومستقبل واعد وزاهر... لكم أمنيات الخير وأنتم ترفلون بأحبّ ما تمنيتم طوال عام انقضى من أجل أعوام مشرقة جديدة يا مسيحيي العراق ويا أبناؤه الذين تغذون السير من أجل أروع لقاء يشارك فيه كل العراقيين أعياد أهلهم من جميع المجموعات لا أقلية مظلومة ولا أكثرية ظالمة بل الجميع أخوة متساوون في بلاد الشمس ومزارع الحب والعطاء، بلاد السلام والديموقراطية..

 

 

السومري الدكتور تيسير الآلوسي

رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر