تهنئة إلى اللجنة المركزية بمناسبة انتخابها واختتام أعمال المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي

بمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي وانتخابه اللجنة المركزية الجديدة وسكرتيرها، هذه تحية وتهنئة تتضمن أبرز ما ينتظر من مهام وما يتطلع إليه كل قوى التنوير والتقدم والتحرر والسلام.. بخاصة في التركيز على صواب اختيار شعار ((التغيير)) من اجل ((بناء الدولة المدنية الديموقراطية  وتحقيق العدالة الاجتماعية)). فهي مهمة تجتمع عليها وحولها كل قوى الشعب المأسورة اليوم ببلطجة القوى المافيوية للفساد وإرهاب الطائفيين بجناحيهما.. كما تتضمن التحية توكيداً على أهمية العقل العلمي ومساره وادواته في تلبية شروط التغيير… الأكاديمي العراقي والناشط السياسي المستقل الدكتور تيسير الآلوسي

 

الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الأستاذ رائد فهمي المحترم

الرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمين

تحية نضالية وبعد

نتقدم منكم جميعاً بالتحايا والتهاني، لما حظيتم به من أعضاء مؤتمر الحزب؛ بانتخابكم لتحمّل مسؤولية قيادة النضالات الجماهيرية المؤملة والتصدي لتلك المهام التي باتت أكثر تعقيدا في ظروف بلادنا ومسار الحدث فيها. إنّ الجديد في وجودكم اليوم يكمن في قراءة الشعار الذي استقر على مهمة نوعية ركَّزها في محدّد (التغيير) باتجاه (الدولة المدنية الديموقراطية والعدالة الاجتماعية). وهو التشخيص الأنجع لقراءة ما تمّ تكريسه في بلادنا من نظام طائفي كليبتوقراطي وواجب تغييره واستعادة فرص الحياة الحرة الكريمة عبر وحدة قوى المجتمع في أوسع جبهة يوحدها هذا الشعار الوطني الديموقراطي وما يتضمنه من إعادة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها الديموقراطية التي جرى تخريبها وتصفيتها بوحشية…

لقد تابع العراقيون وقوى التحرر في المنطقة مؤتمركم بأعمق اهتمام، منذ التحضيرات الأولى متطلعين إلى نتائجه والدروس التي تُنجز قراءة المشهد ومسار الحل؛ إنقاذاً لشعوب المنطقة من براثن استعباد قوى الهمجية والظلام وإرهابها المتفشي كالطاعون الأسود. ولهذا فإن نشر وثائق المؤتمر بدءاً بشعاره وليس انتهاءً ببرامجه النضالية، والتثقيف بها جميعاً وتعزيز الوعي بوسائل الحل ولفّ أوسع القوى حولها؛ تلكم هي مهامكم الأبرز التي ستكون مسؤوليتكم مع كل القوى المؤمنة بالحرية، من أجل أنْ يتمَّ وضع مفاتيح الانعتاق بين يدي القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في العيش الإنساني الآمن المستقر وبأسس التعايش والإخاء الذي يعيد منطق السلم الأهلي…

أيها الرفاق والأصدقاء في مسيرة الحرية والسلام ودمقرطة الحياة وأنسنتها،

إنّ أغلى التحايا التي تتوجه إليكم اليوم، إنْ هي إلا تطلعات جدية إلى إطلاق نهج يستطيع وقف التدهور والاتجاه نحو حسم الفعل النضالي لصالح الشعب بكل مكوناته وأطيافه وطبقاته وفئاته.. فتلك الجموع مازالت اليوم ترزح تحت نير جرائم تأسرها بالتضليل والمخادعة وإخراجها من توازنات معركة الحرية والسلام، ولكن سلامة اختيار الشعار ومضامينه الجوهرية سينتقل بالنضال إلى واقع جديد بوجود برامج عمل دقيقة في تشخيصها ومعالجاتها.

دمتم رفاق مسيرة التقدم الاجتماعي والدفاع عن حقوق الأغلبية المتطلعة للانعتاق، دامت مشاعلكم مصابيح تنوير والأنجم الهادية وسط دياجير الظلام التي غزتنا.. ويقيناً فإنّكم ستكونوا الأقرب من الفقراء وطبقات الشعب وفئاته، كما كنتم دوما الأكثر تضحية من أجلهم.. وأنكم الذين تتمسكون بالدراسات العلمية الأنجع لما تمر به البلاد والمنطقة بوصفها جوهر أدواتكم في النضال الوطني ووحدة قوى الشعب بتنوعات قواه المكونة والتلاحم الأممي باختلاف مناهج وجودنا الإنساني.

إننا في حركة الثقافة ومسيرة حقوق الإنسان في داخل الوطن والمهجر، لنعوّل على قوى التنوير التي تتقدمون صفوفها، كيما نجنب الشعب مزيد معاناة وتضحيات جسام دفعوها في ظلال قوى الإرهاب والطائفية وثقافة الاستغلال وبلطجتها وآليات الاستبداد المافيوية السائدة.. ويؤكد العقل العلمي العراقي وجواهره في الوسط الجامعي ومراكز البحث العلمي، وهم القطاع الأهم لمسيرة رسم خطط الإنقاذ، على سلامة ما تختطونه من تمسك بدور تأسيسي للعلوم والمعارف وأنوارها في تبيِّن طريق التحرر والتقدم…

فإلى أمام؛ ومثلما نجاح مؤتمركم العاشر، فليكن طريق التجديد والحسم أكثر نجاعة من أجل التحرر وإعادة إعمار الروح الوطني وآليات الديموقراطية والتقدم الاجتماعي والتنمية والدفاع عن الحريات والحقوق حتى انتصارها الحاسم الأخير بإعلاء قيم التقدم والحرية والسلام..

 

 

الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي

عن

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر \ المرصد السومري لحقوق الإنسان

لاهاي هولندا في الرابع من ديسمبر كانون أول 2016

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *