لماذا لا يحتل العراق سوى ذيل قوائم أفضليات قطاعات الحياة في العالم

العالم يُصدر التقارير كما يرى ويرصد من أوضاع الدول والشعوب وهو ليس المسؤول عما يجري بدولة وعند شعب ولكنه تلك الإحصاءات والاستطلاعات التي يُصدرها تساعد على قراءة المسارات وتعديلها بما يخدم التقدم نحو الأفضل.. وقراءة تلك الإحصاءات ونقلها للشعب العراقي نموذجاً لما يُرتكب من جرائم بحقه وحق شعوب العالم إنما يمكن أن يكون مقدمة وفرصة للتنوير من جهة والتغيير في ضوء ذلك من جهة أخرى لا يعنينا هنا رد فعل وانتقاص من أحد أو طرف بقدر ما ييعنينا كشف الحقائق ومنع التضليل لإزالة الأباطيل والانعتاق للشروع بمهام البناء والتنمية.. لا نثأر أو ننتقم بل نتصدى للجرييمة والمجرم ونهجه ونمنعه من البقاء ببراثن الجريمة ومنطقها ولنضع الجميع ببديل ومنهج لإعمار وتقدم بفضاء السلم والتعايش لا الحرب ومآسيها ولا الجريمة وفضائها.. فلنقرأ بتمعن ومن دون حسابات مسبقة أو سطوة لنهج وتأويلاته.. وشكرا لكل تداخلاتكن وتداخلاتكم

لماذا لا يحتل العراق سوى ذيل قوائم أفضليات قطاعات الحياة في العالم

 

جاء تصنيف مجموعة “باف “BAVللإحصاء والاستطلاع لأفضل دول العالم في العام 2021، لتتوّج كندا في قمة المركز الأول، بينما حلَّ العراق كالعادة في ذيل القائمة بالمركز الأخير. علماً أن مجموعة “باف”BAV تضم علماء من مختلف التخصصات المهمة سواء الرياضيات والإحصاء، أم الأنثروبولوجيا، بجانب المبدعين، ومحللي البيانات، ينهضون معاً وسوياً، بإعداد ما يؤكد التقويم العلمي الدقيق لتحديد تسلسل دول العالم ضمن معيار يجري وضعها بدراسات علمية مسبقة.

لقد اعتمدت المجموعة عدداً من الخصائص النوعية، لتسجيل أثرها بالتجارة والسفر والاستثمار وأي شكل للتأثير بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني في كل بلد من البلدان الـ78 التي تم قياسها…

وحيث أن المنطق يقر نتائج تصدّر كندا واليابان وألمانيا للمراكز الأولى فإنه يقرّ أيضا النتائج العربية التي أكدت احتلال دولة الإمارات العربية المركز 22 عالمياً، الذي كان يعني المركز الأول عربياً لتليها كل من قطر ومصر بالتسلسلين 32 و33 عالميا، محققة نتيجة أفضل من السنة الماضية، حيث كانت تحتل المركز 36 عالميا.

والقضية التي تلفت النظر ليس تقدم بلدان عربية كالسعودية والمغرب فلهما ثقلهما المعروف لكن كيف أن دولا بظروف معقدة وضغوط مختلفة تقدمت على بلد الثروات النفطية وغير النفطية سبقته بلدان الأردن وتونس وعُمان والأبعد قسوة في التقويم ومخرجات مقياسه أو معياره أن دولة لبنان الشقيقة بكل ظروفها القاسية ومشكلاته العويصة حل قبل العراق بتسلسل 74 فيما لم يبق للعراق من يتركه خلفه في التسلسل فوُضِع في آخر القائمة بالرقم 78!!؟

إنّ قراءة محاور معيارية لحركة الاقتصاد من قبيل توقف عجلة الاقتصاد وتخريب الصناعة بشكل شبه كلي حتى منها الصناعات التقليدية أو المعتمدة على الزراعة بل أن السياحة التي يُفترض وجود ملايين الزوار للمراقد الدينية تستنزفها ظواهر فساد مافيوية هي الأخطر إذ شركات وأطراف من جهات غير عراقية هي من يجمع الموارد وما يتبقى يذهب حصرا للمشرفين من جهات تسمي نفسها (مرجعيات دينية) وانتقل للزراعة لتتأكد من التصحر والنقص الفادح بالثروة المائية حدا أن حصتنا من رافدي العراق وشريان الحياة دجلة والفرات لا تصل ربعها بعد سدود (تركية!) وقطع كلي لأكثر من 44 رافد ونهير من طرف الجارة المقدسة المعصومة بمرجعية ملاليها إيران!

إن القول الديني أنْ: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا….. لم تعد متاحة بعد حجم النهب والسرقة وإفقار المواطن وتبطله وعطالته إذ الثروات والإنتاج القومي العراقي منهوب حد التصفير! وهنا ظهرت مشكلات اجتماعية واستفحلت لترافقها ظواهر المخدرات والتسول والاتجار بالبشر ومجمل موبقات بخلفية انهيار قيمي وأمراض سوسيوسايكولوجية أو حتى مجرد معاناة المواطنة والمواطن نفسياً والعيش خلف الأمراض السايكولوجية وأستارها التي تكاد تقضي على الإنسان وإنسانيته..

ماذا يريد من يحصي ويستطلع ويستبين الأوضاع في العراق؟؟

يمكنه أن يقول: إنَّ العراق باع من النفط ما يعادل أكثر من ترليون ونصف الترليون دولار وأنه امتلك احتياطيات من الذهب والمعادن النفيسة ومن احتياطي العملة الأجنبية وغير ذلك بما يعيد قوة العملة ويزيل الأصفار ويبني البلاد ويتبرع لبناء بلدان فقيرة لكن تلك الثروة ظلت مهدورة بخلفية مقدسات الميليشيات الزائف تَدَيّنها وعصمة إسلامها السياسي وقادته من مجرمي العصر ممن باتوا يجترون أعتى نُظم الاستعباد من مجاهل دويلات الطائفية وظلامياتها المنقرضة…

إن حصول بعض المواطنين على اللقمة بعد استنزاف طاقاتهم لا يتم ما لم تكن لقمة مسمومة وهي حتما ستقتله على المدى القريب وليس البعيد؛ لأن الانهيار لدولة توصف بالأكثر فشلا وفسادا وتتصدر هرم دول العالم لكن من الخلف هي الدونية والتدني… واليوم هي الأخير بتسلسل بلدان العالم الأفضل، إنما (تلك الدولة) تتجه حتما لانهيار شامل لا بمنظومة القيم بل انهيار وجودي، لن يُبقى لمواطناته ومواطنيه فرص عيش إنساني حسب بل سيباعون بأسواق نخاسة العصر وهو ما لا يكتفي بالاتجار بالبشر (أفراداً) بل يضعهم وسلسلة أجيال لاحقة رهن ديون تتراكم اليوم بخلفية النهب المستمر من طرف ملالي طهران وأتباعهم ومن طرف قوى أخرى تستبيح البلاد والعباد…!

إذن، واضح لماذا يحتل العراق المراتب الأخيرة، بصورة مأساوية محزنة تدمي القلوب والأفئدة بوقت يتبختر بعض من يقود تلك المرارة وفواجعها بأنه تقدم على الصومال أو جيبوتي أو ((بعض)) دول الـ25 الأخيرة من أفقر دول العالم [مع اعتذار لشعوب تلك الدول … ]  تلك التي تحكمها قدسية الدينسز الإسلاموية وعصمة قادتها منتهكي القيم والأخلاقيات وقاتلي إنسانية الإنسان ممن يغتال حرية الأوطان بشتى الادعاءات والتظاهر والمزاعم…

فعراق يتشرف مجرموه بولائيته لمرجعية غير وطنية أو يتبخترون بترسانة أسلحة الغدر والاغتيال بجنح ظلام أو حتى بوضح نهار وقد سطوا بإجرامهم على الميادين والساحات بل انتهكوا كل الحرمات؛ عراق كهذا طبعا يكون في ذيل القائمة..

أكيد العراق المنشود هو عراق السلام والتقدم عراق يحكمه العقل العلمي وحركة التنوير والتغيير ويديره عَلمَنَة الحياة لا إضاعتها في متاهة كهنوت الدجل والأضاليل ودولة دينية مفروضة قسرا في واقع الحال حيث أعلى مسؤولي الدولة لا يخجلون من إهانة الشعب في اختياره ويذهبون ادعاءً وتضليلا أيضا لـ يستجدوا بركة مرجع يُنسب زورا للدين وهو ولي سياسي سفيه لا الولي الفقيه حتى في الدين لأن الدين لا يقر له سرقة الناس حتى أنه لا يوفر بما يرتكب حيوات الناس..

أي موقع بين شعوب العالم للسعادة وقد أصابت الناس الكآبة والأمراض النفسية ودوختهم المخدرات!؟ وأي موقع للنزاهة لا الفساد بين دول العالم ونظام الكليبتوقراطية اصطنع طبقة الكربتوقراط تتسيد النهب والسلب بوضح نهار!؟ وأي تسلسل يراد التحدث عنه وأصلا لا وجود لإحصاءات مطلقا ولا حركة بناء ولا إعمار ولا إصلاح  بل أشكال ترقيع حتى لا تغشي على عين!!!

العراق بالتسلسل الأخير، أيها الشعب العراقي، ألا ترى ماذا يعني ذلك؟ وهل يقبل امرئ ذي عقل وكرامة أن يواصل المسؤولون الضحك عليه والسخرية وامتهانه واغتيال أبنائه واغتصاب بناته!!؟ فيما ذريعة لا تقل أف لزعماء العصابات المسماة ميليشيات ولائية والتي لا تستحي من عهر إعلان مرجعيتها خارج الوطن.. تتجسد بلا تردد منها في إعلان أنها ((مقاومة)) وتردف توصيفها بـ((إسلامية)) طبعا تسميات ولا معنى أو فحوى صادق لها سوى صدقها في التضليل واختلاق أو فرض الأباطيل!!

هي تتسمى مقاومة إسلامية بزمن لا يجد الشعب لا إسلامية بجوهر دين وتسامحه وصنعه للسلام وقبوله للتعددية والتنوع ولا ((مقاومة)) يجدها الشعب وإنما ((مقاولة)) للنهب والسلب والعبث هو ممارسة التقية أقصد نهجهم في ارتداء عمامة وجلباب باسم رجل دين يقود تلك المسماة مقاومة وهو يدير مواخير قوادة ويصطرعون على اقتسام أجساد الضحايا المستغلة..

كل مرة يطعننا العالم بمقتل بفضح الوقائع وهو ليس القاتل ولكنه يدري أن التنبيه وخزاً لم يعد يكفي وأنه لابد من إيجاد سبب لثورة العبيد لينعتقوا ويتحرروا ويبنوا بلادهم التي كانت وصارت اليوم نهبا للمجرمين السوقة…

أعيدوا الثقة ووحدة الصفوف محكومين مقهورين وحتى مع ((بعض)) عناصر نزيهة موجودة في بنية الدولة وسلطاتها وأطلقوا العنان لثورة التغيير.. أيها المستعبَدون لن تخسروا إلا قيودكم، فاذكروا أن وقوع العراق في آخر تسلسلات العالم ليس سوى مؤشر على من يحكمكم وينهبكم ويعيث بكم إفسادا وتقتيلا وما هويته وما موقعه منكم وتجاهكم…

الرقم 78 هو آخر قائمة دول العالم بأفضليات وجودها ومسار بنيانها وتقدمها.. أفلا تقولوا الكلمة الفعل والفصل!؟

صديقاتي الفاضلات، أصدقائي الأفاضل أثق بكنَّ وبكم وأنتن وأنتم تمرون على قراءة هذا النص البسيط الأولي إنما أدعو لشجاعة تبني الرأي وقول كلمة الحق وإعلائها بإيصال الرأي الذي حتما [ليس خشية] لا يستهدف أيّ امرئ لشخصه وفي وجوده بل يستهدف النهج الذي لا يقول للسارق وصاحب السوابق والمجرم أنت السيد والشيخ لمجرد ارتدائه جلباب تضليل.. إنما يقول للمخطئ أخطأت وهو بذلك لا يستهدفه بوجوده بل يستهدف إنقاذه من براثن الجريمة لأن مقترحنا دوما نهج البناء بدل نهج الهدم ونهج التقدم والتنمية بدل نهج التخريب والتشويه ونهج التآخي والتعايش والاعتراف بالآخر وحقوقه وحرياته بدل نهج التشطير واختلاق العداء  ويوم نقول للمجرم: إنه مجرم بوجهه نكون وضعنا أول خطوة لإنهاء إجرامه وإلا فإننا نقبل الخنوع للجريمة والمجرم وتسيّده علينا لا تخشوا في الحق لومة لائم ولنتابع تغيير وجودنا لنحيا بسلام وحرية وبكامل حقوقنا نبني ونعمر ونتقدم ونحمي الكرامة ونصون الأمانة لأجيال نأتي بها إلى عالم يلزم أن نوقف فيه التشوه والنهب والسلب والمصادرة فتحية لأحبتي جميعا ولنتفاعل وننقل المعالجات إلى فضاءاتها بأبعد من يعرف فك الحرف وكشف الحقيقة

 

***************************

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=715561

الموضوع في الحوار المتمدن\ صفحة تيسير عبدالجبار الآلوسي

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحةتوكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة التنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *