في اليوم الدولي لمكافحة الأمية أصدر كل من المرصد السومري لحقوق الإنسان والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر بيانا ناشدا فيه الحركة التنويرية بالتوجه لتبني حملة وطنية جدية لمكافحة الأمية بمستوياتها واستحصال وسائل تلبية شروط العمل المثمر بهذا الميدان بمساهمة مؤسسات الدولة وأولوية التمويل والدعم اللوجستي المناسب والكافي وطنيا أمميا.. وفي أدناه نص البيان
المرصد السومري والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر يطالبان بحملة وطنية جدية مسؤولة لمكافحة الأمية في العراق
في ظل تفاقم إحصاءات ظاهرة الأمية بمساراتها الأبجدية والحضارية في العراق سجلت فعاليات التوثيق المحلية والأممية تراجعات وانهيارات خطيرة مع تغوّل الأمية وسط مختلف الأعمار ومستويات الدراسة وخارجها؛ وهي الظاهرة التي بقيت سجلا للتخلف والجهل وما يفرضانه من قيم وقيود وأصفاد تستغل المجتمع بمقابل المهام الواجبة للارتقاء بتعزيز التعليم متعدد اللغات بقصد محو الأمية وتحقيقا للتفاهم المتبادل بين الشعوب والجماعات وبناء قيم السلام والتقدم والعيش في عصر التكنولوجيا ومقتضياته واكتناه الفضاء وخدمة المجتمع الإنساني بعمومه..
وأكدت المنظمتان على حقيقة أنه من دون مكافحة أشكال الأمية ستبقى البلاد مأسورة للصراعات والأزمات ولندوب عميقة في الوحدة الاجتماعية؛ ففي عراق اليوم المبتلى بالأمية ونسبها المتفاقمة حد الشلل المجتمعي لابد من العمل على فتح الكوة المغلقة لمكافحة الأمية بأشكالها بقصد خلق البيئة الكافية لإنهاء المعضلة المستفحلة.. فهلا تبنينا مشروعات استراتيجية عقلانية تأخذ جميع الظروف التي نمر بها؟ هلا توجهنا للجنة تحضيرية تُعدّ لمؤتمر وطني يكون الثقل الأساس فيه لمنظمات المجتمع المدني مع دور ملزم للدولة في تحمل مسؤولياتها التنفيذية الإجرائية في مكافحة الظاهرة؟ ونذكّر هنا أن كل لحظة تلكؤ ستكون كارثة في حفر خندق فجوة بين وجودنا وما يحصل عالميا من توجهات نحو المعارف التكنولوجية الأحدث حيث عصف الذكاء الصناعي وتكنولوجيا المعلومات الأحدث بعيدا عمن يحيا في ظلام قرون الجهل والتخلف..
إننا إذ نحتفل باليوم الدولي لمكافحة الأمية [الثامن من أيلول سبتمبر] نشارك اليونسكو بموقفها من الأمية وتعريفها المخصوص للظاهرة ونسعى معا لتوكيد ضرورات تسريع العمل الفعلي المثمر في مكافحتها ووضعها على قائمة أولويات مجتمعنا والدولة بمؤسساتها كافة..
إن قراءة الوضع العراقي تفضحها كل الإحصاءات الرسمية والأممية بجانب حيث أغلبية لا تمتلك مهارات الحساب والقراءة والكتابة ليس في الإملاء حسب بل في (فهم) عبارة يتلكأ المتخرّج في قراءتها ويتعثر كثيراً وطبعا مثل هذا عند التخرج فما بالنا وهو يقطع شوطا بعيدا عن المدرسة والتعليم الذي لم يعد إلزاميا في الواقع العملي الميداني!؟ إنه يكون أكثر استعدادا لفقدان النزر اليسير الذي امتلكه وسرعان ما يغادره بلا ذاكرة تستطيع توظيفه حيث تُغرِق تلك الجموع في أميّتَيْها الوظيفية والتكنولوجية.. وسرعان ما سنصل إلى أرقام صادمة وصلت فعليا إلى أن ثلث الشعب بات من الأميين!!!
إننا اليوم نشهد استغراق ظاهرة الأمية بكل أشكالها وأنماطها فنرصد عراقيا أنواع الأمية بمختلف تمظهراتها وكما نسجله في أدناه:
- الأمية الأبجدية أو الألفبائية
- الأمية الثقافية أو الحضارية
- الأمية الرقمية الإلكترونية
من هنا نتأكد من ظاهرة سطوة التخلف ومنطق الخرافة وعقليتها المستسلمة للقدرية وللانقياد إلى طقسيات ظلامية تستغل عمق الجهل وما يفرضه من ظلمة حالكة على العقل الخاوي إلا من ادعاءات وأضاليل تعيد إنتاج ذاتها واجترار ماضويات منقرضة ومن ثم العيش خارج عصرنا وقيمه ومتغيراته المتسارعة..
وتوكيدا لمهام مكافحة الأمية نلفت النظر إلى الآتي من المعالجات والمواقف الضرورية لتلك المهام النوعية المتخصصة:
- الاهتمام جوهريا بميزانية التعليم الأساس واستكمال بنيته التحتية وقدراته الاستيعابية والأدائية.
- اعتماد مناهج تعليمية أكثر ارتباطاً بالواقع العملي وبالتطور التكنولوجي لتمكين الأفراد من تلبية احتياجات سوق العمل حصرا
- إيجاد بيئة داعمة للتعليم بدءا بمرحلة الطفولة وليس انتهاء بالكبار لكن استثمارا فيهم وفي أولوية الإنسان ومجمل الموارد البشرية وبنائها وتمكينها.
- معالجة ظواهر الخلل البنيوي اقتصااجتماعيا وبرأس القائمة معالجة ظواهر الفقر والبطالة وتمكين المجتمع من مقتربات مجانية التعليم الأساس..
- تفعيل الدور الإعلامي بخاصة في مكافحة الأعراف السلبية المقيتة ومنح المراحل العمرية مكانها ومكانتها في جميع خطابات العمل..
- إيجاد حوافز مجتمعية شاملة ودمج الفعاليات العامة بإشراكها في الجهود المشتركة.
إن الحديث عن مكافحة الأمية وعن جدلية العلاقة بين التعلم والتنمية لا يتجسد اليوم عراقيا في واقع الحال بوصفه أولوية وتلك الإشكالية في العراق بخلفية ما مر من أسباب عامة وأخرى مثقلة بأحمالها ومحمولاتها الخطيرة يتطلب تغييرا في الإرادة السياسية لتعود الثروة الوطنية لأهلها لابد من العمل على تحقيق المتاح لحين تلبية شروط بيئة وطنية تتناسب والتطلعات في الانعتاق من ظلام وظلم الأمية ومخرجاتها الكارثية التي حلت بعراق اليوم بخلفية الانهيار الواسع والخروق البنيوية في المجتمع منذ 2003 وحتى يومنا..
تحية لكل القوى المجتمعية المتنورة الساعية للمهمة الإنسانية الأسمى ألا وهي بناء الإنسان وعقله العلمي المتنور وتحايا للمجتمع الإنساني برمته وهو يحتفل باليوم الدولي لمكافحة الأمية بأفضل البرامج ومناهج التغيير والإنجاز
| المرصد السومري لحقوق الإنسان
المرصد عضو المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان |
البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
|
08.09. 2025
***************************
للاطلاع على بيانات المرصد الســــــــــــــــــــــومري لحقوق الإنسان في أخبار التمدن
***************************
اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/ تيسير عبدالجبار الآلوسي
سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير



