مطالب بحماية التعليم وتهيئة كافية للمعلم بوصفه العنصر البنيوي الذي لا غنى عنه ولا بديل في العملية التعليمية بأكملها

المعلم ليس مفردة عابرة معزولة عن نسيج بنيوي للعملية التعليمية ولكنه فوق ما يجابهه من مشكلات بنيوية في داخله وبجانب ما يعترضه من طابع يتعارض وطابع تعاوني للمهنة فإن المعلم يجابه أيضا مشكلات الهجمات العنفية المسلحة منها بالخصوص عليه ما يُفضي إلى نتائج سلبية خطيرة بجانب ظواهر أخرى من قبيل التضييق على فرص عيشه الكريم بتأخير الرواتب وبالعمل المجاني بلا عقود وغيرها وغيرها.. إن هذي المطالب ستبقى نبراسا للطريق المرتجى بخاصة هنا في التعبير عن صوت المرصد السومري لحقوق الإنسان كون تلك القضايا هي قضايا حقوقية بامتياز والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر كونها أيضا أدخل بمحاور من أنشطته الرئيسة.. وعسى يصل الصوت بلا عوائق إهمال أو إغلاق السمع عن استقباله

مطالب بحماية التعليم وتهيئة كافية للمعلم بوصفه العنصر البنيوي الذي لا غنى عنه ولا بديل في العملية التعليمية بأكملها

*تيسير عبدالجبار الآلوسي

في اليوم العالمي للمعلم ينبغي توكيد أهمية إعادة  صياغة مهنة التدريس بوصفها مهنة تعاونية فضلا عن أهمية تعزيز قدرات المعلم بدعم أعداد المعلمات والمعلمين بالحجم الكافي وعلى وفق النسب الأفضل لأداء المهمة تجاه الطلبة وتجنب تحميل الحصص الدراسية بصورة مفرطة تفلت بسببها فرص الأداء الكفء المناسب، بخاصة مع ضرورة الانتباه على أن التعليم لا يتم إلا في فضاء طابع أدائه الجماعي والعلائقي المترابط.

إننا هنا نؤكد أهمية ارتقاء المعلم بجهوده بناء على مبدأ التعاون في الفصل الدراسي وفي توظيف الفضاء الرقمي فضلا عن اعتماده جوهريا في محفل اتخاذ القرار الأمر الذي يشكل تعزيزاً للدافع للعمل وتطوير مستويات المعلم الأدائية لمجابهة تحديات المهنة ومستجداتها..

لقد تم اعتماد اليوم العالمي للمعلمين سنوياً باختيار تاريخ 5 تشرين أول أكتوبر منذ عام 1994، إعلاء لذكرى اعتماد توصيات العام 1966 وما يخص التعليم الجامعي وتدريسيه بتوصيات 1997.. يأتي الاحتفال اهتماما بما ينهض به المعلمون من أدوار حيوية بنيوية في منظومة التعليم  وفي الدفع بعجلة التعلم والإدماج والإبداع والابتكار في المدارس وربطها بالمجتمعات. إلا أن المعلمة والمعلم ما زالا يعملان من دون وجود هياكل (تعاونية) يمكنها دعم أساليبهم التربوية أو البحثية  ما يقيد مخرجات جهودهم أو مستويات معيشتهم وظروف تحكم الأداء. إذ ما تزال هذه المهنة في كثير من الأحوال وهنا نسجل أوضاعها عراقيا، حيث المعاناة من العزلة أو القطيعة بين جهودهم وبين تلك الهياكل والبنى المفككة، الأمر الذي يؤثر في جودة التعليم ومستويات مخرجاته حتى أن المعلم هجر تلك المهنة في ظروف أشد وطأة تقع بحقه مع تفاقم الاعتداءات عليه وتفشي منظومة قيمية سيئة في العلاقات وسط المنظومة برمتها..

إن التركيز اليوم عراقيا على قدرة التعاون لإحداث تحول بالنسبة إلى المعلمين والمدارس ومجمل النظام التعليمي سيوفر فرص الارتقاء بالعملية التعليمية في زمن يشكل التعليم موقعا جوهريا في بناء الإنسان المنتمي للعصر ولحداثته.. وإلى جانب الطابع التعاوني للتعليم والمعلم فإن السياسات والممارسات الخالقة للبيئات التي تقدِّر الدعم المتبادل ومشاركة الخبرات وتحمل المسؤوليات المشتركة، تعد خيارا تأسيسيا للتعليم المعاصر وللمعلم في تكوينه..

إن الاهتمام بالمعلمين بوصفهم المحرك الأول في مستقبل التربية والتعليم، ولأنهم هم من يجعل من التعليم بيئة نابضة بالحياة، ومن دونهم لا يمكننا تحقيق مخرجات إنسانية قادرة على العمل المثمر المنتج بل سيتخلف كثير من عناصر الحياة الإنسانية ويحيلها إلى وجود أصم قائم على العزلة والآلة الصماء الجامدة بلا حياة وبلا أنسنة.. لأننا فعليا نبقى بحاجة لخلق التفكير النقدي بمحمولاته الأخلاقية ومنظومة الذكاء العاطفي والشعور بالانتماء الاجتماعي وليس اعتزالها..

إن عراق اليوم يجابه كثير من المعضلات التي انعكست على حياة المعلم وتكوينه وأدائه ونهجه ما جعلنا بحاجة ماسة ونوعية جوهرية إلى معالجة النقص في أعداد المعلمات والمعلمين، وإلى الارتقاء بمكانة المهنة وحرمتها وحماية أعضائها من تلك الإهانات المتكررة المتفاقمة ومن الهجمات العنفية الخطيرة التي يتعرضون لها ونحن هنا بحاجة أيضا إلى تعزيز موازنات الاستثمار في إعداد المعلمين.

كما إن دخول وسائل الذكاء الاصطناعي وأدواته، يدفع إلى ضرورة دمج التطور التكنولوجي في التعليم بصورة تكفل إحداث نقلة نوعية، لكن مع الانتباه على تشكيل أساليب تدريس ومناهج مختلفة نوعيا جوهريا بجانب تركيز استثنائي على حوكمة التعليم، واهتمام بشأن الأخلاقيات ومنظومة القيم بما يحيل إلى الدور الذي يضطلع به المعلم الإنسان.

إن الحديث عن معلم ينتمي للعصر ويوجد بحجم يتناسب وحجم الطلبة وأعدادهم وبإعداد نوعي بمقاربة العصر وتكنولوجيته المتقدمة مع نهج تعاوني يرتقي بوضعه باتت ترفا غير محسوب في استراتيجيات  العراق الجديد بخاصة مع تضاعف إهمال الحسم في قضية الاعتداءات على المعلم والتعليم الأمر الذي أوضع البلاد في فخاخ خطيرة فيما الحكومة تمضي بالتعامل مع معلم مجاني ومعلم تتأخر رواتبه لأشهر وآخر محكوم بضغوط مجتمعية عشائرية وطائفية وطبعا ميليشياوية حزبية في أخرى أخطر وأفدح في التعرض لأمنه وكرامته

هذه الكلمة الموجزة تبقى بحدود الخطوط الرئيسة العريضة التي تتطلع لتلبية المطالب المتضمنة بالشراكة بين أطراف التشغيل والرعاية والإعداد وحماية الأمن والأمان والدفع نحو شراكة بناء بين جميع تلك الأطراف بضمنها نقابة المعلمين وكل الهيآت ذات الصلة تحية لكل معلم بمستويات التعليم الأساس ومستوياته المتقدمة العليا.. وليحل هذا اليوم بوصفه نداء للبحث عن أفضل الحلول وسبل العلاج وتحقيق الأمل.

* المرصد السومري لحقوق الإنسان والبرلمان الثقافي العراقي في المهجر

 

 

***************************

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

 

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...