أشد إدانة لجريمة اغتيال الناشطة الحقوقية المحامية همسة جاسم والمطالبة بسرعة الكشف عن مرتكبيها وإيقاع العقاب المتناسب وحجم الجريمة

اُغتيلت صباح اليوم الثلاثاء الناشطة الحقوقية همسة جاسم أمام دارها في محافظة واسط التي سبق أن شهدت ومحافظات عراقية أخرى جرائم اغتيال انصبت على ناشطات ونشطاء بمختلف مواقع من وقعت بحقها وحقه الجريمة.. وإذ تناقلت مواقع التواصل الجريمة فإنها أشارت بأغلبها إلى المسؤول عنها وهي كارثة إذا ما أُضيفت لقائمة ظلت بلا حساب ولا عقاب فضاعت سلطة القانون وتم الطمطمة على الجرائم بل تم مواصلة الفعل بتهديد من يتناولها وابتزازه لكتم صوت الحق! لكن جمهور الشعب من الوعي لن يترك الأمور تستمر من دون مواقف نوعية شاملة وعميقة الأثر ففي النهاية الشعب بمثل هذه الحال هو صاحب السمو الدستوري في إعلاء صوت الحقوق والحريات وفي هذا دان المرصد السومري الجريمة وطالب بالكشف العاجل عن المجرم ومحاسبته والتوجه لفتح ملفات الجرائم بصورة يكون القضاء فيها محميا وسلطته هي العليا..

اغتيلت صبيحة اليوم بمدينة الكوت محافظة واسط العراقية الناشطة الحقوقية همسة جاسم وذلك أمام منزلها من قبل مسلحين (مجهولين) يستخدمان دراجة نارية كما تناقلت أنباء واردة من هناك.. وفي وقت أشارت أصوات إلى جهة أمنية عليا فإنه بجميع الأحوال كانت تلك جريمة ترويع تركت آثارها سريعا على البيئة المجتمعية في ظروف تتجه البلاد إلى انتخابات يُفترض أن تجري بأجواء استقرار أمني يرقى لمستوى حماية الحقوق والحريات..

إن تلك الجريمة هي مفردة بين سلسلة من جرائم الاغتيال والتصفية الجسدية التي سبق أن وقعت بمختلف محافظات العراق وجرت الطمطمة عليها و\أو إطلاق خطاب للتشويش على الأسباب الحقيقية مع إفلات المجرمين الحقيقيين من المحاسبة والعقاب! والأنكى أن يتعرض كل من حاول تناول تلك الجرائم بمعالجة هادئة موضوعية للتهديد والابتزاز وكتم الصوت..

لقد وقعت أغلب تلك الجرائم بخلفية أشارت باستمرار لعناصر أما تكون ذات مسؤولية عليا أو في قيادات فيها و\أو في الميليشيات المنتشرة كانتشار السلاح غير الشرعي بأيدي لم تحترم القانون والدولة والإنسان يوماً..

والقضية هنا ليست متعلقة اليوم، بجريمة الاغتيال الموصوفة التي اُرتُكبت بحق الناشطة الحقوقية حسب بل بمجمل الجرائم التي مرت بلا حساب ولا عقاب ما ساعد على تكرار جرائم الاغتيال والتصفية بدم بارد من الأطراف التي وقفت وتقف وراء تلك الجرائم بصورة متكررة وما أكثرها بأعلى نسب ارتكابها بين مجمل وقائع الجرائم المرتكبة في البلاد.؛ ما يؤشر بوضوح طابع ارتكابها حيث إشاعة الترويع والهلع وكتم الأصوات أو احتجازها لموقف سياسي أو ما يناظره من مآرب بمستويات باتت تحفر عميقا في الوجود العام للوضع العراقي..

إن ظاهرة انفلات ميليشياوية وسطوتها على الفضاء العام بصوت أعلى من صوت القانون ومؤسسات العدالة وتفشي انتشار السلاح وعدم محاسبة الجناة وإفلاتهم من العقاب بجريرة ما ارتكبوا ويرتكبون، سمحت وتسمح بمزيد من تلك الجرائم وأشكال الترويع التي تصادر حرية التعبير والدفاع عن الحقوق وعدالة المطالب وبينها ضمان حيوات الناس وتأمينها والاستجابة لمطالبها بما وقع ويقع للناشطات والنشطاء في المقام الأول..

والحركة الحقوقية العراقية والمرصد السومري يطالبان نقابة المحامين بالتصدي لمسؤولياتها وليس أي احتمال آخر كما ربما إعلان التخلي عنها بذريعة أن المتخرج في الحقوق ليس عضوا أو يعمل بمواقع خارج المحاماة هي الأخرى وأيا كان نوع المهنة والمؤسسة مواقع مطالبة على وفق القانون بتقديم مساهمتها التي يفرضها الواجب عليها..

ومن هنا فإننا نرى في ضوء كل المجريات بالتعامل مع الواقعة بوصفها قضية رأي عام وكما رأس الشليلة تجر خيوط كل الجرائم المشابهة لإعادة فتح الملفات والإعلان عن موقف حازم وحاسم للمحامين والقضاة على وفق المسؤولية بعمل جمعي مشترك مع تحريك الادعاء العام والأطراف ذات العلاقة كل على وفق مهمته كي يتم التصدي للجريمة ومَن وقف ويقف وراءها لاستعادة سلطة القانون ومؤسساته في دولة يلزم أن يكون هدفها الإنسان، حقوقه وحرياته..

الذكر العطر للراحلة شهيدة جريمة الاغتيال الناشطة همسة جاسم والصبر والسلوان لعائلتها والقوة والصمود للناشطات والنشطاء في التصدي لمحاولات التهديد والابتزاز ولأشكال الانتهاكات المرتكبة وأخطرها وعلى رأسها جرائم الاغتيال..

المرصد السومري لحقوق الإنسان