المرصد السومري يتوجه بالنداء إلى المجتمع الدولي لوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي في دارفور

منذ دخول ميليشيا مرتزقة الحروب المتوحشين وهمجيتهم في الفاشر ومجمل دارفور ارتكبت الفظاعات بجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ليصلوا لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الأمر الذي لم يعد بخافٍ على أحد.. ونحن في الحركة الحقوقية العراقية والمرصد السومري لحقوق الإنسان نطلق النداء الموجه إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته ومختلف المنظمات الفاعلة الإقليمية والدولية لممارسة الدور المناط بهم وحسم الموقف هناك بوقف فوري عاجل لكل الجرائم وحماية المدنيين أو من تبقى منهم بخاصة مع وجود حجم سكاني مهول بأسر تلك الميليشيا التي تمثل امتدادا للجنجويد وما ارتكبوه مع سرعة تقديم من ساهم بالجريمة للعدالة ومنع إفلاتكائنا من كان ومهما كانت مبررات التضليل.. الأمن والسلم الأهلي لأهلنا في دارفور والفاشر أولا والخزي والعار للقتلة ولتتنادى القوى الأممية للحسم والحزم فورا

المرصد السومري يتوجه بالنداء إلى كل من يعنيه أمر ضمان السلم الأهلي ومنع ارتكاب جرائم الإبادة بضرورة التحرك الفوري العاجل

لقد كان شعب الفور عبر مئات الأعوام والسنين محافظا على هويته مدافعا عن قيم الأنسنة والتسامح والتعايش مع الآخر باحترام ومساواة.. وإذا كان هذا الشعب يتسم بتعدديته فإن ذلك يعود لأهم خصال البشرية في استقبال الآخر بكل الهجرات التي وصلت موطنه واحتواهم وتفاعل معهم بنيويا على أساس مبادئ المساواة واحترام الهوية..

لكن انتماء الفور بوصفهم السكان الأصليين لدارفور ممن لم يأت عبر الهجرة، أقول إنّ انتماءهم إلى زنوج غرب أفريقيا مثل الكاتوري و الهوسا و غيرهما من القبائل الأفريقية الساكنة جنوب خط الاستواء دفعهم ليكونوا بتلك الخصال، أساس الحضارة الأفريقية والسودانية القديمة.. إذ لابد للراصد المتمعن المنصف من أن يشهد على أن الفور يحملون صفات حضارية فريدة إذ أنهم مسالمون كرام بطبعهم يتمسكون بمساعدة الضعيف. وربما كانوا المجموعة الوحيدة بأفريقيا التي تأوي من هاجر إليها وتؤاخيه مثلما فعلت مع  الداجو و المساليت والبرتي و الميدوب والزغاوة و البديات..

على الرغم من كل ذلك فإنَّ أطرافا تمتد جذورها إلى زمن الجنجويد واستقطاب مجموعات مرتزقة متوحشة ولأغراض شتى اندفعت لتنقل الصراع إلى هذا الشعب المسالم فوجدت صلابة وشجاعة لم ترها من قبل ولكن وحشيتها دفعت بها إلى ارتكاب المجازر الإرهابية الكبرى بدءا بالقتل الجماعي والإعدامات الميدانية وتصفية مستشفيات بمن فيها وتخريب الأعيان المدنية حتى وصلت ما يُرتكب لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية كما جرائم الاغتصاب وحد تجاوز العنف ارتكاب جرائم الجينوسايد الإبادة الجماعية…

إن ذلك يدعونا لفعل فوري وعاجل لردع من يقف وراء تلك الميليشيات الإرهابية ويدعمها بالمرتزقة والسلاح وإدارة العمليات القتالية بقصد اتخاذ كل الإجراءات الفعلية العملية التي تضمن حماية المدنيين ووقف المجازر التصفوية الخطيرة التي تجسد جرائم حرب وتصفية عرقية وتطهير لشعب عريق وأيضا وحتما محاسبة كل من كل له دور بتلك الأفعال الإجرامية في الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

لقد أثارت الحرب التي تديرها جماعة ميليشياوية بمختلف مسمياتها أسوأ الأزمات الإنسانية وعادت المجاعة بظاهرة هي الأشد تدهورا مع نزوح ملايين بلا حصر من مدنهم.. ولا يمكنا قبول تبرير كل تلك الجرائم الكبرى المهولة بوصفها تجاوزات أو بأن لجنة تحقيق ستنظر فيها على وفق إقرار قائد المجموعة ولكن ما يمكننا توجيه النداء بشأنه هو مطالبة مجلس الأمن الدولي بإقرار أن ما يُرتكب بحق شعب الفور تشترك فيه دول ولا يقف عند مقاتل ميليشياوية محدودة ما يتطلب تدخلا جمعيا فوريا لحسم الموقف وتثبيت السلم الأهلي وإخراج مجرمي تلك الميليشيات من دارفور.. إذ أن توفير الأمن والسلم ووقف العمليات الحربية هو المقدمة لحماية شاملة للمدنيين والتحول نحو المحاسبة لكل من خطط أو مول أو نفذ أو سهل هذه الإجراءات والأفعال الإجرامية..

إن مجمل شعب السودان وأغلبيته التي مازالت تتنسم الحرية بسلطة الدولة يتطلع إلى موقف حازم حاسم يقف مع الحق والعدل وألا يكتفي ببيانات الإدانة مما لا يسمن ولا يغني..

إن كل المنظمات الإقليمية والدولية معنية اليوم بتحمل المسؤولية بعد أن بات لون تراب دارفور أحمر قاني من نزيف الضحايا بذياك الحجم المهول للفظاعات المرتكبة.. ونحن نحيل المجتمع الدولي لخطاب إنساني ذبيح يستصرخ الضمائر لوف جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج بدأته الجنجويد ومازالت الميليشيا تواصله بالاعتماد على رسقة الثروات واستغلالها في تجنيد المرتزقة واستقدام دعم من أطماع دول معروفة للعالم..

إن السودان وشعبه بكل مكوناته ليس ميدانا لتصفية حسابات ولا أضحية وقربانا للوحشية ممن لا يعرف الحضارة وقيمها وليست قضيته اليوم لكل المزاعم المزيفة والأباطيل المضللة بل هو اليوم أحوج ما يكون لصوت الضمير العالمي بوقفة مشرفة تُنهي الحرب وتكبح الأطماع ومن وراءها..

إن مدينة الفاشر اليوم هي رمز جديد للمأساة الإنسانية ونزيفها بمجابهة وحشية الفاشست من ميليشيات ومرتزقتها من أصقاع الأرض ومكبات نفاياتها المستفيدة الاستغلالية بوحشيتها وهمجيتها، التي لا تعرف للقانون الدولي طريقا أو نقطة لقاء..

إن تلك الجرائم المستمرة هي امتداد لكل جرائم الإبادة والتطهير العرقي التي اُرتُكِبت ضد شعب الفور وهي استمرار ممنهج للقتل الجماعي والاغتصاب والتطهير العرقي ما لا يعني سوى نداء إنسانيا أخيرا قبل فوات أوان لأن العملية هذه المرة ليست مجرد تصفيات بل ومحاولة لاستبدال الشعب المباد بعناصر دخيلة تحمل كل سمات العنف والإرهاب والهمجية..

أوقفوا الجرائم المرتكبة فورا وتحملوا المسؤولية في واحدة من أبشع جرائم العصر بحق الإنسانية والحضارة

المرصد السومري لحقوق الإنسان

المرصد عضو المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

الثلاثين من أكتوبر تشرين أول 2025

 

***************************

للاطلاع على بيانات المرصد الســــــــــــــــــــــومري لحقوق الإنسان في أخبار التمدن 

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...