يوم الأرض منصة تأسيسية لانتصار الشعب الفلسطيني لاستقلاله وحريته

منذ 40 عاماً كان يوم الأرض علامة كفاحية وطنية أخرى للشعب الفلسطيني.. ومنذ منتصف السبعينات  تأكدت مسيرة متعاظمة من الانتصارات ومن النضالات الوطنية الفلسطينية تدعمها حركة تضامن أممية واسعة، فكان الانتصار الإنساني الأسمى يوم تمّ تشخيص الحركة الصهيونية بوصفها حركة عنصرية؛ ويوم أكدت الأمم المتحدة إدانتها مراراً جرائم العدوان والعنجهية المسلطة على شعب مكافح من أجل حقه الثابت في الشرعة الدولية وقراراتها المتعاقبة. ومن هنا فإنّ إحياء يوم الأرض هو توكيد على مسيرة نضالية حافلة بالمنجز وهو أيضا توكيد على مطلبها في اعتماد خطى عملية ميدانية يفرضها المجتمع الدولي بمؤتمر تشترك فيه جميع الأطراف المعنية الدولية والإقليمية للحسم ووقف المماطلة والتسويف للاحتلال وممارساته الإجرامية.

لقد كانت انتفاضة 30 آذار مارس 1976 الرد الشعبي، عالي الصوت على محاولات الترحيل القسري والتغيير الديموغرافي المدان والمحرم في القانون الدولي؛ وسيبقى هذا اليوم رمزاً كبيراً لموقف بحجم الحراك الوطني والأممي باسم (فلسطين) الأرض التي يحيا عليها شعب تمتد جذوره لآلاف السنين فيها، وسيبقى فعل التمسك منتصراً للهوية وللوجود حاضراً ومستقبلا مثلما ذياك التاريخ العريق.

لقد كان النضال الشعبي البطولي سبباً لعديد من الانتصارات وكان من ذلك، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ذو الرقم (67/19) الذي صوتت عليه في اجتماعها الـ(67) في 29 نوفمبر 2012، أي في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومنح القرار فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

اليوم، تواصل السياسات اليمينية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي خطاب التعنت وإثارة العقبات أمام الحل الناجع الذي ينهي مأساة شعب ويوقف التهديد المتصل المستمر بإشعال الحروب المتكررة بالمنطقة وتهديد الأمن والسلم الدوليين؛ وهذا يتطلب من جهة تجديد التمسك بالحراك النضالي بالعودة إلى قرارات المجلس المركزي الفلسطيني وخيمته الكفاحية منظمة التحرير الفلسطينية وآلية العمل في إطارهما بما يستعيد قدرات الفعل النضالي المؤثر وبما يصب من جهة أخرى في مهمة التوجه إلى مؤتمر دولي فاعل وجدي، يرتقي لمستوى المسؤولية في مهمة حسم القرار نهائياً وعمليا وإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس.

إنّ التمسك بفعاليات يوم الأرض يؤكد اليقين بأنّ الأرض تبقى حغرافيا الحياة الحرة الكريمة، وتبقى الأرض أيضاً تجسيداً حياً  للهوية ولرسم خطى العيش بأمن وسلام والتفاعل مع الآخر بجسور تحيا على طرفيها الشعوب بدول حرة مستقلة، تتشارك في مسيرة البناء بديلا عن مسار التدمير والتخريب والاحتراب.

اليوم بيوم الأرض، نجدد ونؤكد معاً وسوياً، على التضامن الوطيد مع الشعب الفلسطيني في نضاله وحقه في دولته الحرة المستقلة، ونؤكد التضامن مع وحدة الشعب وحركاته النضالية بتعدديتها وتنوعها ولكن بالتأكيد ويقيناً، بقاسمها المشترك الموحد في بناء الدولة المدنية الديموقراطية التي تحيا وسط دول العالم بمبادئ التعايش السلمي والتآخي وإعلاء قيم التحرر وأنسنة وجودنا، ونبذ قوى التطرف والسلبية.

كل التضامن مع فلسطين وشعبها في يوم الأرض، بوصف الأرض حقاً ثابتاً راسخاً في بناء دولة فلسطين بحدودها وبعاصمتها المسجلة بوثائق الأمم المتحدة مثلما أيضا بحق العودة المعترف به قانوناً والذي لا ينتهي بالتقادم ولا بمرور السنوات..

ولتنتهِ كل ألاعيب معاداة حق تقرير المصير.. ولتنتهِ تلك العقبات المختلقة بوجه الانعتاق والتحرر ولتنطلق قيم البناء والتقدم في ظلال راية الاستقلال الناجز.. ولتنتصر إرادة الحياة والحرية.

إنّ مهام التضامن مع شعب فلسطين، تؤمن وتدرك يقيناً برمزية يوم الأرض ومعانيه السامية الصلبة في مجابهة التعنت والهمجية والجور وترى أفق الانتصار غير بعيد؛ حيث تحيا جميع شعوب المنطقة بإخاء وتعاون وتضافر جهود بمسيرة بناء وتنمية وتقدم منهية خطاب العنف والعداء وهمجيتهما ووحشية ما فرضاه على شعوب المنطقة.

فلتنتصر إرادة الإنسان والإنسانية والتضامن الأممي مع شعب فلسطين وليعلو علم دولة فلسطين المستقلة بين أعلام دول المنطقة والعالم رمزاً للحرية والسلام.

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *