استسهال ظواهر سلبية في حيواتنا يهدم سلامة العلاقات الإنسانية ويشوهها، الغيبة نموذجاً

ظواهر مجتمعية سلبية تنتشر كالنار في الهشيم وبائياً بلا من يتصدى لها

هذه بعض محاولات لقرع نواقيس التنبيه على ظواهر مجتمعية عامة لكنها باتت تؤثر في أدائنا الفردي وعلاقاتنا الشخصية والجمعية.. فهلا لاحظناها بانتباه ووعي.. وتفاعلنا مع النواقيس التي تقرع اليوم قبل أن يكون ما يُقرع لا نسمعه لمغادرتنا وجودنا وحينها :  لات ساعة مندم!؟ فلنكن  نحن أنفسنا من يتصدى وفي جوهر واقعنا لا مناص من عملنا جميعا والنأي بأنفسنا عن مستنقع  ما يُفسد علاقاتنا وصحة أدائنا

أقترح عليكم صحبي قراءة هذه العبارات والتغريدات بوصفها محاولة للوصول إلى قراءة مناسبة في وجودنا الشخصي الفردي والجمعي وبعيدا عن اللشية وعن التمترسات المسبقة والتأويلات .. اقترح عليكم مراجعة تضع الصياغات التي ترونها لتصلوا إلى ما تعتقدونه صوابا ومخرجا من خانق الأزمة ومن بؤرة المرض بل الوباء…

دمتم بروعة وصحة وسلامة وتوفيق، وهذه هي بعض آخر تغريداتي بهذا الإطار:

بعضهم لا يجد طريقه إلا على أكتاف الآخرين والتجريح بهم وتشويه صورهم لما يظنه بناء لوجوده ومجده.. ولكن لماذا يقبل منه محيطه هذا الفعل الشائن!؟

لنصدر قرار حظر كل ما يدخل بمرض اجتماعي ولنترك الناس بحالها إن لم يكن لدينا ما يساعدهم على تجاوز مثالبهم وهفواتهم وإلا فإننا سنكون مصدر وباء آخر

كيف نقبل لأنفسنا التساهل مع ظاهرة القيل والقال وما تضطرنا إليه أحيانا بعض ضغوط الحياة من مواجع قد تصيبنا نحن أيضا بأمراض اجتماعية لا يقبلها منطق؟

ما هي حسنة مجاراة من يستغل هفوات أو عثرات الآخرين وإيراد سيرهم بالعاطل في جلسات لا همّ لها سوى تضخيم مثالبهم والتجريح فيهم؛ بلا نية صحية سليمة؟

بتساهلنا مع سلوكيات سلبية تأتي من عناصر مجتمعية هامشية ومنحها فرص الاشتغال؛ فنحن بذلك التساهل مَن يشكل البيئة الحاضنة لأوبئة تلك المصادر المرضية فهلا تنبهنا؟

مثلما الجرثومة بحجمها المايكروسكوبي تستطيع نشر وباء خطير؛ علينا الحذر من عناصر مجتمعية هامشية الوجود لكنها وبائية الأثر فيما تحمله من أمراض.

فسادُ الشأنِ العام وسوء علاقات الإنتاج وأمراضها لا يخلو قطعا من إفساد لوجودنا الفردي وبيئاتنا وعلاقاتنا؛ ما يتطلب وعيا وموقفا لا يخلوان من آلام.

اتحاد عريض للقوى المدنية هو الأساس للتغيير فالعقدة الأولى واجبة الحل هي إزاحة الطائفية (من احتلال السلطة مجددا بأي تضليل) ليتحقق الانتصار للشعب على قوى الطائفية وما جاءت به من أمراضها الخبيثة.

كيف تقبل القوى المدنية أو بعض شخصياتها حالات إِمراض علاقاتها العامة؟ وكيف تنزع إلى حقن تلك العلاقات بالصراعات السلبية بديلا عن التعايش واحترام التنوع بقبول الآخر والتحالف معه بنيويا على خلفية برامج التنوير تحديداً؟

أحياناً، تظهر بين المدني والمدني أمراض الحساسية والحذر ولكن هذا على حسابهما معا وقبلهما وبعدهما على حساب المواطن وخياره المدني السليم عندما تطحنه التشوهات! فنتنبّه على الأولويات قبل أن تأكلنا لردح آخر من الزمن خلافات مميتة!!

فساد الأمور اخترق العلاقات العامة، فصرنا نشهد تحالفات بين (مدني علماني) و (طائفي) والذرائع جاهزة! ولكن كيف سيختار المواطن بأجواء خلط الأوراق!؟ ألا يصب هذا في خدمة قوى الطائفية وعبثها بمصير البلاد والعباد؟

كلما وصفت طيفا عراقيا بالأصالة هاج (بعض) أبناء الأغلبية بعبارتهم التأويلية الأثيرة: وهل نحن غير أصلاء؟ إن ذلك مؤشر لتمكن فلسفة التهميش والتمييز وانتشار وبائها بدليل التأويلات التي لا تمرر سوى إدامة المرض وإنْ التحفت التبريرات الذرائعية من قبيل مبدأ المواطنة يوضع بالتعارض مع بقية الحقوق المنتهكة!

العلاقات الإيجابية والصداقات لا تهتز لوجود أخطاء ومثالب فهي تتقوى بالاستفادة منها بوصفها تجاريب يمكنها أن تعزز الثقة، تحديداً عبر إدامة الحوار والمعالجة.. ولكن تلك العلاقات ستتآكل حتماً، باستسهال تكرر الخروقات السلبية…

وسيلتنا لمكافحة أشكال الفساد لابد أن تبدأ بتطهير بيئتنا وصد محاولات الخروق القيمية السلوكية وتحدي الضغوط بما يضمن سلامة تمسكنا بطريق إيجابي مناسب لفرض البدائل ومعالجة الكبوات.

كم مرة قبلتَ لشخصٍ اغتيابَهُ الآخرَ أمامك؟ بعد أن تجيب، نسألك: هل تعتقد أن ذلك تمَّ لحرج شعرتَ به أم لاستسهال جعلك تقبل تلك الظاهرة  أم لفضول أنساك التحقق من مصداقية الاغتياب وإغفال واجبك القيمي السامي!؟

ألا يجدر بالمتخصصين السايكوسوسيولوجيين أن يعالجوا مختلف الأمراض التي باتت تستشري من دون من يتصدى لها ولآثارها التخريبية في البنى المجتمعية!؟ في السؤال تلميح وتصريح في ضعف الأداء! ونداء لإنهاء هزال الأداء..

المشكلة في ظواهر فساد العلاقات ليست في المسيء حسب بل في المتلقين الذين يتقبلون منه التقولات وما يختلقه بحق الآخرين من دون حتى تثبت مما يدعي!

فساد القيم بات ينتهك العلاقات الاجتماعية إلى درجة استسهل بعضهم ظاهرة النميمة والغيبة  فيما يواصلون عيشهم بالوجهين والطعن بالأصحاب من دون خجل! ولا حتى خشية من قانون يسائلهم فيما يعده القانون جناية…!

كيف يمكن لامرئ يطعن بصاحبه، ويأتي ويجالسه ويشاركه أموراً وكأن شيئا لم يكن من تجريحه وغدره!؟ الأنكى أن يأتي ذلك من مقربين ثقاة! أيّ زمن رديء!

 

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *