حراك وسط القوى المدنية الديموقراطية في العراق لمجابهة المتغيرات والمسؤوليات

هذه حلقة جديدة من سلسلة معالجات تدفع باتجاه الوصول إلى ولادة قوة تحالف هي الأشمل في التعبير عن القوى المدنية الديموقراطية تتحدث المعالجة عن حراك وسط القوى المدنية الديموقراطية في العراق لمجابهة المتغيرات والمسؤوليات وبالمحصلة أتطلع شخصيا إلى تفاعلات جدية مسؤولة نتحرك بها اليوم قبل الغد لتوليد قدرات جديدة نوعيا من دونها لن نفلح فكلنا مسؤول عما نحن فيه فهلا كسرنا حواجز صمتنا وسلبيتنا؟ تقدموا بأصواتكم بلا خشبة أو تردد وحراكنا المشترك سبعلو بها ويصقل طريق نجاحها

منذ مدة أطلقت قوى وطنية ديموقراطية نداءات لتوحيد الجهود. وجددت شخصيات وطنية معروفة النداء المؤازر باتجاه تفعيل الجهد العملي المباشر. ومع تعدد الإرادات وقوى المبادرة من أحزاب وأطراف بمجريات عديدة ومن شخصيات ناشطة بمختلف اتجاهاتها، نجد أنّ أبرز تلك المبادرات هي نداء أطلقته الشخصية الوطنية الديموقراطية الدكتور كاظم حبيب وساهم كاتب هذه الحلقة من سلسلة المعالجات التفعيلية في صياغة تصور عملي للتحرك وكتابة آلياته وتوجهاته على أساس أن الشخصيات التي التقت حول نداء التفعيل ليست تنظيما جديداً ولا تقدم خطابها بوصفها (بديلاً عن المبادرات الوطنية المعلنة ولا جهداً موازياً)…

وانطلاقا من هذه الرؤية تمّ اتخاذ عنوان لاشتغال المبادرين هو: ((لجنة تحريك ودعم انعقاد مؤتمر القوى الديمقراطية في العراق)) بمعنى توكيد كون (هذه المبادرة ليست بديلة ولا موازية) لأي مبادرة وطنية.. ولكنها طاقة تحشيد للأصوات الوطنية الديموقراطية باتجاه عقد مؤتمر يستطيع تنفيذ نداءات توحيد الجهود عبر:

  1. صيغة تنظيمية للتحالف أو الائتلاف أو الجبهة بإطار جامع شامل يمكن أن يتضمن في تكوينه أشكال توحيد جهود أكثر تقارباً.
  2. خريطة طريق برامجية واحدة تشمل القواسم المشتركة والأطر البرامجية التي تعيد فرص بناء الدولة المدنية الديموقراطية.

إنّ إنقاذ البلاد وتحرير العباد وإعادة إشراقة جديدة للأمل على محيّا العراقيات والعراقيين، لن يكون ما لم تولد تلك الجبهة الشعبية العريضة التي تجمع كل القوى المدنية العلمانية ومنهجها الديموقراطي وخريطة طريق بناء البلاد وإعادة إعمار ما تمّ تخريبه مادياً وروحياً.

لقد ملّ العراقي لعبة التشظي واستيلاد منظمات وأحزاب وتشكيلات جديدة تبدأ بالشعارات والهتافات عالية الصريخ ولكن صرخاتها المندفعة سرعان ما تنتهي عند أعتاب المساومات وعمليات التضاغطات التي كثرما أدت إلى تضييع الصوت الأنقى بين حيتان الفساد وديناصوراته، مفاقِمة الاحباطات والانكسارات في أوساط الناس المبتلى كل منهم بكلكل الجريمة وبنظام (طائفي كليبتوقراطي) مفسد يستند إلى البلطجة وإرهاب الناس وترويعهم ما لا يسمح بالخروج من شرنقة العذابات إلا ببديل نوعي لا يداهن بترقيعات لا تغني ولا تسمن…

إن أغلب القوى والأحزاب الوطنية الديموقراطية كانت كررت نداءات توحيد الجهود ولكن تلك النداءات والمبادرات بقيت حبيسة الحالات التنظيرية أو محدودة باشتراطات حجبت فرص تلبيتها فعلياً. أو أن مبادرات مخلصة أخرى جابهتها عراقيل حجّمتها فطوتها تداعيات متغيرات متسارعة بظروف البلاد وما تجابهه من أحداث عاصفة.

ومن أجل ذلك تأتي لجنة تحريك ودعم انعقاد مؤتمر القوى الديمقراطية لتشكل حدثاً فريدا من نوعه. فهي وجود ملموس يعبر عن تطلعات الفئات الشعبية العريضة ممثلة بمئات بل آلاف التأييدات التي وردت اللجنة وأعضائها من شخصيات مجتمعية مهمة قدمت التأييد للضغط باتجاه تحويل النداء الأخير من صوته وشعاره السليم نظرياً إلى وجود عملي فعلي ناشط يمكنه تلبية تلك التطلعات بدءاً بعقد المؤتمر وليس انتهاء باستيلاد الجبهة بأية صيغة تتلاءم وعقد التحالف أو الائتلاف الأوسع لمجابهة الهدم والتدمير والتخريب في الوطن وبناه التحتية والتقتيل في الشعب ومكوناته.

إنّ لجنة التحريك والدعم هي نواة تفعيل ومعها مؤازريها بوصفهما لوبي يخدم جميع أطراف الحراك الوطني المؤمن بدولة مدنية ديموقراطية اتحادية، المتبني لدولة مؤسسات تتمسك بالقيم الدستورية الأسمى لوجود الشعب بإطار يحميه ويلبي تطلعاته ويحمي وجوده ويؤمّن سلامته وتقدمه الاجتماعي وبكفل الانتماء للعصر لا إلى بنى مرضية هشة مما قبل وجود الدولة الحديثة تلك التي أتت بها قوى الطائفية ونهجها الإجرامي الكارثي.

إن وجود لجنة التحريك والدعم كفيل بالمساهمة الجوهرية  في تسوية المشكلات والعقبات التي قد تطفو بوجه تلك القوى التي لديها تحفظات على أطراف في الحراك المدني الديموقراطي.. إنها عامل المساعدة والربط بين مجموع القوى نظرا لاستقلاليتها ولكونها ليست كيانا من الكيانات الحزبية والحركية والمنظماتية المعنية بالتحالف وعقد مؤتمره، فاللجنة تنتهي مهامها بدفع جميع الأطراف باتجاه التحاور ومناقشة خريطة الطريق البرامجية وتبنيها عمليا بإطار جبهوي يتم الاتفاق بشأنه.

ومع أن اللجنة باشرت العمل والاتصال بالأحزاب والحركات والتيارات والقوى المدنية التوجه في ضوء دعم المئات ممن وقَّع مساندا لجهودها وباسم تطلعات شعبية واسعة عريضة، إلا أنها تتطلع لاتصال كل طرف لم تصله رسائل اللجنة وبرامج عملها وما ستنتقل إليه من خطى. فالحراك مازال في أول حلقاته ومطلوب تنضيجه والتقدم به واشكال الاتصال ستمر من خلال توافر عناوين السادة مسؤولي تلك القوى وايضا عبر اتصال من لم يتوافر عنوان له بين يدي أعضاء اللجنة وبهذه الطريقة سنبرهن على تكاتفنا من أجل تلبية نداء توحيد الجهود وتنظيمها بطريقة تفرض إرادة الشعب ولا تسمح بتفتيت أصواته وبعثرتها بما يضيعها؛ وبما يحجِّم وجودها وبدلا من أن يكون الشعب بحجمه الحقيقي وبحجم اصوات بناته وأبنائه يصير المتنفذون هم أصحاب الصوت الأعلى عند بعثرة الجهود…

لا يوجد من يقبل من اصحاب التنوير ومنطق الحكمة والانتصار للناس أقول لا يوجد من يقبل بهذه السياسة الرعناء التي شرذمت القوى المدنية وجعلتها مهزومة في الدورات الانتخابية المتعاقبة بألاعيب قوى سطت على المشهد ومُنح الصوت في غفلة لقوى التضليل والمخادعة..

اليوم ستكون الجبهة المدنية الديموقراطية العريضة هي الشمس التي لا يحجبها غربال قوى الطائفية التي دمرت البلاد وأذلت العباد.. اليوم نتطلع إلى تفعيل الاتصالات في شبكة هي الأشمل والأوسع ولتتقدم كل قوة مؤمنة بخيار البديل الوطني الديموقراطي لتكون في السياق الجبهوي الائتلافي التحالفي عبر توظيف جهود لجنة التحريك والدعم لتجاوز العقبات اللوجستية وبعض ما يعترض من اختلافات وخلافات بين بعض الأطراف…

أسجل بهذي الحلقة هذه الإضاءات تعريفا أوليا مبدئيا بلجنة التحريك والدعم  بقصد تعزيز الفعاليات ودفعا لجهود الاتصال بين القوى كافة وبينها وبين هذي اللجنة التي صار لها جسور مع أطراف وطنية عديدة هي بالأصل صاحبة مبادرة وطنية أعمق وأشمل وأوسع ومعنية بإنجاز المهمة المنتظرة شعبياً.

وللموضوع ومعالجاته حلقات أخرى ستعلن فيها اللجنة تفاصيل مفيدة للحراك وهو ما يخص قرارات اللجنة وخطوات عملها وتفاصيله أما ما يخص هذه المعالجات فسيجري التوكيد على أدوار القوى المدنية وما يُنتظر لها من مهام وواجبات بهذا الاتجاه وفي الجوهر منها التيار الديموقراطي وتنسيقياته وممثليات الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني ومنها الحقوقية أيضا فهي المعنية جميعا وكافة بالاشتغال الذي نغذ السير نحوه.. كما يحاول كاتب هذه الأسطر أن يدفع أيضا بالأطر المخصوصة؛ ما متاح من رؤى ومقترحات سواء بشأن متابعة الجهد أم بتقديم تصور مبدئي بخريطة طريق برامجية يُنتظر أن تولد من رحم لجنة التحريك ومن الوجود الشعبي المؤازر الأشمل..

شكرا للتفاعلات المباشرة ولكل إضافة سواء جوهرية استراتيجية أم تفصيلية جزئية فالبحر يتشكل من قطرة الماء الصغيرة لكن بتجمعها معاً يتحول إلى محيطات تغمر وجودنا وتفتسل بها حيواتنا من أدران يكفي ما خربته فينا

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *