جريمة اغتيال المثقف والثقافة في العراق هذه المرة اغتالوا الروائي الدكتور علاء مشذوب 

جريمة اغتيال مثقف أديب أكاديمي وناشط مدني تنويري هي اغتيال الدكتور علاء مشذوب التي ينبغي ألا نسكت عليها وألا يقبل مواطن بمرورها بطريقة ضد مجهول أو ضد من يهربونه بعد طبطبة عليه.. إنها تطال كل السلطة الفاسدة وعناصر البلطجة فيها .. نحن لا نكتفي بالإدانة ولكننا نحشد أهلنا معا وسويا ليتحدث باسمهم صوت التنوير والعقل ويقف بوجه العصف الهمجي وينهي جرائمه مرة وإلى الأبد فكفى تمريرا لوجود أفاعي الظلام الغادرة ولا قدسية إلا لحيوات العراقيين وكرامة وجودهم الإنساني

إلى متى ننعى وندين مسلسل التصفية الدموية الأبشع!؟         من يوقف الجريمة ويبدأ مشوار الأمن والأمان؟

خسرنا شمسا ساطعة أخرى ومصدر تنوير في داخل الوطن! اغتالوا الروائي الدكتور علاء مشذوب في مدينته وأمام منزله! 13 رصاصة يؤرخون بكل رصاصة عملاً إبداعيا أدبيا مسَّ ملالي الظلام في تهديد سافر لحركة سلمية لم يكن مطلبها أكثر من حق العيش الآمن بسلام، وحرية للتعبير الجمالي الأدبي الذي لا يحيا إلا في ظل رايات السلام وسلطة القانون! تهديد يواصلون ارتكابه بما لا تعني سوى حلقات مسلسل الاغتيال الهمجي الأبشع..

وعلاء الراحل باقٍ بمنجزه، وهو الكاتب الإنساني المتحصل على دكتوراه الفنون الجميلة 2014، أصدر دراسات وأعمال سردية منها: ربما أعود إليك، الحنين إلى الغربة، زقاق الأرامل، ولوحات متصوفة وحوالي 20 رواية  منها: مدن الهلاك ـ الشاهدان، فوضى الوطن، جريمة في الفيس بوك، إنتهازيون … ولكن، وشيخوخة بغداد.

يوم اغتياله! كان أنهى حضور أمسية أدبية وأقفل عائداً يصافح شوارع مدينته، كربلاء، مثلما كل مرة يعود فيها من نشاط ثقافي أو مدني يدافع فيه عن أهله وحقوقهم وحرياتهم؛ لم يكن يدري أنَّ 13 رصاصة حقد كانت تنتظره؛ على الرغم من اطمئنان إلى أن بيته بشارع ميثم التمار هو في منطقة مغلقة لم يكن يُسمح بدخولها من دون رخصة رسمية أمنية سياسية!

إن توجيه الرصاص إلى العقل المعرفي الثقافي التنويري في العراق بات وضعاً تراجيدياً كارثيا مكروراً، يبتز الناس جميعا وأولهم من يرفض تمرير منطق الخرافة والدجل وأضاليل الملالي، غربان التخلف والتجهيل…

وبكل مرة لا نسمع من لجان التخصص الثقافي وإداراتها الرسمية في السلطتين التنفيذية والتشريعية سوى عبارات تركس في أعماق البركة ولا تترك وراءها حتى اهتزازات أمواج تذكر بالجرائم وبالفظاعات! أما بيان الأجهزة المكلفة افتراضا بتأمين حيوات الناس وبسط سلطة القانون فهي ذاتها، تجتر عبارة: تم التحقيق وقُيِّدت القضية ضد مجهول!!

كيف دخلت دراجة نارية بمسلَّحَين وهي مؤمَّنة مغلقة!؟ إذن كيف يكون تأمين الناس في مناطق مكشوفة سداح مداح للعصابات والمافيات والميليشيات من كل لون وراية؛ وجميعها تأتمر بأوامر ملالي الطائفية بكل ما أتت به من كوارث وفظاعات وفضائح!؟

في مساء هذا اليوم، الثاني من شباط 2019 يرتكبون جريمة بحق الثقافة في وطن (كان) مهد التنوير والتمدن والحضارة؛ يطعنون الحركة الثقافية الإبداعية بغدر رصاص الحقد الظلامي، وأيا سيأتي التبرير بتحقيقات من شارك بالجريمة لإهمالٍ أو قصورٍ أو حتى تعمّد! فإنه بيس سوى طمطمة بائسة ينظر غليها الشعب شزرا متطلعا ليوم حساب حقيقي يكشف كل تلك الجرائم… إذ مَن يمكنه أن يؤكد الحقيقة في ظل نظام (طائفي كلبيتوقراطي) هو الأبشع بكل معاني اشتغاله المافيوي المفسد والإجرامي التصفوي الدموي؟ لا أحد سوى الشعب نفسه والمخلصون الأنقياء ممن لن يضع يده مع أيدي قتلة اعلام الثقافة بمئات وآلاف من مثقفينا، لن ينساهم الشعب ولا حركتهم الثقافية التنويرية…

تذكروا أن الجريمة اليوم، هي هدية ما يسمونها ثورة الإسلام السياسي، وسلطة الإسلام السياسي! وأية بشاعة دموية بتلك الجريمة ومثيلاتها مما سبق من حلقات التصفية ضد مثقفينا؛ إذ مازالت دماء شهداء حركة التنوير وثقافة السلام والتقدم لم تجف ولم يُعلن عن القتلة.

إنهم لا يحترمون قدسية حقيقية كقدسية حياة إنسان، وقدسية وجود العقل العلمي والثقافي كونه المنارة والشمس لدفء الأرواح ولأنسنة الوجود… إنهم يطلعون من الظلمة وبحماية سلطة الظلمة ليغتالوا ويتواروا في الظلام، وهو ما ارتكبوه اليوم…

أقتلوك لأنك رفضت أحزاب الطائفية وإسلامها السياسي؟ أم لمطالبتك بحاجات الأهل في مدينتك ووطنك؟ أم لادانتك أقطاب الإسلام السياسي وفضحك خطل سمومهم وظلاميتها ومحاولتها مخادعة الناس كما سادتهم ملالي العتمة والظلمة وعفن التاريخ وما ومن يرسلون من أوباش لتنفيذ تلك الجرائم؟

إننا ننحني إجلالا لشهداء التنوير وحركة الثقافة، ونؤكد أنهم أحياء بمنجزهم وبأن المبادئ التي راحوا قرابين لها لن تموت وأن شعبا حي الضمير سينتفض وينهي ما يجري بحق فلذات الكبد الأبناء من مشاعل تنوير ما كرّمت الأديان به الإنسان ألا وهو العقل، العقل العلمي لا عقل الدجل والضلالة وزرع الفتن وارتكاب الموبقات جرائم وفظاعات بلا نهاية..

ستبقى يا علاء مشذوب حياً بهيا ساطع الضوء  بهي الوجود والأثر وسيرحل المجرمون وسيقتص الشعب منهم نفاية نفاية فهم ليسوا سولا نفايات العفن الذي يجتره النظام ببلطجة ملالي الظلام..

ونحن نطالب بتحقيق تشارك به منظمات حقوقية أممية دولية في كل جرائم اغتيال مثقفينا منذ سطوة بلطجة الطائفية حتى يومنا..

د. تيسير عبدالجبار الآلوسي \ المرصد السومري لحقوق الإنسان

 

 

 

 

 

مواد ذات صلة

رسالة موجهة إلى ملتقى بغداد بمناسبة ذكرى الرحيل المأساوي لشهيد الثقافة العراقية كامل شياع

https://www.somerian-slates.com/mss_old/v220.htm

استشھاد كامل شیاع: ارتفاع رایة أخرى من رایات الثقافة العراقیة وسقوط لرایات الإرھاب والعنف والطائفیة

https://www.somerian-slates.com/mss_old/babil230808kamilshiaa.pdf

http://www.iraqiwritersunion.net/modules.php?name=News&file=article&sid=10791

 

 

 

*********** اضغط على الرابط للانتقال لصفحة المرصد السومري**********

Sumerian Observatory for Human Rights

المرصد السومري لحقوق الإنسان 

Stichting Sumerische Observatorium voor Mensenrechten In Nederland

*********************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...