أقول: منذ تمّ تمزيق تحالف الشعب الديموقراطي المسمى (تقدم) والالتفاف على المسار وتغيير اتجاهه، انزلقت (بعض) القرارات باتجاه خلط الأوراق والابتعاد عن الهدف الذي انتفض من أجله الشعب! وقد سوّق وبرر (بعضهم) للتوجه (الإصلاحي) الذي لم يعنِ (في الفكر السياسي وقراءاته الدقيقة) أكثر من قبول (ترقيعات) لا تُغني ولا تسمن!
والكارثة أنّ الأمور التي بدأت بتبريرها على أنها مجرد (تنسيقات) ميدانية، فيما يُشبه إخفاء الحقائق التي جرت في الكواليس! تحوَّلت بتلك التنسيقات سريعاً لتصير (تحالفاً) مع (جناحٍ) لا يُخفي تمترسه مع شعارات الإسلام السياسي التي ينتمي إليها..
ثم دفعت التداعيات التالية، إلى ااتساع (التحالف) باتجاه (تحالفات) ضمت جميع أجنحة الإسلام السياسي الأخرى وهي ليست سوى أجنحة الطائفية الحاكمة. وقد جرى ذلك من دون مداراة لعبة محايثة أخرى، هي لعبة إظهار الصراع بلحظة والتعتيم على حقيقة اتحاد تلك الأجنحة؛ وقتما تجد نفسها مهددة من الشارع في لحظة أخرى، كما رأينا غب ما أسموه الانتخابات التي قاطعها الشعب بنسبة فاقت 80%….
اليوم بعد تجربة عملية فعلية مازال بعضهم على الرغم من كل المجريات؛ يصر على متابعة مهمة ذبح (وحدة) التنويريين واغتيال (استقلاليتهم) لمصلحة خيار يسميه هو (تحالف)، فيما يمارس حليفه كل الاستخفاف والإنكار لمهمة التغيير واستبدالها بترقيعات (الاستعطاف) و (الصدقات) على أنها البديل، وأيّ بديل!؟؟؟
فإلى من يدرك حجم الخراب المبتلى به الوطن والناس، أقول مجدداً وتوكيداً وإصراراً على تنوير المسار: إنَّ مَن يقدم (الإصلاح على التغيير) يوهم نفسه والناس، بأنَّ المُصاب الجلل وفظاعات ما حلَّ بالعراق من كوارث ومآسٍ هو مجرد ثغرات قابلة لإصلاحات!
ولكن ما الموقف ومعنى تلك الإصلاحات ليس إلا ترقيعات لا أكثر ولا أقل!؟
الحقيقة أنّ الشعوب الواعية، أدركت أن مهمتها الأولى: هي (تغيير النظام والإتيان بسلطة نوعية يديلة) يمكنها وحدها وليس غيرها أن تنهض بالبناء وإصلاح الحال؛ هنا حيث مهام البناء لا تحدث إلا عبر التغيير يسبق الإصلاح (الجوهري الشامل).. ولقد لاحظنا سلامة رفع شعار التغيير في السودان والجزائر وغيرهما…
وعليه فشعار المرحلة الرئيس والنهائي بوجود أنظمة الخراب والدمار [كما نظام الطائفية الكليبتوقراطي في العراق تحديداً] هو ((التغيير)) بلا خلطة العطارين المضللة إياها؛ بمعنى محدد هو((تغيير النظام))… إذ لا صلاح ولا إصلاح من دون تغيير آليات العمل ومنظومة الاشتغال.. ففي العراق حيث نظام الطائفية الكليبتوقراطي كلُّ أدوات التظام وآلياته تعمل بجرائم مترابطة تتحد لإفساد كل شيء وتحويل الثروات إلى سلال الطائفيين المفسدين، غنيمة نظام عبودية مطلقة..
وسيظل الإيهام والمخادعة والتضليل ديدن اللعبة مادام النظام (الطائفي الكليبتوقراطي المفسد) يحكم بآليات المحاصصة وتقسيم البلاد والعباد غنائم للمتحكمين بالسلطة…
فإلى بعض من بقي يسوق لذاك الوهم وأضاليله وبعض من تبعهم بطيبة أو انخداع أو توهم فرصة مكسب:
أوقفوا تصريحاتكم وبياناتكم وأشكال تسويقكم للعبة الجريمة، توقفوا عن تكرارٍ، غير مسؤول لشعار (إصلاح وتغيير) فهو مجرد عبث أوقع ويوقع الناس في وهمٍ، لن يعود عليهم باستقرار أو سلام أو أمن وأمان.. ولا نقول بإطلاق مسيرة إعادة إعمار وبناء وتنمية ولا أيّ مكسب من أي نوع والناس تحيا المصائب تترى وتتابع وتتكرر بمآسيها وفواجعها إجراماً بحقهم …
إنّ القضية اليوم وغداً تؤكد كونها في تصويب اختيار الهدف المركزي والاستراتيجية المختلفة نوعيا في إقامة التحالفات وتجنب نوازع السفسطة والفلسفة التبريرية الذرائعية التي سوّقت وتسوق للنظام وفلسفته، سواءً بدراية أو من دونها… وهي في الحقيقة تعمل على تكريس هذا النظام الذي يتحدث الجميع عن ضرورة تغييره .وحتميتها سواء التنويري الديموقراطي أم الطائفي الكليبتوقراطي؛ فالأول بمصداقية والثاني بعبث ومراوغة ولكن من يختار شعار (إصلاح وتغيير) [حيث تقديم إصلاح] يغادر منطقة اشتغال ونضال التنويريين ليقع بمطب تخندق مع الآخر الضد، النقيض، وتتحول برامجه وبياناته إلى مجرد ظاهرة صوتية، مثلها مثل ادعاءات السلطة ومن يحكمها من أحزاب الفساد وإعلانها ليل نهار أنها ضد الفساد وضد الطائفية ..
ولسان حال الشعب يقول: بألم وحزن وربما باحباط ومزيد انتكاس ويأس: إذا كان الطائفيون المفسدون يصرخون بالوطنية والديموقراطية وحقوق الناس فإن ذلك لم ينطلِ على الشعب الذي انتفض عدة مرات ومازال يتهيأ لأخريات.. ولكن المؤسي المُحبِط، هو أن يجد الشعب تنويريا ديموقراطيا يتحالف مع تلك الأجنحة بحجة أنها (تعلن) وقوفها مع الشعب! فلنقرأ للتعرف إلى هذه الحقيقة حجم التراجعات بعد تمزيق تقدم وحجم الانتعاش عندما تشكَّل….
إذا تحالفنا مع هذا الطرف وتاريخه الميليشياوي معروف ومرَّرنا التحاور باتجاه أطراف أخرى، تحديدا تلك التي تتحكم بالمصائر وتوجيه السلطة.. إذن، من الذي ارتكب كل تلك الجرائم بحق الشعب!؟ ومن يواصل ارتكابها!؟ من هو المفسد!؟؟ ومن الطرف الذي نريد تغييره لنتحرر ونبدأ عمليات البناء بدل الهدم؟؟؟ أفتونا [حيث تحول ذاك البعض إلى نظام الفتاوى!] إذا كانت أحزاب السلطة حليفة وإذا كانت مدافعة عن الحقوق والحريات، فمن يرتكب التقتيل والاغتيال والتهجير والابتزاز والبلطجة!!؟؟؟
الفقرة التالية لمن قد تلتبس عليه هي طبعا للسخرية فقط
بالعراقي الفصيح: يبدو أن أحزاب النهب والسلب ومافياتها وميليشياتها وعصاباتها المنظمة لا ذنب لها ولكنه الشعب هو من يهدم ويخرب ويقف حجر عثرة بوجه البناء والتنمية وضبط الأمور.. إنه الشعب الذي ينهب ويقتل ويرتكب كل الموبقات!!!
إن متابعة تسويق شعار (إصلاح وتغيير) [بمعنى تقديم (إصلاح) على (التغيير)] هو تكييف لخطاب يبرر ويبحث عن كل الذرائع والحجج كي يمرر عبثية سياسة مزقت وحدة قوى التنوير وبناء الدولة (العلمانية) وسوقت لواقع حال دولة دينية يلهث ساستها عند كل افتضاح لجريمة إلى غطاء النظام وستره وحاميه، إلى المرجع الديني ليفتي بما يمرر حالة الاختناق وينقذ فاسدا آخر بإحالته على تقاعدٍ مُفسِحاً المجال لناهب عفوا لمسؤول آخر يواصل تكريس ذات المنظومة وذات النظام
وهذا التسويق يجري اليوم من عناصر تتحكم بتوجيه طرفٍ أو أطراف ينبغي أن تراجع مواضع أقدامها بين واجب التمترس مع الفقراء فعليا بمنجز فكري سياسي صائب (دقيق الخيار والشعار) أو تصر على ركوب الرأس بالتمترس في منطقة التوهان فتضيع الحراك بعد تمييعه وتفريغه من معانيه ومن قوته بخلط أوراقه…
أيها الناس، حتى خلطة البهارات المقلدة لخلطة البهارات الهندية لم تقع بهذه الورطة ولم تورط الناس بما يحدث اليوم !!!
أفلا نتنبّه ونراجع!؟
ملحق تساؤلات للشروع بالحوار المفتوح:
بديلنا هو إرادة الشعب وتوحيد القوى حول مبدأ وحيد اليوم هو: ((التغيير)). فكيف تدافعون عن شعاركم ((الإصلاحي)) الذي طبَّل وسوَّق لأجنحة الطائفية؟ كيف تتخندقون حول المفاهيم الإصلاحية وذاك الشعار الإصلاحي وأصحابه ينحدرون أكثر بإصرارهم على ركوب الرأس وإغماض الأعين عن المجريات والانزلاقات؟
أأنت مع النظام ومنظومة قيمه أم ضدهما مؤكِّداً وقوفك مع الشعب وتطلعاته؟
إنَّ الخيار (خيار الوقوف مع الشعب) لا ولن يمر عبر منعرجات تحالفات الأضداد وأوهامها وأضاليلها بل يأتي عبر وضوح رؤية وتمسك بـ((وحدة تتسم بالاستقلالية)) وبرامج عمل دقيقة لا خلط أوراقفيها ولا مناطق تيه وضياع.. أهذا ما يبديه منظرو هذا الزمن، بكل ما يجري فيه من إجرام كارثي وفظاعات رأي آخر!؟
فلنذكرهم أنّ الشعب يريد طحنا لا جعجعة ولا ظواهر صوتية لا تمتلك أكثر من الصدى فارغا
للجميع حق التفاعل ووضع اللمسات التي تنضِّج موضوعيا وليس من الموضوعي استخدام التخوين أو الاتهامات بمستوى الشتيمة فالغاية السامية تريد أسلوبا ساميا وثقتي بالرائعات والرائعين يتفاعلون هنا بحكمة العقل العلمي وتنويرية الفكر وتفتحه وسلامته..
كما يلزمنا مجدداً ودائما ألا نرى في الوضوح والدقة تجريحاً أو إلغاء لوطنية الآخر ولكنها معالجة أساليب العمل بما ينقيها وينزهها ويضبط دقتها وصوابها ويعيد التلاحم فلا تترددوا أو تخشوا أمراً ولا تقاطع بين المخلصين الأوفياء لحركة الشعب من أجل تغيير أوضاعه والتقدم لمرحلة البناء والتنمية.. ومن يخشى الحوار والمعالجة تلك ليس سوى واهم مخدوع منخدع أو عدو للشعب وتطلعاته
***************************************************************
اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته
********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************
تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/
للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
http://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/