ندوة متلفزة  بعنوان: العراق إلى أين؟ وبعض ما ورد فيها من حوار ساخن

ندوة متلفزة  بعنوان: العراق إلى أين؟ وبعض ما ورد فيها من حوار حلقة لقاء خاص ساخنة ببعض مواضعها ولكنها بالمحصلة معبرة عن تطلعات الشعب وشروطه في التغيير لا التوقف عند قشمريات مضللة تسمى الإصلاح  أو تعديل أمور وإعادة اصطفاف لقوى التخندق الطائفي وإعادة إنتاج نفايات.. حلقة جدلية مطلوبة المشاهدة التقى فيها الأستاذ جوزيف حبيبي الدكتور تيسير عبدالجبار الآلوسي وشاركه الحوار الأساتذة الأفاضل أوميد مدحت وكمال الساعدي في جانب من الحلقة

  التسجيل الكامل لحلقة البرنامج واللقاء الخاص الذي تساءل  العراق إلى أين؟ نسخة فيس بوك سنضع الأصل يوتيوب لاحقا

نقرأ أو نشاهد لكن الأهم أن نتفاعل باتخاذ موقف من أية محاولة تتوهم تمرير ألاعيب سلطة الفساد وجرائمها سواء بعمد وأحابيل وأضاليل أم سهوا وعن غير إدراك لاستراتيجيات الفعل السياسي ومخرجات أزماته فلنتمعن، نتفكر ونتدبر واسمحوا لي بتوجيه التحايا للجميع

ناقش اللقاء المتلفز بندوته جملة من الأمور المؤثرة على مسار خيارات العراقيين باتجاه مستقبل جديد نوعيا.. وغذا كانت الحلقة لم تستكمل الحوار بشأن الإجابة عن سؤال: العراق إلى أين؟ فإنها على حد قول د. الآلوسي: كشفت استمرار قوى السلطة بالشوشرة ومحاولة تشتيت الانتباه بقصد المناورة التي قد تمنحها فرصة الإفلات من التغيير الذي يطالب به الشعب أو على الأقل المماطلة والتأجيل واحتمال إبعاد إمكانات المحاسبة كما كشفت حاجتنا لضبط المصطلح وصيغ الحوار للتعبير الأدق المشروط بإرادة الشارع السياسي..

لقد تم التفاعل مع أسئلة إدارة البرنامج وأيضا ما ورد أحيانا من طروحات خاصة.. وإذا كان الحوار أمرا طبيعيا ومن قوانين تلك الندوات فإنه لا يقبل ضمناً بتفويت أمور من قبيل أن المتظاهر يمتلك بالضرورة تزكية لرؤية قد تخرج على الرأي الجمعي! ذلك أن المشاركة في التظاهر أمر إيجابي لكنه ينبغي أن يتم بمنطلق الاتفاق والإقرار بطروحات الوعي الجمعي وشعاراته وأهدافه وفي الحالة العراقية يتجسد في (تغيير النظام) بخلاف ما أنصتنا إليه (أحيانا) من أن التعبير ((يجب)) أن يقف عند تخوم (إصلاحية) مكرِّرةً بهذا الفرض القسري وهم أو أو خطأ رؤية إعادة إنتاج ذات العملية السياسية؛ بإسقاط الحصانة عليها بصورة إسقاط القدسية ومصادرة اي صوت يتحدث عن تغيير العملية السياسية وإسقاط النظام القائم!

هذا الأمر الذي تجاوزته الحركة الشعبية وثورتها العارمة يوم طالبت بالتغيير الجوهري الكلي الأشمل.. وجابه الشعب وثورته من يتهمهما زورا وبهتانا بـ(البعبع) الجاهز وهو ما ظهر في الندوة ولو بصورة غير مباشرة وبوقت أو لحظة عابرة فشاهدنا كل وجوه ذاك البعبع توجّه بعبارات هلامية ضد من يتحدث عن إسقاط النظام وعمليته السياسية الشوهاء فهو أما بعثي أو وهابي أو إرهابي أو جميع تلك الأباطيل التي وصل التعبير وكأنها تُوجَّه لجموع الشعب الثائر لأن الشعب أعلن بوضوح مطالبته بإسقاط النظام والمجيء ببديل نوعي وعملية سياسية تتبنى الدولة العلمانية الديموقراطية!!!

لهذا كان لابد من توضيح الموقف تحديدا في إطار الندوة ذاتها بنقل صوت الشعب ومطالبه بوصفها العنوان الأسمى لحركة الثورة الشعبية ولمن يتبناها فعليا لا بأية صيغة تشبه صيغ النظام وأركانه ممن رفع شعارات الوطنية والديموقراطية إيهاما ودجلا وتضليلا فيما ارتكب ويرتكب كل الموبقات من فساد وإجرام فاشي يحاول به إرهاب الناس..

ومن بين ما أعلنه الشعب بثورته، رفضه نظام الثيوقراطية والاستبداد أو الدكتاتورية المتزلفة المتخفية زوراً بالتدين. ولعل رفض تدخل رجال الدين ومنها المرجعيات هو توكيد على حقيقة ثابتة طالب بها الشعب ويصر على تلبيتها ألا وهي فصل الدين عن السياسة، مطلبا شعبيا ثابتا وهو بمطلبه هذا، لا يتعرض للمرجعيات التي تعمل بميدانها وتخصصه بمعنى ألا تتدخل في السياسة بصيغة فرض السلطة الدينية على السياسية أو بصيغة مصادرة الإرادة الشعبية وحصر القرار بيد زعامات (دينية).. فهذا الأمر من حيث المبدأ مرفوض..

إذ أن الشعب لا يذهب لانتخاب برلمانه ثم يلغي سلطة من انتخبهم ليضع السلطة بيد مرجع أو آخر وهو: ما يتعارض والتعددية والتنوع في بنية المجتمع العراقي وما يتعارض ومبدأ تجسيد سلطات الدولة العلمانية الديموقراطية لإرادة الشعب بالانتخابات الحرة النزيهة الديموقراطية وما يلغي علمانية الدولة وديموقراطيتها وتمثيل تنوع بنيتها فضلا عن تكريس طبقة (رجال دين) على حساب الشعب وفضلا عن تنزيه تلك الطبقة ومنحها حصانة ووجود فوق المجتمع وفضلا عن توجيه رجال بلا شهادة علمية لمختلف مسارات الحياة من اقتصادية واجتماعية وسياسية بما ينشر منطق الخرافة بوصفه بديل تلك الطبقة الذي يطعن حتى بالدين نفسه، سواء بتشويه القراءة المعمقة للدين وميادينه أم بممارسة تلك الطبقة لجرائم مافيوية وأخرى فاشية تفرض الدكتاتورية الدينية !!

كل ذلك كان يمكن أن يمرر لو أقر الحوار تمرير عبارات لم يحالفها الصواب حتى في قراءة قضية التلاحم والوحدة الوطنية الذي أُريد له أن يكون بين تخندقات طائفية رفضها الشعب وثار عليها وليس من المنطق قبول تسويقها…

اللقاء كان فيه كثير من المحاور الجدلية من قبيل تحميل مكونات شعبية ما ليس فيها والخلط بين الشعب وقياداته بالتعرض للأخطاء المرتكبة على أنها أخطاء الشعب ومواقفه بخاصة فيما يتعلق بالكورد ومعادلتهم أو مساواتهم بالتقسيم الطائفي الديني حيث تقسيم شيعي سني يساوي عند بعضهم كوردي عربي! وهو أمر مردود منطقيا حيث التقسيم الطائفي وحتى الديني غير التحدث عن التركيبة القومية لشعب ودولة…

ونبقى بحاجة هنا للتأكيد على النقاط الرئيسة للمشهد العراقي اليوم ورفض تمزيقه وتشويهه للشوشرة وتضييع الهدف الرئيس لثورة التنوير إذ الهدف هو التغيير، تغيير النظام من ثيوقراطي متستر يتخفى بين إعلان الالتزام دجلا بالمدني الوطني مستندا إلى استغلال الإسقاط الديني للتحصن إلى نظام علماني ديموقراطي يتنضج بالإرادة الشعبية وتفعيل وجودها سلطة كلية لا تشاركها أية مرجعية أخرى في السلطة اكتفاء وحصرا للسلطة بيد الشعب، سلطة تجسد الإرادة الشعبية ومخرجات الانتخابات الديموقراطية الحرة فيها..

تضمن اللقاء كثيرا من التشعبات ما يتطلب المشاهدة فضلا عن الحاجة لمعالجة ما لم تتم معالجته بحلقة مركز أخرى

 

 

******************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *