عراق 2003 وقضية الصحة العامة والكوارث الراهنة وكيف تفضحه المؤشرات العالمية؟

عرض أحد المؤشرات العالمية الأوضاع للرعاية الصحية ومنظومتها في العراق مقابل حوالي 89 بلداً في أنحاء العالم وقد كشف الاستطلاع حجم الانهيار الكارثي بوقت لم ينفِ عن العراق عدم امتلاكه فرص إنقاذ شعبه إذا ما استثمر في العقل العلمي المتخصص بميدان الصحة وراجع نظم الرعاية بصورة موضوعية سليمة وقطع الطريق على تجار البشر من قوى الفساد المستفحلة جرائمها.. المرصد السومري يتابع الخبر بالتحليل والفضح للمجريات لفرض إرادة الناس في التصدي لمن ينتهك أوضاعهم وإيجاد المخرجات الناجعة لمعالجة الظرف الصحي مع استكمال البحث في التغيير الأشمل لكل الملفات التي تؤشر انتهاك حقوق المواطنة والمواطن

عراق 2003 وقضية الصحة العامة والكوارث الراهنة

 

تفخر بلدان العالم بأشكال الرعاية والخدمات المقدمة لأبنائها ومنها بصورة أولى الرعاية الصحية ومنظومتها التي تتنامى وتتقدم باستمرار.. بينما لا نجد في العراق الجديد ما يوضع بين دول وسط القائمة في أي ميدان واعتاد القارئ على البحث عنه في ذيل أية قائمة إحصائية له.. وهكذا وجدنا أن العراق قد حلَّ  في مؤشر أفضل نظم الرعاية الصحية في العالم لسنة 2021 [الصادر عن مجلة CEO World الأمريكية] في المرتبة (11) فقط بالمستوى العربي وهي المرتبة (87) بين  (89) عالمياً؛ أي لم تترك وراءها سوى دولتين تقبعان في مآزق ظروفها الاستثنائية…

وللعلم فإنّ هذا المؤشر يعدّ (تحليلاً إحصائياً) للجودة الشاملة لنظام الرعاية الصحية، يستطلع أوضاع 89 دولة في ضوء خمس متغيرات صحية مختلفة، تتمثل في:

  1. البنية التحتية للرعاية الصحية.
  2. العاملون من أطباء وموظفي تمريض ومستوى الكفاءات، وصيغ استثمارها وتبني منجزاتها.
  3. كلفة الخدمة الصحية (للفرد الواحد) التي لم تكن عراقيا أعلى من دولار واحد فقط!
  4. مستويات توافر الأدوية ونوعيتها…
  5. الاستعدادات الحكومية وقدرات توفير الخدمات الصحية و\أو مجابهة الأمراض والأوبئة.

لكن الإحصاء واستطلاعاته ترصد الأوضاع البيئية وحجم التلوث وأشكاله، وتوافر المياه النظيفة، وشبكة الصرف الصحي، وتفاصيل من قبيل: فرض عقوبات على مخاطر مثل استخدام التبغ، والسمنة.

لقد سجل العراق بالمحصل العام للمؤشر 32.55 درجة، الأمر الذي وضعه بتلك الدرجة المتدنية عربيا وعالميا.. وقد أوضح الاستطلاع حجم تهالك المشروعات في البنية التحتية وعدم وجود التجديد والصيانة لاختراق المشروعات بالفساد المستشري.. ولعل واقعة مستشفى ابن الخطيب أحد المؤشرات.. ولعل ظروف أزموية من قبيل هجرة العقول الطبية والصحية اضطرارياً ترك المؤشر بميدان العاملين المهنيين والكفاءات بمستوى لم يحظَ إلا على درجة جد سيئة ومتدنية هي 14.59 درجة فقط لا غير! بينما رصد الاستطلاع بميدان التكلفة المصروفة على توفير الخدمة الصحية بمستوى متواضع 53.81 درجة، لا يمكنه أن يجاري فعليا حجم الحاجات اللازمة للرعاية الصحية فترك ملايين المسحوقين المطحونين بلا رعاية فعلية ولو بحدها الأدنى!!

وحتى عندما يصرف المواطن الفقير مدخراته لصحته فإنه لا يجد الدواء المناسب ما وضع المؤشر عند منطقة الوسط بنسبة 57.45 درجة، الأمر الذي يكشف عن خواء صيدليات المستشفيات الحكومية للأدوية أو أن يلجأ بعضهم لأرصفة الشوارع التي تبيع أدوية مهربة أو منتهية الصلاحية أو تصنيع جارة الشر التي تستغل الظرف…! 

وعلى الرغم من أن المؤشر منح تقييم استعداد الحكومة نسبة 88.36 درجة إلا أن ذلك لم يحسب أو يأخذ بعين الاعتبار مخرجات التخصيصات المالية ونسب استثمارات المشروعات ووسائل تقديم الخدمة والوصول بها إلى جمهورها المحتاج حقيقة…

لقد جاءت عالميا دول مثل كوريا الجنوبية، تايوان، الدنمارك، النمسا، اليابان، والإمارات العربية ودول عربية أخرى في أعلى القائمة ونصفها الأول لم يترك العراق خلفه سوى باكستان وفنزويلا ليترك أوضاعه البيئية تئن تحت التلوث الإشعاعي المسرطن وتلوثات الغازات الثقيلة السامة وغيرها من تلك التي أودت بحيوات العراقيين وأثرت على هوية الولادات الحديثة وشوهتها..

إنّ الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز الصحية وهوية مراكز البحث العلمي التي تقتضيها الأوضاع البيئية والرعاية الصحية ومستويات توافر الأدوية وسلامة الخزن والتوزيع وعدالة تقديمها ووصولها للفقراء وحجمها إنما تؤكد الفشل الذريع الذي دفع بالمواطن لتلقيها من مدخراتها المتواضعة في بلدان كتركيا والهند حتى وقع تحت تأثير الاتجار بأعضائه بعد بيعها أو سرقتها!!

إن كشف الحساب أمام الشعب دفعه ويدفع باستمرار للإصرار على تحقيق مطالب سد الحاجة ومعالجة القصور البنيوي المهول فيها وعلى تغيير السلطة المنشغلة بأمور أخرى على حساب صحة المواطنة والمواطن ما يؤكد أولوية مطلب التغيير الشامل مع الضغط المباشر لاسترجاع أموال هذه الخدمة ورصيدها من مشروعات بالمستوى الوطني ولمنع تداعيات الفساد المستشري بمختلف الميادين ومنها ميدان صحة الوطن وأهله…

فلنتنبه ونتخذ القرار ونرسم معالم البديل بقدرات العقل العلمي المتخصص العراقي

المرصد السومري لحقوق الإنسان 

29.04.2021

*****************************************************************************

https://www.ahewar.org/news/s.news.asp?nid=4373656

البيان في أخبار حقوق الإنسان \ الحوار المتمدن

*****************************************************************************

*****************************************************************************

لمتابعة أنشطة المرصد السومري لحقوق الإنسان في مواقع التواصل الاجتماعي يرجى زيارة الصفحة الرسمية بالضغط هنا

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *