انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة النظام؟

تصريحات يطلقونها بكثرة بعضهم عن حسن نية وأكيد عن خلطة يحاولون فيها الجمع بين مطالب الإرادة الشعبية بالتغيير الأشمل والأعمق نوعيا وبين قشمريات اللعبة التي تريد بجوهرها إعادة إنتاج النظام ولكنها تستغل وجودها بسدة الحكم تطيح بمزيد من الحقائق لمصير المجهول المعلوم!!! فهل مازالت باقية بعض ثقة من الشعب بمن نصّب نفسه زعيما وهو بحق كذلك ولكن (زعيما) لعصابات مافيوية ميليشياوية، أي لقوى الخراب والإرهاب، هل كانت تلك الثقة موجودة من قبل لتنعدم اليوم وتنحصر بمجرد رد على ما يسمونه تأجيل؟ أم أن الثقة منعدمة أصلا ولن تعود إلا بالاستجابة (لانتخابات) لا تعيد إنتاج النظام بل تستجيب فعليا للشعب؟؟؟ للإجابة عن أسئلة الواقع العراقي وفي ضوء محاولات الالتفاف التي تؤشر مقدمات ارتكاب جريمة هي الأفظع بحق العراقيين وبلادهم وبصورة وجودية، لتلك الإجابة نقترح عليكنّ وعليكم هذه القراءة من دون أن نتعرض لطرف في شخصه أو وجوده ولكننا نطالب بنهج بديل يمكنه حمل رسالة الشعب

انتخابات تستجيب لمطالب الشعب أم أخرى تُفصَّل على مقاس إعادة النظام؟

يوم تقدم الحراك الاحتجاجي السلمي الشعبي نحو انتفاضة ،2019 ليتابع بوقت لاحق بثورة أكتوبر متقدماً نحو إسقاط حكومة؛ أوقعت وسطه عشرات آلاف الإصابات وأكثر من ألف شهيد، كان المطلب يومها يتجسد في شعار (التغيير) كلياً شاملاً، لا يكرر تجاريب استبدال الوجوه الذي دأب عليه النظام طوال ما يقارب العقدين!

مجدداً يؤكد الشعبُ رفض تكرار لعبة استبدال الوجوه بغطاء انتخابي أو غيره ويؤكد مطالبته بالتغيير كلياً شاملا وجوهريا ونهائياً

ومع أنّ السلطة تراجعت وأعلنت زعاماتُها اعترافاتٍ أقرّت بوساطتها، بـ((مسؤوليتها)) عمّا اُرُكِب من جرائم وكوارث وفظاعات بحق الشعب والوطن.. وباشرت الانسحاب [ولو شكلياً وبالتظاهر] لصالح (التغيير)، إلا أنها كشفت بوقت لاحق أنها بذلك قامت بـ((مناورة))، استغلت فيها ظروف وباء كورونا وتهديدات الوباء مثلما استغلت لعبة تبديل الحكومة وقرار إجراء انتخابات قبيل موعدها بقليل بتسمية (انتخابات مبكرة!) لتعود بتلميعات وتزويقات ترى أنها كافية لإدامة وجودها بسدة حكم لمآرب تمكين حصان طروادة الإيراني من مزيد عبث وإجرام..

أما كيف استغلت الأمور وكشفت عن حقيقتها؛ فذلك ما يتضح في (تفصيل): قانون انتخابي بمجلس نواب أحزاب الطائفية و\أو بمقاس إعادتها لسدة السلطة المغتصبة، على الرغم من أن ما أسموه أحزاب الإسلام السياسي، هي ملخص فعل ذاك التيار واصطناعه أغطية التستر والتخفي الذي انكشف وقرر الشعب إنهاء وجود تلك القوى التخريبية سياسيا اقتصاديا والإرهابية بتجسيدها فلسفة العنف والترويع بميليشياتها وإخراجها من دائرة العمل ومن منطقة التحكم به وبمصيره

ومعروف أن انتصار الثورة الشعبية وحراكها السلمي كان يقتضي ولادة متحدث وطني موحد يقود الجهود ويمنع مجلس نواب أحزاب الإرهاب والخراب من تفصيل القوانين على مقاساتهم وتحاصصهم إلا أنّ ما حدث هو أنه استمر بالعمل ولم يجرِ حلّ مجلس (نواب) الفساد على وفق رؤية الشعب الذي ثار عليه ونعرف مواصلة هذا المجلس لعبة الشرعية التي تمّ أصلا سنّ قوانينها على وفق ما يديم اشتغال النهج اللصوصي المافيوي من جهة بمعنى تكريس سلطة طبقة الكربتوقراط واستفحال وجودها ما خلق نظاماً (كليبتوقراطياً) صريحاً ومن جهة أخرى اشترى ويشتري بالمال السياسي المفسد سلاح أجنحته الإرهابية التي أدامت سطوتها بتبرير وجودها بالقدسية الدينية الزائفة؛ ونقول الزائفة لأنها تشويه لمعتقدات الناس واستبدال لها بمنطق الخرافة تمريراً لأضاليل وفرض أباطيل بترويع وترهيب لمن يكفر بعنف الوحشية الهمجية…

إن التغيير كان سيمر بسنّ قانون انتخابات على وفق شروط الثورة الشعبية لا شروط تعيد إنتاج النظام ومنذ البدء لم يكن صحيحا ولا صائبا قبول أن يأتي القانون عن مجلس أحزاب الخراب والإرهاب كما لم يكن صائبا الإبقاء على أحزاب هي واجهات لعصابات مافيوية وأجنحتها الإرهابية الميليشياوية وبدل منع تلك التي تسمي نفسها أحزابا زورا وبهتانا على وفق حتى قانون الأحزاب الحالي تستمر الأمور وتشارك بقوة في إعادة إنتاج وجودها بصيغ وهياكل وتسميات قابلة لتدوير النفايات…

إن أصل تجاوز اللعبة وإنهاء خبائثها يكمن في خيار إعلان حركة التنوير وجودها بأجنحتها الاجتماعية السياسية من يسار ديموقراطي وليبرالي وقومي تقدمي عبر هياكل تنظيمية مجسَّدة في وجود نواتات وحدة لكل من أجنحة التنوير الثلاثة تنسق بقيادة وطنية موحدة في إدارة الجهد الوطني وأول ذاك الجهد مقاطعة اللعبة القائمة ذاتها وعدم منح قوى المافيا الميليشياوية، أية فرصة لتزكيتها وإعادة إنتاجها وهي المتحكمة هذه المرة لا من وراء ستار بل علنا وبصورة فجة مفضوحة..

إن مقاطعة اللعبة المسماة انتخابات وهي المفصَّلة على مقاس غلبة ممثلي طبقة الكربتوقراط ونهجها الفاشي أي على مقاس إعادة إنتاج النظام الكليبتوفاشي؛  ليس طلبا للتأجيل ولكنه رفضا لنهج اللعبة وما تحاول تمريره والشعب أعلى وعيا من تلك اللعبة..

وشخصيا أؤكد لفخامة الرئيس [في ضوء التصريحات منه ومن مستشاريه] أنه بدل أن يمارس دوره بـ حلّ مجلس أحزاب الطائفية التي ثار عليها الشعب ليكون الحامي للدستور حيث السمو الدستوري هنا للشعب نفسه وصوته الموحد الذي هدر به في الميادين، تعامل ويتعامل اليوم مع من فُرِض على الشعب بمزيف انتخابات لم يشارك فيها سوى أقلية مضلَّلة بحينها في حين قاطعت الأغلبية الساحقة التي فاقت الـ85% من أبناء الشعب الذي عزف عن اللعبة بعد فضحه إياها وتلاعباتها وكل قشمرياتها

وعليه فإن المقاطعة اليوم توكيد لإرادة الشعب وصوته ورفض دخول لعبة تكرار إنتاج سلطة كليبتوفاشية أوقعت فيه آلاف الضحايا ومازال حبل الإرهاب الميليشياوي على الجرار بذات الذرائع والمبررات ولا من يستحي حتى!!

ولا يجوز هنا تخيير الشعب بين عملية مفصلة على مقاس إعادة إنتاج الخراب والإرهاب أو (تأجيل) يعرّض ما يسمونه عملية سياسية للانهيار وكأنه إذا انهارت عمليتهم القائمة، سنتحول لـ(حارة كلمن إيدو إلو) والتشرذم بين مقاطعات تتغول بها الميليشيات!! إنه تهديد صريح بمزيد أنهار من دم الأبرياء أو قبول بالعبودية واستسلام لها!!

نؤكد مرة أخرى أن ما يسمونه انتخابات يريدون إجراءها بشروطهم ليست من مخرجات ثورة أكتوبر بل هي من مخرجات أباطيل تلاعبهم بالفعل السياسي حيث إهمال الصوت الشعبي ومطالبه الواضحة في إنهاء حقبة برمتها والشروع بأخرى منقطعة عن مرحلة ظلامياتهم وقشمرياتهم..

ولهذا نؤكد للسادة المتمسكين بانتخاب زعامات أحزاب الطائفية الظلامية أنهم لا يتمسكون بخيار ثورة أكتوبر بل بخيار يحاول الالتفاف على الثورة ومطالبها وهو يُسفِر عن فعله برؤية فضحتها مواقف الحركة الديموقراطية التي أكدت رفض اللعبة وعدم الدخول بلعبة تتطلع لشرعنة أباطيلها بوجود القوى الشعبية بصورة شكلية لا تسمح لها بأكثر من مقاعد ديكورية مفرغة من أي دور للتأثير..

لن تقبل أيّ قوة ديموقراطية تنويرية بأن تكون ديكورا لشرعنة تحكّم قوى مافيوية ميليشياوية بالأوضاع لمدة أخرى من الاستغلال والاستعباد محتفظة بنظام كليبتوفاشي أنهك البلاد واستنزف طاقات العباد!!!

وبالمناسبة عندما ضمنت تلك القوى الفاسدة الإمساك بجوهر اللعبة ومخرجاتها فــ طبيعي أن تتحدث عن حوارات وتفاعلات ومقترحات تدرسها ليل نهار في اجتماعات يفترضون وجودها مع قوى الحراك الشعبي وهي لم تعد متاحة بمقاطعة الحركة الشعبية للعبة ومن بقي حتى الآن [أو لم يقرر بعد حسم أمره] يدرس اللحاق بالحركة الشعبية حيث وجوده الطبيعي ولم يبق ولن يبقى لأجل وضعه في رتوش أو ديكور مجلس خراب وفساد جديد آخر…!!

تتعاظم يوماً فآخر وبنهج نوعيّ، حركةُ فضح ما يسمونه انتخابات فتلتحق قوى تنويرية علمانية ديموقراطية وليبرالية وقومية تقدمية بالحركة؛ ما يؤكد أن الشعب وخيار قواه التنويرية بكفة وضفة وأنّ أعداءه بكفة نقيضة في خيار الضد. والأبرز في حسم القرار هو الرؤية الفكرية السياسية الأنجع باتت تتقدم منتصرة للشعب 

أما تأييد قوى دولية للحكومة العراقية فهو ينطلق من تفاعل (رسمي) مع الأوضاع متطلعا لمتغيرات الأوضاع ميدانيا بوقت غير بعيد ومن دون أن يقع بمنزلق التدخل الخارجي فالأمور تلك هي من الأمور الداخلية لبلاد ذات سيادة ولكن المواقف الحق تكمن في استمرار دعم القوى الدولية ومنظماتها لجهود فضح ما يجري من تذيّل العراق لقوائم الإحصاءات الإيجابية وتصدره لقوائم الفساد والعنف ومشاهد الخراب..

 

خطاب أما تقبلوا بانتخابات مفصَّلة على مقاس قوى الحكم الكربتوقراطية الميليشياوية أو لا انتخابات يفضح طابع طغيان النظام ودكتاتوريته (المتسترة بالدين) تكريس لجرائمها وتقية تغطي عليها.. من هنا قناعة ألا نشارك بلعبة تزكية النظام وقواه وأن نقف بقوة متحصنين بالشعب وبقيادة وطنية ديموقراطية موحدة مطلوب إعلانها اليوم فورا

 

 

إن المقاطعة للتشوهات الجارية هو فعل وخيار يقرب ولوج العملية الديموقراطية بلا تضليل ولا مخادعة ويساهم بإنهاء عملية سياسية ليست عرجاء ولا شوهاء بل فاسدة كليا جوهريا، كميا ونوعيا وما يضر بالعملية الديموقراطية هو مشاركة طبقة الخراب والإرهاب لعبتها المفضلة على مقاس المافيا المحلية الخانعة للمافيا الدولية والمسلحة بالميليشيات الإرهابية بأية تسمية تمظهرت..

ودعوني أشهدكم على تصريح واحد على سبيل المثال لا الحصر فأحدهم “يشدد  على أهمية إلغاء تصويت الخارج لضمان النزاهة”!!! ولنتخيل أية ديموقراطية وأية إجراءات يتخذونها ليس لكفالتها ولكن كما يرى أبسط أبناء الشعب حجم فسادها ومغالطاتها!؟ فعدم إشراك جاليات عراقية بملايينها لأنهم لا يخضعون لسطوتهم ولتعبيرهم عن المنكوبين المكتوين بلهيب نيران الحكم وسيصوتون ضد بقاء ذاك النظام دع عنكم أنهم يستبعدونهم لمآرب عديدة أخرى تخدمهم حيث الانفراد بقوى تحت السطوة والبلطجة في داخل الوطن…

أما أن تكون المقاطعة سبباً لـ(فقدان الثقة) كما يرد بمواضع تصريحات أخرى؛ فهي من جهة ليست تأجيلا للانتخابات بل إلغاءً لفعل تزويرها وتفصيلها على مقاس سلطة الخراب والإرهاب وتوكيداً لانعدام ثقة الشعب النعدمة أصلا تجاه من داب طوال عقدين على ارتكاب جرائم ليس الموقف منها بأقل من انتهاء الثقة وانتفاء أي مبرر لبقائها وليفعلوا ما يفعلون.. فالشعب بوادٍ والفاسدون المحتمون بإرهابهم بواد آخر ومن يريد التضامن فمرحبا ومن يريد شراكة قوى الخراب فعليه وزر دعمه لتلك القوى التي قدم الشعبُ بمجابهتها ومواجهتها الغالي والنفيس من دماء بناته وأبنائه.. الحديث عن فقدان الثقة بسلطة ستأتي عن مشوَّه الانتخاب أو عن تأجيل لفرض خيار اللعبة أو إكراه الشعب وقواه على تفاصيلها المشوهة هو حديث عن استقرار مفروض بالحديث والنار وبفساد مافيوي للمال السياسي المنهوب فلنحذر في فهم العبارات كيف نطلقها وما وظيفتها في هذا السياث أو ذاك

إنّ الشعب يريد انتخابات تأتي بمن يمثله فعلا وحقاً أي لا يمثل مآرب قوى الخراب والإرهاب بأي شكل.. وبهذا فالنداء يصرخ بكل قوى التنوير أنْ ادعموا خيار الشعب وارفضوا اللعبة؛ إذ كل من يشارك من قوى الداخل فيها يشارك الظالم المجرم جرائمه ويمنحه شرعية الإفساد والإرهاب الوحشي التصفوي فيما الذي يقاطع المجرمين ونهجهم يتخذ الطريق الأقصر لتلبية مطالب الشعب وثورة أكتوبر..

ألا فليتفكر قادة تيارات حركة التنوير ويتدبرون أمر إعلان جبهتهم العريضة اليوم قبل الغد فقد أزف الموعد منذ زمن بعيد ومر الموعد ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي..

ولمن يريد الانضمام اليوم لحركة الشعب والتعبير عن إرادته نقول: كونوا على يقين بأن انتهاج الصواب بطريقه وخياره هذا، لا يعني بكل حال أن فيه أيّ موقف لثأرٍ و\أو انتقامٍ أو أن يكون في نهجه ما يضير طرفا في شخصه بل كله خطاه وأداءات برامجه هي للشعب يستعيد الحقوق والحريات ويبني النظام المنشود ولأعدائه يكبحهم عن ارتكاب مزيد جرائم ليفرض طريق السلام والتقدم، طريق التنمية والبناء واجترام الإنسان بممارسة البديل مما ليس فيه أي جريمة من اي شكل بافشارة إلى الثأر والانتقام جريمة لا مجال لوقوعها أو ارتكابها

فدعوا لعبة القدسية الزائفة واختلاق ما يبرر أباطيل من العنف وترويعه الآمنين بميليشيات لا تخدم سوى اللصوصية المافيوية وأضاليل ادعاءات زعاماتها

ولكلمتنا بقية يعلنها صوت الشعب بنفسه

 

***************************

المعالجة بموقعي الفرعي في الحوار المتمدن تفضل بالضغط هنا 

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=726462

***************************

شكراً لتوقيعك حملتنا المدافعة عن حقوق شعوبنا بـ(((مياه نهري دجلة والفرات وروافدهما)))

***************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي اضغط هنا رجاءً

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *