هوية الشعوب الأصلية وحمايتها؟ بين احترام التنوع وسليم وحدة المجتمع وبين تشوهات مركزية الدولة

يجابهنا بعض من يقرأ حال التفكك في الدولة الوطنية على أنّ السبب يكمن في التعاطي مع المكونات باستقلاليتها الإنسانية وسلامة عيشها الحر الكريم!!! والحقيقة فإنّ تلك القراءة المستعجلة المتسرعة تتأتى من قراءة سطحية للأمور لا تنظر إلى السبب الحقيقي أو تتجاوزه عن عمد! بينما الصائب والموضوعي يؤكد وحدة المجتمع يوم يحترم التنوع ويؤكد حماية التعددية من الانتهاك على أساس أن التعايش السلمي الحر القائم على تبادل الاحترام هو الأنجع في تجاوز معضلات الاصطراع المفتعل المختلق .. هذه كلمة موجزة في ضرورة بل حتمية حماية التنوع والتعددية ومنع إقصاء أو إلغاء وجود الشعوب الأصلية بأية ذريعة فهلا قرأنا وتفاعلنا؟؟؟

هوية الشعوب الأصلية وحمايتها؟ بين احترام التنوع وسليم وحدة المجتمع وبين تشوهات مركزية الدولة

لابد من حركة حقوقية وطنية وإقليمية ودولية تلتقي في مهمة تتركز على تعميق العمل وجهود كفاحية ملائمة دفاعا عن هوية الشعوب الأصلية وأول الأمر في رعاية اللغة وإيجاد وسائل اعتراف فعلية عملية وممارسة تحميها بجانب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية أشمل إنسانيا تمنع الانتهاكات بأية حجة أو ذريعة في تجاوز الشعوب الأصلية وتضعهم بخانة (أقليات) أو (فروع) لمركزية أكثرية تلغي هوياتهم
فلنعلن الكفاح بثقافة تنويرية تؤكد الأنسنة وفكر سياسي يحترم تلك الهويات منطلقا للوحدة القائمة على احترام التنوع والتعددية والتعايش السلمي بين الجميع بمبدأ المساواة والعدالة لا بمركزية تلغي الآخر لمجرد استغلال محاصرته بالأحجام والكميات وشوفينية المجموعات الأكبر والأقوى وممارستها الاستعلاء والإقصاء والإلغاء
لنتفكر ونتدبر ونستثمر وجود منظمات ومجموعات قادرة على التحول النوعي لا المحاصرة بجهود فردية والتقوقع على بعض أفعال متشظية على أهمية أدوار النشطاء وضرورة الدعم لكن بما لا يتعارض والتوجه للتنظيم وتنمية الفعل الجمعي المنظماتي.. النصر لشجرة التنوع جوهر الوحدة البشرية وأساس المسيرة البهية للمجتمع الإنساني الحر وعندما نقول: النصر فإننا لا نتحدث عن الشعاراتية بل عن برامج العمل وعن التمسك بمأسسة الجهود وتفعيل توجهاتها الجوهرية القائمة على إعلاء ثقافة التعددية واحترام التنوع منطلقا للوحدة والتعاون وللتعايش السلمي بديلا عن مركزية مقيتة إقصائية إلغائية.. فهلا تنبهنا على المسار الأنجع!؟ 
نذكِّر عراقياً بمجتمع (السود\الزنج) ومجتمعات (المندائيين الصابئة والزرادشتية  والإيزدية وبالكلدوآشور السريان)؛ فأين اللغات ومعطيات الشخصية في تلك المجموعات!؟ أينها وهي تعاني من التشظي المكرهة عليه ومن الذوبان المفروض قسرياً ومن الإقصاء والتحييد والوقوف جانيا وهامشيا بفضل إلغاء وجودي صريح يعلنه الشوفينيون بلا من يحاسب على خطاب إقصائي إلغائي يحض على الترهيب والعنف والقمع التصفوي!!!؟
الجهود التي تمّت مأسستها هي الأخرى تنزوي بين أنشطة يقودها ناشطون لكن فعلهم يقع ضحية ظروف خارجة عن الإرادة مرةً وفي مرات أخرى تقبع في الفردنة! فهلا أعدنا الحياة والتنظيم لتلك الجهود الجمعية الجمعوية\المنظماتية المؤسساتية!؟ وهلا أفدنا من التجاريب الأممية!؟ وهلا أعدنا تقويم المسار وأسسه بقصد التفعيل الحقيقي!؟
هل سنجد أنفسنا نعرّج على تعريف وجودي سليم صحي صحيح صائب لكل مجموعة ولغتها وتفاصيل هويتها بمعطيات إنسانية لا بمعطيات إدامة الرعب والتخويف ما يدفعها للانغلاق والقوقع أو العمل تحت جنح ظلام!؟ فكلما صدقنا الفعل في احترام التنوع وحماية التعددية أكَّدنا سلامة المخرجات ودفعنا لتمتين التعايش والتكاتف والتعاون الإنساني السديد ومن هنا فإننا نحن من يصطنع عن عمد أو عن جهل بالحقيقة وبطابع الإشكالية يوم نعادي النوع الإنساني بوصفه بصمة وجودية بدءاً بالشخصية الفردية وليس انتهاء بالشخصية الجمعية وهوية مجتمع أو شعب ووجوده التاريخي
لنتفكر مرات ونتدبر في أخرى عسانا نستشرف الأفضل معاً
***************************

***************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنةوجودنا وإعلاء صوت حركة التنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *