بيان المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بمناسبة الذكرى 74 لصدور وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

أصدر المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بياناً بمناسبة الذكرى 74 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقد تضمن البيان توطئة أكدت على أهمية ذلك الإعلان فيما أشار البيان بمعالجته إلى الأوضاع العراقية في ميدان الحقوق والحريات كما مرّ على قضية الحركة الحقوقية ومستويات عملها مةجها النداء لتصحيح ما قد يكون ظهر في مسيرة العمل الحقوقي وتفعيل الأدوار مجددا وفي أدناه صورة من البيان

بيان المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

يحتفل المجتمع الدولي في 10 من شهر كانون الأول / ديسمبر من كل عام بالوثيقة التاريخية الأهم من بين الوثائق والعهود والاتفاقيات الدولية التي أصدرتها الأمم المتحدة، ممثلةً بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، وتأتي أهمية هذا الإعلان في شمول مواده الثلاثين وعمقها وفي ضوء جوهر الديباجة التي تنص على “أن الاعتراف بالكرامة الإنسانية المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم” ، وخلال ثلاثة عقود من عمر البشرية اندلعت في النصف الأول من القرن العشرين حربان عالميتان راح ضحيتها أكثر من 80 مليون إنسان في عموم العالم وآلاف القتلى والجرحى والمعوقين.

وكجواب على الأفعال الهمجية والحروب والنزاعات التي طعنت وانتهكت وجرحت ضمير الإنسانية وبالخصوص أثناء الحرب العالمية الثانية ومدى دمويتها ووحشيتها أكدت البشرية بأن انتهاك حقوق الانسان هو في الأساس معاداة للحرية والعدالة والسلام ، ومن هنا بدأ العمل الجاد بشأن إصدار وثيقة عالمية تعنى بنشر وتعزيز وصيانة حقوق الإنسان في العالم ، فتمت الموافقة على تشكيل لجنة رباعية في عام 1946 مؤلفة من ممثلين من مختلف بلدان العالم، وتم توسيعها بموافقة من الأمم المتحدة ، وفي 10/ 12/ 1948 تمت كتابة وصياغة هذه الوثيقة الشاملة التي تعنى بحقوق الانسان وتعتبر أساسا ً للكثير من الاتفاقيات الدولية المختصة بحقوق الانسان وعلى رأسها العهدين الدوليين الخاصين بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالحقوق المدنية والسياسية ، وكذلك لدساتير العديد من دول العالم ، وتم توقيعها من قبل أغلب دول العالم بمن فيهم العراق .

وبعد مرور 74 عاماً على صدور هذا الإعلان للبشرية ولعالمنا العربي وتحديدا ً في عراقنا العزيز، نرى حجم التجاوزات والانتهاكات الفظة في مجال حقوق الإنسان وتأثيرها المتفشي الواسع سواءً بحق الأقليات وأتباع الأديان والمذاهب أم بحق حقوق المرأة والطفولة ناهيك عن حقوق الصحافة والإعلام ومبادئ حرية التعبير وحقوق التظاهر والاحتجاجات السلمية، إلى جانب مدى اتساع حالة الفقر والفساد وانتشار السلاح والمخدرات وفقدان الأمن ، والتجاوز الصارخ على مواد الدستور العراقي من المسؤولين في الدولة .

إننا في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان في الوقت الذي نهنئ البشرية بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الانسان ، ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تعتبر هذه الذكرى منطلقا ً وحافزا ً من أجل تحقيق بناء نظام عالمي جديد أكثر إنسانية وعدالة اجتماعية، ولابد لنا أن نتطرق أيضا إلى المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ونقصد هنا المنظمات غير الحكومية وغير الحزبية التي تتواجد في المركز والإقليم حيث نجد نشاطاتها ودفاعها عن حقوق الانسان لم يكن بالمستوى المطلوب وأيضا نرى البعض من نشاطاتها سياسية الطابع بدلاً من أن تكون حقوقية وقد نحيل ذلك لقلة الخبرة والفكرة في العمل المنظماتي الحقوقي وأيضا لقلة وعي الجماهير بخطاب حقوق الإنسان مؤكدين أن السنوات القادمة يجب أن تكون أكثر وعيا ً ونشاطا ً وتنسيقا ً في مجال الدفاع عن حقوق الانسان .

فلنرفع صوتنا عالياً وننادي : كفى نزاعات وحروباً عبثية ، كفى تدميراً وتهجيرا ً، كفى دموعاً وجوعاً وفقراً وحرماناً ، كفى تمييزاً واستغلالاً، كفى تلويثا ً للبيئة وتسميمها ، كفى تهديدا ً للسلام العالمي والحياة الإنسانية .

ولتعلو رايات الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ولتسمو مبادئ الحقوق والحريات وتصير واقعاً وهو مالا نراه متحققاً مالم نوحد جهودنا ونفعّلها بمجابهة التشوهات والهجمات الخطيرة على حركتنا الحقوقية .

المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان

٥/١٢/٢٠٢٢

الجمعيات والمنظمات المنضوية في تنسيقية المنتدى العراقي: