في الحرب والسلام ومنابعهما ووسائل إنهاء ذرائع الحرب وتلبية أسباب السلام

وسائل إنهاء ذرائع الحرب وتلبية أسباب السلام؛ بعبارة أخرى: سلام لا استسلام
بشأن حروب الاستغلال والهيمنة وإدارة الصراع السياسي بالعنف خدمة لمصالح طبقة الاستغلال المسيطرة واحتمالات وجود حروب التحرير والانعتاق بما يرفض المساواة بين إدارة الحرب بين أصحاب المصالح بوقود لها من أبناء الشعوب التي يجري استغلالها وبين حروب تضطر إليها قوى تلك الشعوب للانعتاق والتحرر من الاستغلال ومن إدامة مطحنته الهمجية، هذه ومضة تسلط الضوء على تهريج إعلام حروب الاستغلال ومطاحنها الوحشية ودحر زيف ما يُقدَّم من وجود منتصر تستقر بظل سلطته الأوضاع وتنتهي المطحنة عن الدوران! فكيف نقرأ هذا في ضوء ما يدور حاليا من حروب؟؟؟

الحروب لا تفضي عن منتصر ومهزوم، إذ فعليا الكل يدفع فيها ثمنا باهضا من خسائر الهزيمة، وما يتوهمونه انتصار طرفٍ هو حتما ودائما وضعٌ عابر زائل؛ فيما الحقيقة الأكثر وضوحا ورسوخا بجميع الحروب هي أنها  بمنتهاها الحقيقي الفعلي والحاسم، ستفرض عليهم كافة، تنازلات إلزامية إجبارية ثقيلة، تشمل أطراف الحرب جميعاً وكافة بلا استثناء إذا ما كانت ستنتهي إلى معالجة مسيرةِ سلامٍ بين الشعوب بتنوع وجودها واختلافها وإلى استعادة قيمها الطبيعية من وحدة الجنس البشري ومنظومته الوجودية
في مختلف ميادين عصرنا وصراعاته العنفية يظل السلام نهجا وطريقا رئيسا لكسب معاركنا من أجل الشعوب ومصالحها والاستجابة لمطالب مستقبل البشرية الآمن المستقر.. فلنتفكر في مزيد تمسّك بنهج السلام وثقافته ومنطقه في إزاحة العنف وفروضه الهمجية الوحشية وما تُفضي إليه
إنما تمتد الحرب بامتداد سطوة عنفها وتمترس أطرافها خلف خيارات ذلك العنف الهمجي الوحشي أي بسطوة من يدير الحرب لمآربه ومصالحه وأطماعه مستغلا وجوده على رأس سلطة هي من يختار ذلك النهج بقصد إخضاع الشعوب لمنطقه وتوجهاته
 أما ونحن نتطلع إلى السلام نهجا وفضاء وجودياً للبشرية، فلنقدم إرادة الشعوب ونُعلي أصواتها قبل مزيد خسائر بشرية ومادية عبثية بلا طائل سوى تكديس ثروات قوى الجشع المافيوية المتحكمة اليوم بالمشهد!
إنَّ ثقافة السلام تقتضي ممارستها حتى في أحلك الظروف ما ينبغي فيه مواجهة حالات الصد والتجاريب ضيقة الأفق والتفكر والتدبر لننفتح على عوالم بديلة نوعياً قد لا تبدو واضحة لحظة ولادتها وقد تجابه تعقيدات ملتبسة كثيرة لكن الغاية الأخيرة من السمو ما تضع فرص العمل من أجلها بموضع أقوى ومعالمه أدعى لمزيد تمسك بحلول السلام طريقا رئيسا لها فلنواصل طريق السلام طريقا لصنع مستقبلنا واستعادة حقوقنا 
ما ينبغي الانتباه عليه بدقة، في النظر لأية حرب، هو مواضع تلبية حقوق الشعوب في حماية وجودها كي لا تتجدد ولادة مصادر العنف من فاشية أو نازية أو عنصرية وما شابه من دواع وأسباب، لطالما تصدرت المشهد على رأس السلطة بمختلف الذرائع ومنها قدسية المتصدرين وتمثيلهم الحصري لإرادة إلهية أو إنسانية زائفة!! إذن، فلنواصل جهودنا في حظر منابع ترهيب البشرية وتهديد أمنها وسلام فضاءاتها وجوديا إذا ما أردنا للحروب من نهاية حقيقية ولا نتركنّ لقوى الحرب، قوى هي مشعلو الحرائق في وجودنا أن تبقى متحكمة لأي ذريعة ادعتها
إنَّ الحلول السلمية عبر نهج الحوار السلمي بما يتجنب الحرب ويجنّبنا آلامها هي مفردة محورية لتلبية شروط السلام وهنا يجري هذا حتى مع أعتى قوى العنف تشدداً وتطرفا عندما يمكن فرض إرادة السلام لا إرادة الحرب وهنا نحن بصدد حسابات تقديم مصالح الأجيال البشرية لا هوية مناورات السياسة الخاضعة لقوانين العنف وحروبه المفروضة وخسائر أقل مقابل انتصار السلام أفضل من تضحيات جسام لحرب أيا كانت نهاياتها هي معضلة بهويتها ومنطقها الذي سيولّد حتما فرص تجدد الحروب بينما طريق السلام ونهجه والانتصار له ولما يستتب به الأمن والأمان وشمول الاستقرار يُفضي لحسم نوعي .. فلنتفكر ونتدبر ونُعرِض عن عنتريات بلا طائل هي أدعى لمناهج لا تتلاءم وإرادة الشعوب وذلكم لن يكون طلسما بقدر ما هو وضوح خيارات الشعوب وقواها الحية
يتعامل مشعلو الحرائق وحروبها، مع الشعوب بفرض قهري قسري لنهج العنف واختلاق أسباب الصراع والمشاكل؛ فيما ترد قوى الشعوب المناضلة بمحاولات جذب الأمور نحو منطقة تلبي السلام ومنظوماته ومناهجه وبين هذا وذاك لا ينتهي الصراع  التناقضي نفسه، لكن انتصار الشعب يعني انتصار نهجه في السلام وإدارة جميع أشكال الصراع بصورة سلمية المنهج بينما العكس يعني خسارة خيار السلام ولو كان ذلك مؤقتا وبصورة عابرة، لصالح العنف ومن يقف وراءه..! فلنواصل نشر قيم السلام ومناهجه ووسائل تحقيقه والانتصار له مهما ادلهمت ظروف الصراع واحتدم عنفه وما ندفعه من تضحيات جسام
أما هنا بعد هذي الومضة
فإنِّي لأشكر تفاعلاتكن وتفاعلاتكم جميعا دعما لمنظومات السلام وتوضيحا هنا للفكرة وسلامتها
***************************

***************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *