المهرجان السنوي لطريق الشعب.. عيد وطني للصحافة وللناس المتمسكة بحقها في التعبير الحر

هيا بنا نبحث عن ميدان الكرنفال الوطني الشعبي لقوى التنوير تستقبل جموع الناس بكل أطيافها وتنوعاتها، هيا بنا نصل حدائق المحبة واللقاء مع الرفاق والأصدقاء والاحتفال بحراك تضامني مشرق معا هنا يعبر الناس بجموعهم بحرية تعشق الحياة حرة بهية بإنسانية الإنسان فلنحزم أمرنا ويكون الملتقى بوسط بغداد السلام، بغداد التضامن مع شعوب شقيقة صديقة وإعلاء مطلب حرية التعبير والاستبشار بالفرح الذي تصنه جموع الناس المحبة للخير.. هيا بنا ليكون اللقاء ملونا بكل ألوان وجودنا وأطيافنا بلا استثناء أو مصادرة أو تمييز بلى هنا مهرجان طريق الشعب طريق الوطن والناس لتصدح كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس ولننشد معا هيلا يا بو جريدة هيلا كلنة نريدة محتفين بأننا من نقرأ الممحي ونحل الطلاسم بأحلك الظروف وأشدها ظلاما بفضل أنوار كلمات طريق الشعب وصحف اليسار والوطن التي تلتقي اليوم بالعيد

المهرجان السنوي لطريق الشعب.. عيد وطني للصحافة وللناس المتمسكة بحقها في التعبير الحر

 

لأننا نريد للقراءة أن تنتعش وأن تعاود كما كانت بغداد معروفة وسط شقيقاتها بأنها تقرأ ملتهمة ما يكتبه ويطبعه عالمنا حيث المبدع الذي يكتب ويعيد الخلق لابد أن يقرأ وحركة التنوير تنتظر القراءة فهلا شجعنا تلك القراءة بتنوعات مصادرها وموانئها تحية لكل من يقرأ الجريدة كونها نافذة للحياة الإنسانية وللتعبير عنّا وجوديا بمحمولات فلسفية لكل ما نراه في خيارات حيواتنا

 

عندما كنتُ أدعو لمثل هذا المهرجان وإبداع النسخة الوطنية العراقية منه، كانت أجواء المنافي والمهاجر تتحكم بجانب من أسباب التأجيل. وحين باتت الطريق أول صحيفة تتلاقفها الأيادي بعد التغيير كان الحدث بد ذاته كرنفالاً وطنياً متعطشاً للصوت المعبر عن تطلعات الناس.

ومع مرور الوقت بعد التحول الراديكالي عام 2003 كانت أجندات معقدة كثيرة تواصل سعيها لطمس معالم أية احتفالية كرنفالية للفرح ولإعلاء مكان الهوية المدنية الإنسانية ومكانتها. ولطالما شهد شعبنا ما افتعلته قوى العنف من آلام ومواجع وفواجع كي يطغى صوت الأحزان والنكبات المعاصرة الجديدة ويختلقون طقوس اصطناع أحوال الضعف والإحباط والانكسار ومن ثم انهزامية تمنحهم سطوة على الناس!

إلا أن طريق الشعب ليست مجرد جريدة تحتفل في مهرجانها السنوي بالصحافة اليسارية بصورة فئوية محدودة ضيقة بمن انتمى أو ينتمي لليسار بل هي الصوت الذي عبّر باستمرار عن آمال الناس وتطلعاتهم في إنهاء آلامهم وبهويته الوطنية المفتوحة على قيم الإنسان بتنوع بصماته وهوياته قوميا دينيا مذهبيا وبكل مستويات التعبير عن تفاصيل الهويات الإنسانية المتفتحة..

من هنا يأتي عيد الطريق، طريق الشعب، ليمثل المهرجان الوطني الشعبي الذي يجمع تنوعات الصحافة بتاريخها العريق ومنجزاتها الثرة الغنية بتنوعات ما قدمت وتقدم إنها صحافة تحتوي مسارات مفتوحة على كل تلك التعددية التي يجمعها الوطن وتتمسك بمحمولات فلسفة التنوير القائمة على الأنسنة وعلى احترام الإنسان برؤاه العميقة وجوديا.

لهذا وجدنا مهرجان الطريق الثامن لهذا العام يحمل شعارا تضامنيا من جهة يدافع عن حرية التعبير بوصفها مبدأ نوعيا ثابتا بنيويا بين مبادئ حقوق الإنسان ومع فلسطين الشعب والوطن وحقهما بتقرير المصير والانعتاق وبناء الدولة الوطنية الحرة المستقلة أسوة بالأشقاء والأصدقاء في المنطقة والعالم..

إن ذلكم ليس مجرد شعار سياسي أو حقوقي مما تتنازعه مسارات الصراع القائمة بل هو محمول فلسفي فكري عميق لمعاني جماليات الإبداع الإنساني وهو يحتفل كرنفاليا بمسيرته من أجل حياة حرة كريمة تمتلك كامل قيمها الأسمى حقوقيا وجوديا..

للمرأة مثلما للرجل وللشبيبة مثلما للمتقدمين بأعمار تجاريبهم ولتنوعات الانتماءات القومية والدينية بلا تمييز أو انتهاك لمساواة إنسانية لها الصوت المعلَّى بميادين طريق الشعب صوتا معبرا عن كل ذلك..

وإذا كان العيد مناسبة فرح شعبية جماهيرية الطابع وربما يجد بعضهم ما يُحرجه بمثل تلك الاحتفاليات من أعياد للمسرة وللقوة واستعادة العزائم وقوى العمل الإنساني فإنّ كرنفال الطريق، طريق الشعب وصحافة اليسار بيتاً للناس كل الناس بلا تمييز أو أثرة لطرف أو آخر وهنا تتعالى ترانيم المحبة والاحترام وتقدير طقوس الجميع وظروفهم مع ارتقاء بقوة الأنفس تجابه الشدائد والمصاعب والأوصاب..

اليوم تحيط بنا ظروف معقدة تتكالب بالمحن التي تنثرها في دروب الناس لكن الناس تبقى متعلقة بالأمل حلما للآتي من انتصارات للفرح والمسرة ولكرنفال تخط به كلمات أعداد الجريدة التي طالما كتبتها أنامل الفقراء لتزيل بمثل هذا الملتقى الكرنفالي وأسواقه المفتوحة ما اعتلاها من غبار زمن ومتاعبه وتعيد البهجة والعزيمة والشكيمة للمحتفلين بطريق الشعب طريقا لكل الناس في مسيرة البناء والتنمية والتقدم والتنوير..

فتحية لكل المشاركات والمشاركين بمهرجان الاحتفالية التي عمرها بعمر صحافة الوطن والناس..

تحية لطريق الشعب بهيأة تحريرها وبمراسلاتها ومراسليها من كل رفيقات الدرب ورفاقه من كل أبناء الشعب بخاصة من فقيراته وفقرائه بأمل وطيد أن يكون التقدم نحو الفرح وطيدا ثابتا راسخا حتى تنتصر إرادة الحياة..

شكرا لكم صنع هذي الاحتفاليات التي تكرس إنسانيتنا بأسس المدنية والتنوير ومنطق العقل العلمي فتمحو كلكل ظلام وتزيحه عن كواهل الحياة في وطننا فاضحة محاولاته استلابنا قيمنا وثقافتنا وخياراتنا في الوجود فنحن بشر نتمسك بهويتنا وهذا ما يعنيه احتفالنا بهذا الحجم الجماهيري البهي طوبى لكل من تحتفل ويحتفل اليوم ولنتجه إلى ميادين مهرجان طريق الشعب مهرجانا لنا بكل تنوعاتنا

والآن فلننشد معا

هيلا يا بو جريدة هيلا كلنة نريدة

***

المقال في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *