تهنئة بالعيد التسعين للحزب الشيوعي العراقي

هذه تهنئة بالعيد التسعين للحزب الشيوعي العراقي،  أتوجه بها كما الدأب كل عام إلى رفيقات الحزب الشيوعي ورفاقه، إلى صديقات الحزب وأصدقائه كافة؛ إلى كل الأحبة في حركة التنوير لقوى التقدم والديموقراطية.. إنها الومضة السنوية التي أكتبها بثبات يجدد دوما العهد من أجل تحقيق وحدة قوى التحرر الوطني وبناء الديموقراطية، منطلقا هنا من وحي العيد الذي يُحتفى به وطنيا ويُردد المحتفلون فيه: سنمضي سنمضي إلى ما نريد وطن حر وشعب سعيد.. إنها التهنئة التي تقتحم المعنى بمحمولات تكتب وثيقة متجددة في دروب الوطن والناس فتحايا ربيعية تحمل أنسام الأنسنة ودمقرطة المسيرة تمضي بإيقاع يتعالى هديره بخطى جموع التنوير ومسيرتهم نحو التنمية والتقدم حيث صنع حياة حرة كريمة لكل أطياف الشعب وطبقاته الفقيرة المكافحة من أجل العدالة 

تهنئة بالعيد التسعين للحزب الشيوعي العراقي

الرفيق سكرتير عام اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الأستاذ رائد فهمي المحترم

الرفيقات والرفاق أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الموقرين

إلى رفيقات الحزب الشيوعي ورفاقه، إلى صديقات الحزب وأصدقائه كافة

إلى كل الأحبة في حركة التنوير وقيادتها إلى آفاق التقدم والديموقراطية والتغيير

بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس حزب اليسار والديموقراطية، حزب شغيلة اليد والفكر؛ أتقدم منكم بخالص التهاني القلبية وكبير التحايا لنضالات تمسَّكَ عبرها رفيقات ورفاق الحزب دوما بالمبادئ الكفاحية ببطولة استثنائية قدمت عظيم التضحيات من أجل الانتصار للشعب وطبقاته المعدمة الفقيرة، ودفع الحزب ثمنها من الدماء الزكية الطاهرة لأعضائه..

لقد دافع حزب الوطن والناس عن تطلعات الشعب في الانعتاق والتحرر وإشادة دولته الديموقراطية التي تُحترَم فيها كرامة الإنسان وتتبنى قيم المواطنة في المساواة والعدالة الاجتماعية ورفض محاولات تسلل قوى الثيوقراطية بما أفشته وتفشيه منظومتها الكلبتوفاشية، وجناحي وجودها وهويتها المافيوي الميليشياوي الساعي لتفكيك الدولة الوطنية باختلاق سلطة موازية من ناهبي الثروة الوطنية تحت راية  اقتصاد (السوق) الريعي وإدامته ليستمر اعتياشهم الطفيلي ونهج اللصوصية الذي يمثل هوية وجودية لهم لامتصاص الخيرات من منتجيها ومستحقيها.

اسمحوا لي أيتها الرفيقات، أيها الرفاق أن أؤكد أنّ الحزب الشيوعي العراقي وهو يفتتح العقد الأخير من قرن من عمره، قد بات عميد الحركة الوطنية الديموقراطية، على رأس حركة التنوير والتقدم حيث عَلمنة الدولة والسير بها نحو ما يلبي مصالح الشعب ومطالبه؛ ولهذا السبب جاءت المناسبة الأثيرة في قلوب أبناء الشعب وبناته لتسجل عيدا كرنفاليا شعبيا بحق..

وهنا لابد لي من وقفة مشهودة للتذكير بطابع النهج التنويري التقدمي للثقافة التي حملها الحزب وتبنى نشرها وهو يبني الشخصية الكفاحية لرفيقاته ورفاقه وهذا ما سجل له ضمنا اهتمامه بالعلم والعقل العلمي وبالروح الأكاديمي ومخابره البحثية وقاعات الدرس والتعليم بجامعات الوطن ومدارسه. ومن هنا فإن تحية من الحركة الثقافية وتلك المنتجة للإبداع الجمالي بمحمولاته الفلسفية الفكرية العميقة إنما تأتي رفقة تحايا الأكاديميين والعلماء ومجمل العقل العلمي للمجتمع العراقي؛ بوصفها واحدة من بين أبرز الشواهد مما يُحسب اليوم لكم في مهام النضال من أجل عراق جديد بحق وليس بالألفاظ التي يتستر بها بضع مضللين غابوا عن عمد عن احتفاليات الحزب ورفيقاته ورفاقه لأن سطوع الفكر التقدمي سيفضح حقائق هوياتهم ومآرب نفاق مارسوه من قبل..

ولابد هنا بهذه المناسبة من تسجيل حقيقة ثابتة للمسيرة الحزبية التي تمضي بفضل استمرار النقد الذاتي مع رائع الاسترشاد ببصيرة الشعب وقواه ذات الأفق الفكري الخبير بقراءة كل مرحلة ومتطلباتها والنهج المطلوب فيها.. بخاصة هنا ونحن نسجل حجم التراجعات المخطط لها من أعداء الشعب وما تبيته من لحظة تتوهم أنها يمكنها بها الإجهاز على تلك المسيرة عريقة الجذور في تربة الوطن والممتدة بعروق وشرايين شعب نابض بالحياة والحيوية..

إننا نذكر ويشهد العالم للحزب الشيوعي العراقي بذلك، أنه استطاع دوماً تجاوز أقسى الظروف التي عصفت بريح صرصر عاتية؛ إذ حاولت قوى الفاشية الإيغال بجرائمها ومحاولاتها محاصرة وجود الحزب عبر الترهيب وعبر محاولات تشويه سمعته وسمعة رفيقاته ورفاقه وتصويره بأنه (البعبع) واجب الاجتناب؛ لكن قوى الشعب وفطنتها ردت على ذلك واحتفظت باستمرار بمحبةٍ وتقدير عاليين لحزب برهن عبر تاريخه على أمانته، نزاهته ونظافة اليد والضمير، حتى حصد ألقاب الشرف والعز كما أصحاب الأيادي البيضاء وكما حزب الشهداء وغيرها من أوسمة الوطن والناس.

إن مكانة الحزب الوطنية وقامته الشامخة قد جعلت منه أيضا، جوهرة الحركة الأممية المكافحة ضد نُظُم الاستغلال والاتجار بالإنسان والإنسانية وهو ما نشاهده من هوية التحايا والتهاني ومضامينها ، المشرقة بذكر مآثره التضامنية مع نضال الشعوب بمختلف أرجاء كوكبنا على الرغم من كل الظروف التي أحاطت وتحيط به..

على أن وحدة الوطني والأممي في مبادئ حزب اليسار والديموقراطية، الحزب الشيوعي العراقي بقيت بوصفها أحد أبرز عناصر سلامة فكره ونهجه بمعاركه الوطنية والطبقية من أجل التحرر وإعلاء قيم التنوير والعلمنة وتلبية أسس تمكين السلم الأهلي والأمن والأمان وبناء الدولة الديموقراطية الفيديرالية مثلما تعزيز حركة التضامن بين شعوب المعمورة بما يسرع من انتصارها لمطالب عالم جديد يقوم على التعايش السلمي ودحر مشعلي الحرائق والحروب..

تسعون وردة حمراء أتقدم بها للتهنئة، احتفالا بالعيد التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي؛ أتقدم بهذي الورود الزاهرة العطرة بما تحمل من تحية إلى رفيقات الحزب ورفاقه وجموع صديقاته وأصدقائه عرفاناً وتقديراً لرائع إشراقاتهن وإشراقاتهم وهم يبنون العقل بذخيرة التجاريب الإنسانية بغنى الفلسفة والفكر وقوانين البناء الاقتصا اجتماعية؛  ليسجلوا متابعتهم الخطى الحثيثة بطريق الكفاح من أجل وطن حر وشعب سعيد..

اليوم، تتجدد التحايا والتهاني وعهد العمل بفضاء تغمره قيم النشيد الأممي تترنم به حناجر تهدر بقيم الحضارة وشعارات التمدن..

اليوم، تعلن حناجر البهجة والمسرة كسر أية علامة للإحباط والتراجع التي ربما طفت عند بعضنا لسبب أو آخر..

فلتُشعل الاحتفالية التسعينية بوادر انطلاق أوسع (تحالف تنويري ديموقراطي) يمكنه تحقيق محاور برنامج التغيير السامية..

وكل عام وحزب الفقراء، حزب اليسار الديموقراطي، الحزب الشيوعي العراقي أقرب فأقرب إلى تطلعات الناس وطموحاتهم والانتصار لها، كل عام ورفيقات الحزب ورفاقه يتقدمون الصفوف بخطى البناء والتنمية والتقدم والسلام..

الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي

لاهاي هولندا .. 17 مارس آذار 2024

 

************

التهنئة منشورة بصحيفة طريق الشعب العدد 94 الخميس 21 آذار مارس 2024

التهنئة منشورة بموقعي الفرعي بالحوار المتمدن

 

***************************

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *