الانتخابات الهولندية، بين ضرورة تحديد الخيار الأنجع وواجب المشاركة بكثافة لتحقيقه؟

في هذه الحلقة مرة أخرى نؤكد ونجدد النداء لأوسع مساهمة لأبناء الجاليات وضرورة الوصول بهذا النداء إلى أبعد شخص لا يمكنه القراءة بالهولندية ولكننا نحتاج صوته لنقف بوجه تصاعد الخطاب الشعبوي المؤدي إلى الكراهية والعنصرية والتمييز بأشكاله وغلى مصادرة حقوق ذوي الدخل المحدود وهز الاستقرار والتنمية! نحتاج أن نصل إلى كل أهلنا في الجاليات فلا تتوانوا في المهمة ولابد أن نتساعد ونتشارك جميعا وكافة لتعزيز النداء وتحشيد قوانا في خيار اليسار والوسط لكبح جماح الشعبوية وخطابها العنصري.. فهلا تفاعلنا وعززنا النداء ووصلنا به إلى جالياتنا كافة؟؟؟ لا مجال للتردد والتلكؤ ولا وقت نضيعه اجتهدوا في غيصال مضمون النداء لنشارك بتصويت كثيف يحسم الانتخابات خيرا للجميع

تتصاعد أدوار الجمعيات والمنظمات العربية والمواقع والصحف الألكترونية المعبرة بشكل مخصوص عن الجاليات، في نشر ثقافة التسامح والتصويت لبرامج إيجابية تفيد أغلبية الناخبين. إن المهمة التعبوية لهذه المنظمات جد كبيرة.. وهي ذات أهمية استثنائية بخاصة في ظروف تؤشر، إن لم نقل الأغلبية فلنقل كثير من أبناء الجاليات، لا يتابعون البرامج الأخبارية للتلفزة والصحف الهولندية بسبب تعثر لغوي أو لأسباب نفسية اجتماعية مختلفة… ومن الطبيعي وهذا الحال نحتاج إلى تلك الجمعيات والمواقع الألكترونية والصحف والنشريات كي تنهض بمهمة تعريفية من جهة وتحشيدية تعبوية من جهة أخرى كي تكون المساهمة فاعلة مؤثرة وإيجابية لبنات وأبناء الجاليات الأجنبية المقيمة ممن يحمل جنسية البلد.

وبهذا الشأن هناك اشكال عديدة للأنشطة التوضيحية والتعبوية تلك التي تقدم تعريفاً مناسباً بمعنى المشاركة الانتخابية ومعنى حسن الاختيار ولماذا يتم اختيار هذا الحزب أو ذاك في ضوء برامجه وما يخدم مصالح الفئات الأوسع مجتمعيا ومنهم مصالح أبناء الجاليات وكثير منهم من ذوي الدخول الضعيفة.

يُضاف اليوم، قضية جد ضاغطة تتعلق بتصاعد أصوات اليمين الشعبوي وما يعنيه من إثارة الأحقاد والكراهية وتفاقم خطاب عنصري وتمييز باشكاله بخاصة هنا ضد أبناء الجاليات.. وهنا يتطلب الأمر مزيد جهد استثنائي وبحجم يقترب من مساهمة كل ذي اصل أجنبي من أبناء الجاليات كي يصوت بطريقة توقف تقدم اليمين الشعبوي وكراهيته وعنصريته…

ومن هنا كانت حلقات هذه المعالجات التي تقدمتُ بها في نداء أرجو أن نتناقله شخص لآخر وجمعية لأخرى حتى نصل كل أبناء الجاليات بلا استثناء حتى من كان مريضا يوم الانتخاب كي يبذل الجهد الاستثنائي ليشارك ويصوت مبكراً وبشكل أكيد.. وقد قدمت وتقدم هذه المعالجاتُ التعريفً بقدر الإمكان بتفاصيل ومحاور برامج أحزاب اليسار والوسط الهولندية وما تتضمنه من خطى وأهداف تخدم قيم أنسنة وجودنا وقيم التسامح والاندماج والمساواة واحترام الآخر فضلا عن تلبية مطالب الناس في فرص العمل والرعاية الصحية والتأمين والدراسة والبيئة وهي برامج تذكرنا بمسؤولياتنا تجاه أنفسنا ومحيطنا وتحثنا على ألا نتلكأ عن تفعيل أدوارنا إلا إذا قبلنا بنكاية بوجودنا وبمخاطر تفاقم خطاب الكراهية وما يعنيه من نتائج كارثية في المديين القريب والبعيد…

إنّ القضية هنا ليست في أدلجة مواقفنا وتمترسها خلف قناعات وإيمان بتصور أو باعتقاد يضعنا الفهم السلبي الكارثي المغلوط خارج دائرة التصدي لمسؤولياتنا بطريقة موضوعية تخدمنا وتخدم المجتمع الإنساني.. ولهذا فإن ندائي ألح فيه على توجيه أنظار الجميع، بلا استثناء كلنا بمختلف معتقداتنا وأفكارنا وأيديولوجياتنا، نحو عناصر التركيز في الاختيار على ما يؤكد التعايش والاندماج الإيجابي وذلك عبر تفعيل أدوار النساء، الشبيبة، والجيل الأول والأجيال التي نمت هنا لقراءة التجاريب الانتخابية السابقة ونتائجها ولكن هذه المرة بصورة أكثر احتداماً وأكثر حاجة وإلزاما لنا كي نساهم بتأثير حقيقي عبر وجود كل صوت من اصوات أبناء الجالية…

ولابد لنا أن نؤكد على أنفسنا كي نكون بمستوى المسؤولية في التوكيد باستمرار على أن مكافحة العنصرية والكراهية، لا ـاتي ونحن نمارس التلكؤ والتكاسل والسلبية بل تنطلق من الذات الإيجابي ومن تخليص خطابنا من الذرائع التي يمنحها للعنصري في الصعود؛ بمعنى وجوب مكافحة المواقف السلبية المسبقة بيننا وفينا بخاصة مكافحتها عند تلك القوى المتشددة القوى التي لا تقتصر على طرف واحد بل هي في طرفي المعادلة..

تذكروا دائما أن الوصول إلى صندوق الانتخاب لا يتطلب كثير جهد أو عناء وهو أسهل ما يكون. وتذكروا أن وجودكم أكثر من ضرورة وحتمية لإنقاذ المجتمع من فوز الشعبوية وتمييزها العنصري وكل الدلائل تشير إلى تقدمها حاليا لكنها ستتراجع بالنتيجة بفضل وعي من مجموع أبناء الجاليات..

أنا لا أتحدث إلى مصري أو تونسي أو عراقي أو يمني أو ليبي أو مغربي بل أتحدث إليكم جميعا معا وسويا وعبركم إلى كل من تستطيعون الوصول إليه اليوم لتدلوا بأصواتكم يوم الانتخاب بطريقة سليمة صحيحة تبعد شبح العنصرية والتمييز والكراهية والقرارات السلبية التي ستكون مع مجيء اليمين الشعبوي المتفاقم بصعود نجمه!

لن يصعد خطاب كراهية وتمييز عنصري ولن يفوز إذا اشتغلنا بموضوعية وسلامة وساهمنا بحجم يليق ووجودنا. فكونوا يوم 15 آذار مارس جميعا عند صناديق الانتخاب ورجِّحوا قوائم اليسار والوسط لتتشكل حكومة تعنى بنا وبهولندا نريدها عامرة بمزيد استقرار وسلام وعدالة واهتمام بالجاليات وبذوي الدخل المحدود..

هذا النداء يتوجه إلى عقولكم ضمائركم وأفئدتكم لتروا ببصيرة حجم ما يفرض واجب المساهكة الانتخابية لهذا الخيار من أجل تفعيل اشتغالنا كافة عبر:

  1. لقاءات يجري التحضير لها سواء عبر النت أو وسط الجمعيات ومقراتها لدرء خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز بأشكاله والتعريف بالبرامج الأكثر اتفاقا وخيارات الناخب على أساس الفهم العقلاني الموضوعي.
  2. أتطلع إلى كل جالياتنا بمختلف الأحجام فيها، المغربية، العراقية، المصرية، التونسية، الفلسطينية، اليمنية، الليبية، وكل ناطق بالعربية ولهجاتها وإلى الناطقين باللغات الكوردية والأمازيغية والتركية كي يكونوا فاعلين بالتحريك الإيجابي وألا ينظروا إلى الموضوع بزاوية سلبية ضيقة تخص ما يطابق معتقد أو موقف متشنج أو ما شابه القضية خارج هذا الإطار تماما إنها في إطار أن نختار وجودنا هنا مشرقا سليما مستقرا وغيجابيا أو أن نترك لقوى العنف تشرع بجرائم العنصرية تجاهنا وطبعا سلبيا تجاه المجتمع بأكمله..

تابعوا معي مواقف الأحزاب الهولندية بخاصة خيارنا لليسار والوسط بما يخدم كبح تقدم الشعبوية العنصرية التي مازالت على رأس القائمة تقريباً وإن تراجعت نسبيا بفضل وعي من تتم استطلاعات آرائهم..

في الانتخابات سنكون الكتلة الأقوى بصوت بالملايين للقوى التي اختارات التنمية ومنع التمييز وإنهاء أي فرصة للعنصرية والكراهية.. طبعا بوجود كل واحد منا بلا تردد وبلا تلكؤ وبلا تساؤل مع النفس والذات لأن حسم إجابتنا اليوم ضروري ونهائي..

برجاء كل تفاعل من طرف أحدنا هنا ضروري وهو مساهمة إيجابية منتظرة كي يعزز نشر هذا النداء وكي يعزز الاستجابة له، فلا تنسوا تعزيز نشر مضمون هذا النداء وغيصاله إلى أبعد أبناء جالياتنا، لن نترك سلبيتنا وتكاسلنا يدفع بفوز قوى تعرض الأبناء لخطاب الكراهية والعنصرية بل سنحسم الموقف بوجودنا الفاعل وسلم وعيكم ونباهتكم وجهدكم بالمشاركة الواسعة وبصحة الخيار

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *