حوار بشأن طبيعة أنشطة المرأة ومحدداتها والعلاقة بالثقافة الذكورية

حوار تمّ تفعيله بصفحتي في موقع التواصل الاجتماعي في ضوء نداء وجهتُهُ لتفعيل أدوار النساء وصفحاتهن وصحفهن بما يخدم الانتصار لبقضاياهن.. وجوهر الحوار كان رائعا إيجابيا .. أكتب تداخلا في ضوء روعة ذلك الحوار ليس بالضد من اي رأي ولكن من أجل تدقيقه ودفعه أكثر إلى أمام وتنشيطه وتوسيعه مع توجيه التحايا للمشاركات فيه لفاعليتهنّ ولسلامة التطلعات التي جسدنها.. تحية متجددة ولنتسع باشتغالنا بخاصة عبر صوت النساء أنفسهن ومعهن تضامن المتنورين بتفاعل بناء..وتحية لكل تداخل جديد يعزز النداء ويتحول بصفحات المرأة إلى حراك جماهيري واسع يفرض بقوة هذا الاتساع إرادة الانعتاق والتحرر

حوار بشأن طبيعة أنشطة المرأة ومحدداتها والعلاقة  بالثقافة الذكورية

أطلقتُ نداءً مضمونه ضرورة تفعيل الصفحات التخصصية التي تعالج قضايا المرأة وأهمية انضمام النسوة إليها، تحديداً الانتساب إلى صفحة رابطة المرأة العراقية ومتابعتها.. وبالتأكيد دعم وجود النسوة فيها مثلما أهمية وجودهن في صفحاتهن التخصصية كافة بدل أن نجد الصفحة عنوانها يتناول قضايا المرأة حصراً فيما نجد أنّ أغلبية مطلقة للمساهمات هي مساهمات رجالية وإن كانت تنويرية إلا أنها تفترض اتساعا للأصوات النسوية ومساهماتهن الفاعلة…

والدافع يكمن في تمكين المرأة وتفعيل دورها بمشاركاتها المؤثرة، تلك التي يتم التعبير عنها بأصوات نسوية، حتى لو جاءت بأبسط الخطابات.. ولكنها في النهاية ستضع مفردات ذات أهمية لأنها تنبع من العيش المباشر للمرأة..

ولقد وردت تعليقات إيجابية من نساء ورجال أيضا؛ بالتأكيد يساندون الخطاب التنويري ويتضامنون جديا مع قضايا المرأة ومع تفعيل منظماتها وصفحاتها وصحفها…

كما وردت تفاعلات مستفيضة (إيجابية) الاتجاه والتطلع؛ ولكنها احتوت ربما بسبب الإيجاز والسرعة والعجالة بعض هفوات تتعارض والهدف النبيل الذي نحسه في مضامين تلك التعليقات..

وبالإشارة هنا إلى نموذج العزيزة الفاضلة السيدة سناء البدراني سأضع نصها باللون الأحمر وسأحاول التفاعل مع ما ورد مؤكدا أنني أدرك المقاصد النبيلة السليمة؛ ولكن دعمي لمعالجات دقيقة تحاول الارتقاء  بالرؤية والبحث في دقتها وموضوعيتها وفي الدفع باتجاه تنقيتها من صياغات ملتبسة تأتت، تلك الهفوات والالتباسات، كما قلت ربما من العجالة.

ولهذا فإن تداخلي هنا يرحب ويثمن عاليا الشجاعة والجرأة في كل التعليقات ومنها تعليق السيدة البدراني وأجدني بتثميني مشجعا لمزيد حوارات ومساهمات بخاصة النسوية، للأهمية في التعبير عن تطلعات المرأة ولتوكيد دِربتها وكفاءتها وتقدمها بمجالات وميادين عديدة.. كما أن تداخلي ليس رفضاً للمضامين الإيجابية ولكنه استكمال لما ورد من بوابة التدقيق في الصياغة في ضوء فرصة القراءة المتأنية نسبياً…

ولهذا أجدد مؤازرتي بل ندائي من أجل تعزيز حق التعبير وتفعيل الجهد النسائي وهو مضمون ندائي الذي أتوقع نسوة كثيرات سيفعّلن صفحاتهن ويمتلكن الشجاعة للتعبير من دون خشية من هفوة تعبير غير مقصودة أو خطأ في استكمال معالجة. وأؤكد أن وجود الصوت النسوي يبقى ضرورة كبيرة لنشرع بتفعيل مهام التغيير والتقدم والانعتاق من القيود والقيم الظلامية..

وبالعودة إلى ما ورد من تعليق سأختار النصوص الآتية في محاولة لاستكمال هدفها النبيل وتعزيز دقة صياغة المعالجة:

تقول السيدة   سناء البدراني:

في الستينات والسبعينات لم يكن هناك هذا العدد الهائل من المنظمات والروابط والاتحادات المعنية بحقوق المرأة لكن كانت حقوق المرأه تقريبآ مصانة وذلك بوجود قوانين تحمي حقوقها بالاضافة الى مجتمع متحضر لايتعامل مع النساء بعنصرية …

في المرحلة التي تشيرين إليها أي في (الستينات والسبعينات) كانت الثقافة السائدة مجتمعياً (أكثر) تفتحاً وتنويراً بسبب عوامل منها الاستقرار الاقتصادي ((النسبي)) الذي أوجدته بالأساس قرارات ثورة 14 تموز كالانعتاق من الاقطاع وثقافته الظلامية وولوج طريق تنموي صناعي وتحرير البلاد من الشركات النفطية وتوسيع التعليم والتقدم النسبي فيه مع (ثورة انفجارية) في مصادر الدخل بوقت لاحق، ولنُضِف إلى ذلك أدوار توعوية تنويرية وطنية وآثار دولية وانعكاساتها علينا… ومع تنامي دور القوى التنويرية كانت النتائج هي ما تفضلتِ به.

اخي الفاضل أن معالجة معانات المرأة لاتكمن بتعريف المرأة بحقوقها وتركها تقاتل وحدها في الساحة !! هذا يولد صراع داخل المجتمع تنتصر المرأة يوم وتهزم ايام لان الطرف الاخر لايعرف حقوقها …

إنّ (إزالة) معاناة المرأة بمعالجة ما يواجهها من مشكلات ووضع نهج مناسب للحلول الأشمل تقتضي من جهة (تغييرا) مجتمعيا شاملا يتضمن إنهاء (الثقافة الذكورية) التي تتفشى في مجتمعات التخلف وتصير قيماً وسلوكاً عند كل من الرجل والمرأة أيضا..

ولكن لتدقيق التعبير الذي قرأناه للتو نقول: إذا كان صحيحاً الوقوف ضد فكرة جعل الصراع حالة محصورة بين المرأة والرجل فمن الصحيح أيضا أن توجد منظمات نسوية تعالج قضايا بعينها في إطار ثقافة موضوعية ونهج يوظف التفكير العلمي ومنطقه وليس التخلي عن نضالات نسوية وروابطها واتحاداتها المتخصصة بذريعة أن النضال ليس بين المرأة والرجل..

إن وجود رابطة المرأة أو منظماتها التخصصية الأخرى سيبقى ضرورة لمراحل تاريخية بعيدة لكن بمبدأ لا يضع نضالها تناحريا ضد الرجل بل ضد ثقافة ذكورية مرضية ترسخت من أزمنة غابرة وهناك فرق كبير بين المعنيَيْن والمنهجين.

أكرر توكيدي على ضرورة وجود روابط نسوية ذات طابع تخصصي يبقى سليما وضروريا.. حيث إعداد المرأة (بوصفها إنسانا فردا وبوصفها وجودا جمعيا \نسوياً) ذلك الإعداد مطلوب لترتقي سلالم العمل الاجتماعي العام بقدرتها وكفاءتها ودربتها وخبراتها التي تُراكِمُها.. فضلا عن تناولها قضاياها المخصوصة في إطار تلك المنظمات بالتكامل مع مجمل المنظمات المدنية والحقوقية الأخرى وليس بالتقاطع والتناقض.. وتلكم هي القضية المطروحة هنا وبعض مقترحاتها وذلكم هو ندائي المتفق مع ما قدمته رابطة المرأة العراقية في أدبياتها، كونها الأعرق والأبعد خبرة ووضوحا في المعالجة…

اذا كان هنالك من يحتاج ان يعرف حقوق المرأة فهو الرجل لانة الطرف المتسبب في ظلم المرأة ! وهو المعني الاول بالموضوع انا امرأة واعرف حقوقي لكن ماهي الفائدة اذا كان الطرف الاخر يسلبها مني سواء عرفتها او لم اعرفها…

إذا كان هناك وضع سليم لانعتاق المرأة فهو تحررها (هي والرجل) من الثقافة الذكورية، (المرضية) بطابعها وبنتائجها على الوضع الإنساني والمجتمعات منذ بدأت تلك الثقافة السلبية تخيم بوبائها على الذهنية العامة.. وانعتاق المجتمع من التمييز الذي يميل للسلطة الذكورية يقوم على تحرره من منهج ومن ثقافة ماضوية سلبية هي الثقافة الذكورية.. وعليه فإن مبادرة المرأة لتحرير وعيها وقيادة العمل نحو انعتاق المجتمع، يقوم على إعدادها بوصفها المدرسة التي تغرس ثقافة إيجابية أو سلبية بحسب ما تتبناه من قيم وسلوكيات.. وأبعد من ذلك يوم تتحد النسوة في منظمة\منظمات متخصصة؛ تخوض النضال ضد تلك الأمراض وتكافحها عندها وبالتأكيد عند الرجل أيضا. لابد من التوكيد هنا على أن النداء في وقت يركز على تفعيل دور المرأة لا يُغفل قطعا أن يؤكد على وحدة النضال للمرأة والرجل بتبنيهما قيم التحرر والتنوير والتقدم الاجتماعي ورفض (ثققافة استغلالية) سطت على المجتمعات ووضعتها موضع التخلف.. هذا ثقافيا ولكن لأجل التغيير الاجتماعي والتحرر، ينبغي خوض النضال لأجل تشريعات تلغي التمييز وتنصف وجود المرأة الإنساني وتنصف حقوقها اقتصاديا اجتماعيا سياسيا، بما يضعها موضع تحرر، أي موضع قوة بامتلاك حقوقها بعدل ومساواة مع أخيها الرجل..

يؤسفني ان التوجة الثقافي بأكملة يخاطب المرأة ولايخاطب الرجل !! المفروض تكون هنالك روابط منظمات معنية بتوعية الرجل وتطويرة ذهنيآ خاصتآ في ما يتعلق بطريقة تعاملة مع المرأة ساعتها لن نحتاج ان نصرخ في وسائل الاعلام وفي جميع الاصعدة باحثين عن من ينصفنا ويصغي الينا…

أنت ترصدين واقعا حقيقيا فكثير من المنظمات النسوية المشكَّلة بقرارات (حكومية رسمية) تخدم ثقافة ذكورية ماضوية مرضية بقيمها.. والنداء الصحيح، يتجسد بالانضمام لمنظمات وروابط نسوية ذات نهج يدرك الحقيقة التي تتحدث عن تحرير المجتمع برمته نساء ورجالا من (الثقافة الذكورية)؛ ومن ثم من منح الرجل سطوة تقوم على التمييز وعلى النظرة الدونية للمرأة.. لكننا لا يجوز أن نتحدث عن ثقافة نساء وثقافة رجال أو عن وضع الأمور وكأنها بيد الرجال، كما اشي به الفقرة في أعلاه بصياغتها؛ كمَّن يقول للعبيد في زمن العبودية القضية تكمن في توعية (مالكيكم) ليتحرروا من منهجهم فيحررونا.. ولكن لا يتحدث صاحب ذاك الموقف ولا يقول للعبيد إن الحرية لا تمنح هدية بل تؤخذ بالنضال وهو ما جرى تاريخيا وبرهنته الوقائع.. لذا فإن نضال المرأة تحديداً ووجودها في روابطها ومنظماتها ذات المنهج السليم المتحرر التنويري هو دعامة جدية مهمة للانتصار لتحرير المجتمع وتحرر المرأة في ذلك الإطار الإنساني السامي..

أود الإشارة إلى أنني لا أتحدث عن (معرفة) الفقير أنه فقير ولا عن المرأة أنها مستغَلَّة مضطهَدَة، فلا معرفة الفقير أنه فقير ولا معرفة المرأة أنها واقعة تحت الاضطهاد هو ما يحررهما ولكن أتحدث عن كون (الوعي بطريق التحرر) وكذلك (النضال) من أجل تحقيق التحرر هو ما يلبي لهما الانتصار في قضيتهما..

كلنا يدرك أن غالبية النساء يعرفن أوضاعهن ويعشن معاناتهنّ منها [مع وجود قلة يتوهمن أن تلك المعاناة قدر إلهي عليهن الخضوع له]  ولكن مطالبتي وندائي [وأؤكد أن ندائي يجسد أيضا موقف رابطة المرأة ومنظمات نسوية مهمة بمنهجهم السامي السليم]، إنما يكمن مطلب النداء في الانتماء لتلك التنظيمات من جهة وفي التصدي لمهام التوعية بوسائل العمل من أجل التغيير طبعا وبالتأكيد بالتكامل مع التنويرين أصدقاء العدل والمساواة ومناصري النضال من أجله من الرجال…

المرأة العربية اليوم تختلف اختلاف چذري عن نساء الامس نسبة التعليم لدى النساء تفوق نسبة تعليم الذكور بفارق شاسع في جميع الدول العربية واصبحت المرأة اكثر رقي وتحضر واكثر تأثير في محيطها لكن للاسف مقابل هذا تخلف رهيب لدى شريحة واسعة من الرجال فهم يفتقدون حتى للغة الحوار وكيفية الحوار شيء مريب هم يأخذون السلبيات اين ما وجدت وينئون عن الايجابيات…

الوضع العام للمجتمعات العربية بحاجة لدراسات إحصائية شاملة توظف المنهج العلمي الأكاديمي لكي نقرر الحقائق بحجومها الفعلية في ضوء الإحصاء وليس في ضوء التصورات الشخصية لنستطيع وضع الحلول الأنجع موضوعياً..

أجدني أفتقد في كثير من الأحيان لمثل تلك الإحصاءات و الدراسات بسبب النهج العام لكثير من الجامعات ومراكز البحث العلمي والإدارات المعنية فضلا عن تبعية كثير من المنظمات للثقافة السائدة والنهج السياسي القائم على التمييز..

القضية ليست كما تفضلتِ به في (صياغتِك) وأظن أنكِ ربما تقصدين شيئا سليما صائبا، هو الوقوف ضد الثقافة الذكورية السائدة، الأمر الذي وضع (الرجل) بسلوكيات وقيم ماضوية مرضية، مثلما عند كثير من النساء في إطار السائد من قيم (ثقافة ذكورية) تشمل الطرفين؛ أقصد أن المرأة هي الأخرى متأثرة بالثقافة الذكورية المرضية.. وعليه فلابد من تحصينها وتوعيتها ودفعها لتنظيم نفسها وتدريبها وإطلاق قدراتها في بوتقة مناسبة للإعداد والتنمية البشرية المناسبة التنويرية بالإشارة للمنظمات كونها واحدة من مؤسسات العمل الجمعي..

ما يتعلق بأن بعض من يعالج قضية المرأة يأخذ السلبيات ولا ينظر إلى الإيجابيات ربما فيه إيحاء لطرف ما وقد يصدق إذا ما تم توضيح الإشارة إلى أية عبارة بعينها أو نداء أو موقف تودين الإشارة.. وأؤكد من طرفي أن النداء لتعزيز توحيد جهود النسوة وصفحاتهن المعبرة عنهن وعن روابطهن ذات المنهج السليم أمر إيجابي لا سلبي بقدر ما ورد في هذا الحوار من تعليقات على هذا ندائي…

انا مع انشاء روابط نسائية وغيرها من المؤسسات المعنية بحقوق المرأه والمهتمة بتعليم المرأة واخراجها بأبها صوره لكن ما فائدة هذا اذا كانت هذة المتعلمة المتحضرة ستقمع في منزل زوج ينظر لها على انها سلعة وجارية…

إن الوقوف مع تعزيز روابط المرأة بكل مهامها المتنوعة الغنية هو موقف متقدم وجد إيجابي قادر على إحداث التنوير بدءا بإحداث وعي بوسائل التغيير. ولهذا لا أتفق مع تساؤل ما فائدة أن تكون المرأة متعلمة تعرف حقوقها إذا كانت ستُقمع وتُستعبد؟ لأن التعليم وتكوين الشخصية يمنحها أدوات اتخاذ القرار المناسب للانعتاق وإحداث التغيير بقدراتها هي وليس بالصدقة ولا بالكوتا؛ كما أن المرأة لا يجب أن تنتظر وعي الرجل يظهر ويتحقق لتبدأ فيما بعد توعية ذاتها أو أنها تتنازل عن التعليم لأنه كما يقول نصك ما فائدته! إذا كان الرجل لا يحترم ..إلخ الكلام!!!…

النساء لسن (ناقصات عقل) ولا هنّ (قوارير) يتصدق عليهن المالك بالرعاية لنقصهن! وبالهدايا لمداعبة رغبات وحاجات دونية! النساء وجود إنساني مساو للرجال بثقافة  تنويرية متحررة..

موضوع الرد على الضيم الاجتماعي وظلمه وآثاره الكارثية يتطلب نضالا لأجل سنّ تشريعات تحميهن في الإطار الاجتماعي العام ويفترض مكافحة العنف ضد المرأة ونشر الوعي المناسب ضد الظاهرة مع وجود القانون والسلطة الاجتماعية والرسمية الحكومية للحماية كما حماية أي إنسان ضد أشكال الظلم.

انا لا اضع للكلام السطحي والظاهري وزن اطلاقآ انا اتكلم عن الواقع الفارق الثقافي يسبب نزاعات وخلافات كبيرة في المجتمع وهو احد اسباب الطلاقات المنتشرة اكاد اجزم وبعد اتصالاتي مع عدد ليس قليل من المحاميات والباحثات الاجتماعيات ان معظم الطلاقات تحدث بين زوجة مثقفة وزوج جاهل !! اعملو على تثقيف الرجل لانة اختصار للطريق وتوفير للجهد والمرأة بفطرتها بطبيعتها تحب التجدد وتحب التحضر وذواقة لكل ماهو مفيد للمجتمع عذرآ على الاطالة لكن للضرورة احكام ،،

العزيزة الفاضلة، أتفقُ مع فكرة تهملي بل تزدري الكلام المنمق السطحي الذي لا يجسد الواقع.. ولكن دوما نحن بحاجة إلى ربط عباراتنا موضوعيا بين سبب ونتيجة بين مقدمة أو تمهيد وما نريد قوله، إذ لم افهم إشارتك وعلاقة عبارتك بالنداء أو بالحوار أو بأية جهة..

أما بشان الفارق الثقافي بين سيدة مثقفة ورجل جاهل فربما ليست معظم الطلاقات بسببها؛ لأن مجتمعاتنا العربية تتفشى فيها الأميتين الأبجدية والثقافية وأول من يمسها ويصيبها هذا المرض هي المرأة بسبب طابع التمييز. وبوجود 100 مليون أمية وأمي في البلدان العربية وهي بحجم ربما يصل إلى نسبة كبيرة جدا في مجتمعاتنا،  ومع تفشي الأمية (الثقافية) لا الأبجدية أتساءل كيف يكون سبب أغلب الطلاقات هو ثقافة المرأة وجهل الرجل؟ إذ أننا مع قراءة واقع تفشي الأميتين سنجد أن الزواجات لا تتم بين مثقفات وجهلة، ولا حتى متعلمات وربما ما يتم هو بين غير واعيات بالواقع ونهج تغييره بسبب تلك الأمية، من دون أن ننفي شعورهن بالضيم ومعاناتهنّ من الظلم في كل تفاصيل حياتهن..

للصياغة الأدق نقول: معظم ((زواجات المتعلمات والأكثر ثقافة من الرجال (الأقل تعلما وثقافة) وربما (الجهلة) هي التي تنتهي بالطلاق بسبب الفارق الثقافي)).. وليس كما ورد من أن جلّ الطلاقات تكون بسبب كون المرأة مثقفة والرجل جاهل..

كما يمكنني اقتراح صياغة أخرى للتعبير عن الظاهرة على طريقة: المرأة تحيا الضيم وتحس بالظلم في معاناة جلية والرجل يتغاضى لجهل وتخلف في منطقه وتفكيره..

وعليه فأنا أؤكد على خطورة (دقة) الصياغة من (عدمها) في التعبير عن الرؤى كيما تصل صائبة صحيحة بخاصة وسط هوجاء وفوضى ما يُنثر من تعبيرات تضليلية وبضبطنا دقة التعبير عما نرييد  نمهد للانتقال لقرار الحل ووضع البديل…

وموضوعي ومضمون ندائي ليس هذا بالتحديد ولكنني أصحح في توجيه المثل الذي تفضلت به لدعوتك الطيبة بأن نوجه (خطابنا) إلى الرجال لمعالجتهم من الثقافة المرضية بينما الأدق لا إغفال التوجه إلى الرجل ولا إهمال تفعيل دور المرأة بتوعيتها وبانضمامها لمنظماتها ولموائل التوعية والإعداد…

إذن، ما أضعه بدقة، وما يسند رابطة المرأة تحديداً ونهجها ذا منطق التفكير العلمي، هو تعزيز النضال النسوي بتوعيتها بوسائل التغيير وتوحيد جهودها في هذا النضال ليزداد تأثيرها مجتمعيا كونها نصفه التكويني الأساس.. وإذا ما كانت المرأة تكوينيا مُعَدَّة بسلامة، فلن تحتاج للتصدّق عليها ولا لنظام الكوتا وما يشابهه في الشأن العام؛ ولكنها ستفرض وجودها بفضل قدراتها ووعيها ومنطقها ونهجها النضالي..

ما أضعه هو نداء لاستبدال الثقافة الذكورية والإتيان بثقافة إنسانية تقوم على التحرر والعدل والمساواة وعلى مبدأ من كلٍّ حسب قدرته، حيث ينعتق المجتمع بأكمله من كل أشكال التمييز ومنه تمييز الجندر أقصد الانعتاق من التمييز بين المرأة والرجل لصالح ثقافة ماضوية مُجترة من مجاهل الزمن الأغبر…

في تعليق حاذق صائب للسيدة روناك صبري ورد الآتي: “شخصتِ المشكلة بشكل واضح وجميل ولكن ألستِ معي بان هناك بعض النساء استمرأن التبعية للرجل وفق ما دخل في وجدانهن ان الرجل رب ويجب طاعته هذا كلام زميلة في المؤسسة التي كنت اعمل بها، لم تكن جاهلة وانما خريجة كلية والادهى انها كانت مع زوجها في انكلترا وهو يدرس لشهادة الدكتوراه، هذا الكلام كان في الثمانينات من القرن الماضي طبعا الان الوضع اتعس بعد سيطرة التيارات الدينيه على الوضع في العراق.”

وجاء الرد تفاعلا إيجابيا كالآتي: عزيزتي Ronak Sabri نعم يوجد هكذا نوع من النساء جاهلات في الدين وفي حقوق الانسان ويأخذن التعليمات من الجهلة سواء المحسوبين على رجال الدين او على علم الاجتماع؛

والعزيزة الفاضلة سرعان ما تضع في إجابتها الـ(لكن) لتشير إلى الرجل وواجباته بعبارة

لكن يبقى من الضروري ان يعي الرجل حقوق المرأة

أكيد لابد له أن يعي حقوق المرأة بوصفها حقوقا إنسانية ثابتة تقوم على المساواة ورفض التمييز ولكن من ينير الدرب وينشر الوعي؟ أهي الأحادية التي تضع أسبقيات تفرضهاعلى المرأة لتضعها بالضد من الرجل أم التي تفرضها على الرجل وتضعه بالضد من المرأة؟ أليس فرض تلك الأحادية تشويه للحل والبديل يمثل فلسفة عرجاء!؟

عندي أن الإنسان بجنسي الإناث والذكور ينبغي لهما كلاهما أن يحزما أمرهما ويتخذان (منهج إنهاء الثقافة الذكورية) ليضعا بديلها (الثقافة الإنسانية)، وإلا فإننا لن نصل للبديل الأنجع والأنضج في وجودنا الإنساني..

ثانيآ معظم النساء مكبلات بعادات وتقاليد وتجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن نفسها يقول احد الفلاسفة اليونان حفنة من القوة تعادل كيس من الحق اذا ،،

أتساءل أولا: هل موضوع القيود بورد هنا لتبرير تقاعس عن الدور المناط بالمرأة تجاه نفسها، كولوج التعليم والتوعية وتبني الكفاح والنضال والدور الفاعل…؟

أما ثانياً: بشأن المثل الذي ورد فلربما يريد أن يقول: إن العنف ولو من مصدر ضئيل أو قليل إحصائيا كميا، يصادر كمّاً كبيراً من الحقوق..

فهل الفقرة التالية مما ورد بالتفاعل يمثل تفسيرا لهذا؟ أي فقرة أن الذكور يستخدمون القوة للسطو على المرأة واستغلالها.. هل الذكور أقلية تمارس العنف؟ أم هل كل الذكور يمارسون العنف ولا يوجد قوى تنويرية وأخرى حقوقية تدافع عن المرأة؟ لا أرى الذكور أقلية ولا أراهم جهلة سلبيين ظلاميين بمطلق وجودهم…

لنقرأ ما ورد في التفاعل بتعليقك الطيب:

يعني المجتمع العربي مجتمع ذكور يعتمد القوة في ادارة شؤونه مجتمع حيواني مع شديد احترامي لانه يستخدم اسلوب الغابة وليس اسلوب البشر في التعامل مع جميع القضايا ومن ضمنها التعامل مع المرأة.

ومرة أخرى تكررين تساؤل يؤكد أن لا فائدة من معرفة الحقوق، لكن هذه المرة (أفضل وأقرب للسلامة) بإضافة عبارة شرطية تؤكد أن المرأة يجب أن تتحرر اقتصاديا اجتماعيا لكي تقف بوجه من يحاربها عند مطالبتها بالحقوق وتلك حقيقة إيجابية، لكن لا تصاغ بتلك المقدمة التي أشرتُ إلى إليها للتو. فمعرفة الحقوق والوعي بوسائل تحقيقها هي المقدمة للتحرر اقتصاديا-اجتماعيا.. ولنلاحظ  مضمون التساؤل المرسل هنا:

ما فائدة ان تعرف المرأه حقوقها وهي ضعيفة اقتصاديآ واجتماعيا الجميع سيقف ضدها ويحاربها اذا تفوهت بكلمة تدافع بها عن حقها في الحياة والعيش بكرامة المسؤولية تقع على الطرفين في فهم حقوقهم الصحيحة وفهم طريقة التعامل مع بعضهم وليس المرأة فقط المعنية بذلك [هذا صحيح تماما كلاهما مسؤول]

ونلاحظ ان النساء اللواتي يتمتعن باستقلالية مادية واجتماعية يتمتعن بحياة سعيدة بعلاقتهن الزوجية [ليس بالضرورة كما ورد في موضع سابق من معالجتك؛ ولكن نضج الطرفين وتوافر شروط السعادة هو الأساس]

من ما يعنيه ان الرجل لايستطيع ان يفرض سطوته الذكورية على امرأة قادرة على اخراجه من حياتها بأقل الخسائر وهذه تسمى لغة القوة وليست لغة المنطق لانها هنا تستخدم نفس سلاحه!! لكنها مرغمة على ذلك

بين منطقين ونهجين متناقضين فهناك تبرير لكي يكونا في صراع أو توازن القوى المصطرعة لينهش كل طرف حصته من غنيمة اسمها الحقوق!!!؟ ولا مجال للتبرير بأنها مرغمة كما يرد في التعليق. لا يمكننا قبول اقتراح انتزاع الحقوق الشخصية الخاصة في العلاقة الزوجية بمنطق القوة والصراع فتلك ليست حياة زوجية! فالحقوق ليست مغانم نكسبها عبر صراع الزوجين على فرض قوة كل منهما للحصول على حق أو آخر… ودعيني أقول: إنه لا الشأن الشخصي يمثل كل الحقوق ولا توازن القوى هو السليم فيه. ولكن العلاقات الإنسانية لها أسس نبيلة وقيم سامية ينبغي أن تتحقق عبر الاعتراف بإنسانية الطرفين وبمساواتهما وبالشراكة في إدارة الحياة بالتفاهم سواء في (الحياة الشخصية) أم في (الحياة العامة) التي تعني اشتغال المجتمع من منطلق الكفاءات بعد فتح كل الفرص بالتساوي لإعداد الجنسين بلا تمييز.

ولهذا نتمنى ان يحظى الرجل بتوعية بحقوق المرأة بصفتها بشر لها مشاعر وكيان وشخصية مستقلة لايمكن محوها لمجرد انها اصبحت زوجته وشريكته وقادرة على الغاء هذة الشراكة في اي لحظة وانها ليست سلعة انها بشر تحياتي…

هذا الإيجاز مرة أخرى يختزل الأمور بالإشارة إلى (حقوق المرأة) بحقوقها الزوجية أو الشخصية فيما حقوقها هي ذات حقوق الرجل كونهما (بشراً) حسب استخدام العزيزة الفاضلة بتعليقها،  كما أن الفقرة تشير إلى المرأة ضعيفةً مصادرةً مرةً وقوية مرة أخرى، طبعا لمجرد الشعور بأنها قادرة على إلغاء الشراكة بالاستناد إلى عنصر القوة أو منطق القوة ذاته الذي يستخدم في صراعات تناقضية لا إنسانية فيها!

مجدداً وللاختصار في بحر متنوع قضايا المرأة وحقوقها الخاصة والعامة، أقول إن نداءً يدعو لتفعيل أدوار المرأة عبر إعدادها وتنويرها وتثقيفها وعبر توحيد جهودها في منظمات تخصصية لا يهمل قطعا توجيه النداء لتوعية الرجل وتثقيفه بذات البديل… إنما الموضوضع يتحدد بجزئية وبمحور يخص المرأة فيركز عليه ولا يتشعب وإلا فإن قضية تفعيل دور المرأة لا يعني قطعا الأحادية لأننا نتحدث عن بديل إنساني للثقافة الذكورية..

ثقتي أن جمهورا واسعا وطيفا مهما قد فهم مضمون النداء كما أقصد تحديداً فهم هذا الجمهور السبب الذي كانت وراء تحدد معالدتي بالإجابة عما ورد في التداخلات والتعليقات والإشارات الإيجابية بكل ما ورد فيها. والاختلاف بالتفاصيل وبالصياغات لا يلغي الاتفاق في الجوهر على المضامين الواردة ومنها مضمون نداء تفعيل دور المرأة بخاصة في صفحاتها المخصوصة المتخصصة.. وإلا فإن موضوعات المرأة وقضاياها كثيرة متنوعة وتستحق منا وقفات أوسع واشمل وهو ما أحاول شخصيا فعله بمعالجات عديدة مع إدامة ندائي في تفعيل دور المرأة نفسها وصوتها في الإدلاء بالرأي والمساهمة بالحل وبتقديم البديل وفرضه..

بالتوفيق للجميع وأجدد التحية والتقدير للسيدة البدراني والسيدات والسادة كافة في تداخلاتهنّ المهمة وتداخلاتهم الطيبة. واثق أنهن وأنهم يشاركون النداء في ضرورة تفعيل الدور والمساهمة النسوية بدليل مساهمة كل سيدة ومعهن المتنورين المؤازرين ممن يحمل قضايا المجتمع وتحرره هنا..

مقترحي إدامة الحوار في

تعزيز مساهمات المرأة وحضورها في صفحات التواصل الاجتماعي

تعزيز أدوار منظماتها التخصصية وتفعيل أدوارها

توحيد جهود الحركة النسوية

الارتقاء بالنضالات نوعيا فضلا عن التقدم الكمي المتطلع إليه

الإقرار بطابع العلاقات الإنساسنية القائمةمن حيث سطوة التقاليد الماضوية المتحجرة والبحث في وسائل الانعتاق

البحث في التشريعات المنصفة المتخصصة ومن ينهض بفرضها وكيف

تنشيط حال المساهمة من دون خشية من مستوى لغة التعبير وصياغته وما قد يطفو من بعض هفوات أو تركيز على جانب دون آخر وهذه القضة تتطلب تضافر جهود وتشجيع فضلا عن جرأة المشاركة

ضرورة الانتباه على أن قضايا المرأة ليست حصرا بالعلاقة المنزلية الزوجية ولكنها متشعبة أكثر وأغنى وابعد بقضايا مجتمعية أكثر عمومية وموضوعية

ممتن للجميع

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *