إعادة إعمار الإنسان ونظام حكمه قبل أيّ إعمار آخر

مُقتبَس: “إنّ تبادل التأثير بين الإنسان وبيئته ونظام وجوده يبقى مترابطاً بقوة، ولكنّ ذياك الترابط لا يقتصر على قانون يتحكم بجسور العلاقة بين أركان وجودنا وإنما يشترط ثبات البدء دوماً ببناء الإنسان لبناء أي وجود مجتمعي وإشادة أسس التحضر والمدنية فيه، وفي ضوء ذلك فإن محاولات إعادة إعمار العراق لا نسبة نجاح لها، بوجود نظام طائفي كليبتوقراطي هو سبب الخراب والدمار الشامل”.

إعادة إعمار الإنسان ونظام حكمه قبل أيّ إعمار آخر

مُقتبَس: “إنّ تبادل التأثير بين الإنسان وبيئته ونظام وجوده يبقى مترابطاً بقوة، ولكنّ ذياك الترابط لا يقتصر على قانون يتحكم بجسور العلاقة بين أركان وجودنا وإنما يشترط ثبات البدء دوماً ببناء الإنسان لبناء أي وجود مجتمعي وإشادة أسس التحضر والمدنية فيه، وفي ضوء ذلك فإن محاولات إعادة إعمار العراق لا نسبة نجاح لها، بوجود نظام طائفي كليبتوقراطي هو سبب الخراب والدمار الشامل“.

مقالة (إعادة إعمار الإنسان ونظام حكمه قبل أيّ إعمار آخر) اُنشر كل يوم أحد على الصدى نت
وهي أيضا أسبوعيا هنا في ألواح سومرية معاصرة
يوم تصدر هذي المعالجة يكون مؤتمر الكويت قد أعلن حوصلة جهود المشاركين؛ بين نيات عامرة للمجتمع الدولي وخطابات مضللة لممثلي حكومة تمثل متحاصصي الغنيمة لا الشعب ولا الدولة؛ فالوضع برمته يشير إلى أنه لا وحدة مجتمعية في ظروف تحكّم الميليشيات والمافيات وشرعنتها ولا فرصة جدية حقيقية لتراجع صدارة العراق عن قمة الفساد التي يتربع عليها عالميا منذ 2003 ولا ممثلي الشعب ولا مفكريه من راسمي خطط البناء بموجودين في ميدان الحوار
فماذا يتبقى لنقل نتائج المؤتمر ميدانياً هذا إذا خرج بنتائج غيجابية تصل إلى نصف المطلوب مثلاً وهو ما لن يتحقق بأفضل التوقعات؟؟؟
والحقيقة تجسد حال توالد الكوارث والمآىسي حتى يغير الشعب ما بنفسه فيغير حكومة الطائفية والفساد ليأتي بمن يدير عمليات إعمار الذات الوطني بسلامة ونزاهة ووطنية
فلا إعادة إعمار بلا وحدة وطنية وبلا نهج علمانية الدولة وديموقراطية النهج وبلا شفافية ونزاهة تعيد للشعب قدرات غشرافه وتقريره ما ينبغي في كل خطوة ومرحلة… أما كل ما جرى ويجري فليس سوى مزيد من ينكأ الجراحات الفاغرة بلا حل جوهري
أفلا ينظر الحصيف الحكيم إلى عيون جوعى فقراء الوطن ومشرديه يتطلعون بأسى إلى مخرجات مؤتمرات محلية ودولية ليست سوى محطات في مزيد إفقار وتجويع وتشريد!؟
إذن ما العمل؟
أنتنّ وأنتم تجيبون…..

معالجة مختزلة موجزة تتطلع لاستكمال بتفاعلاتكنّ وتفاعلاتكم

 

يناقش المجتمع الدولي من دول ومنظمات ومؤسسات وشركات استثمارية خاصة، خطط إعادة إعمار المناطق التي تم استعادتها من سطوة الدواعش الإرهابيين. وينعقد لهذا الغرض مؤتمر الكويت بين يومي 12-14فبراير .. حيث تذكر الأخبار أن العراق تقدم بطلب يفوق الـ88مليار دولار ولم يتحصل في اليوم الأول إلا على ما يزيد قليلا عن الـ300 مليون…

ومادياً هناك خسائر في البنية التحتية تصل ببعض المناطق إلى حجم الـ100% وبين 138ألف مبنى متضررة هناك 50% منها مدمرة بالكامل.. فضلا عن وجود 3.3 مليون عائد وبقاء 2.6مليون نازح لم يعودوا بعد.. وأذكّر هنا بأن من عاد قسم مهم منهم عاد بالإكراه وبالمجمل يخضعون لتهديدات وأشكال ابتزاز سواء من ظروف العيش نفسها حيث الخراب الشامل أم من طابع الحماية الأمنية بتعدد مرجعياتها وعقائدها الحزبية السياسية بما يفرض توجهاً وسلوكاً يتقاطع والأمن جوهرياً كما يثير احتقانات ويجدد إشعال فتيلها…

لا ننسى هنا أن أغلب أبناء المناطق المتضررة هم بين شيوع الأمية والتجهيل ومنطق الخرافة بخاصة الجيل الأكبر سناً وبين إشاعة الأمية وترك التعليم وسط الجيل الجديد حيث لا مدارس بعد تهديمها وتخريبها وبعد نزوح كادر التعليم والإدارات، دع عنك مشكلات العيش التي يجابهها الجميع…

وثارت في مجتمعات النزوح مشكلات اجتماعية عويصة وآثار نفسية خطيرة، لا توجد لها مراكز متخصصة كما أن السلطة مازالت هشة ويغلب عليها الضعف والتفكك وتنطبع بالصراعات والخضوع للأزمات المتوالدة..

حكومة أحزاب الطوائف ليست أكثر من غطاء مافيوي لطبقة الكربتوقراط المتحكمة بالوضع العام. حتى أن مقدار ما أُهْدِر من أموال ونُهِب لا تحده أسقف يقبلها تخيل.. إنها تتجاوز مئات المليارات وإذا ما أحصينا الأمور بدقة فإن الأرقام الفلكية من نرليوني دولار أمريكي لم يجر استعادة أي شيء ذي قيمة تُذكر تجاه هذه الأرقام المهولة..

وبدل تغيير النظام (الطائفي الكليبتوقراطي) والمجيئ ببديل يمكنه حمل مشروعات إعادة البناء والإعمار، تتواصل اللعبة العبثية وتحمل حكومة تقتسم العراق والعراقيين غنيمة وتأسرهم في كانتونات يحكمها زعماء حروب الميليشيات وما تفرضه لتفصيل قوانين شرعنت وتشرعن وجودها وما ترتكب يوميا بحق البلاد والعباد…

إنّ المجتمع الدولي يدرك تلك الحقيقة ولهذا وجدنا اليابان على سبيل المثال تشترط في دعمها تسليمه لإشراف دولي أممي يُبعِد مبدئيا ولو بمقدار بعينه وقوع تلك الأموال بأيدي المفسدين، ولا عجب فهناك عشرات الجهات والأطراف الدولية والاستثمارية الخاصة قد أكدت الشرط ذاته في تعاملها أو أجلت التوجه إلى مؤتمر الكويت أو ستؤجل وضع الدفعات أو تشترط أن يكون عينياً لا ماليا نقدياً…

إن إعادة إعمار العراق، يشترط أولا تغيير النظام ومن يحكم البلاد ويوجه مشروعات إعادة إعماره.. فعلى مدى حوالي 15سنة ضاعت أموال مهولة كان يمكنها أن تجعل من البلاد جنة من جنان الأرض لكنها أُهدِرت بلا إنجاز يُذكر…فهل ذات القوى التي نهبت البلاد وسبت العباد يمكنها أن تأخذ تلك الأموال لتبني بها أم أنها ستضخها مرة أخرى في خزائن زعماء المافيات والميليشيات!؟

من جهة أخرى كيف يمكننا بناء دولة بحجم العراق وملايين المناطق المعنية بالمؤتمر الداعم مازالت لا يتوافر لها استقرار ودار..!؟

هل يصح الإعمار ويمكن تلبية اشتراطاته بوجود أكثر من مليونين ونصف المليون نازحة ونازح!؟ وهلإعادة أكثر من 3.3 مليون قسريا ورميهم بين أكوام أحجار لأبنية مهدمة ولمدن مخربة سينفع في إطلاق عمليات البناء؟؟؟

هل بوجود الأطفال في الشوارع وبعيدا عن مدارسهم فرصة لاستقرار العوائل التي تنظر إلى فلذات الأكباد يضيعون، هل يمكن الشروع بإعمار؟

عن أي إعمار يتحدثون والبنى التحتية والركائز الأساس منعدمة تماما؟ عن اي إعمار يتحدثون والصناعة الوطنية تحديدا التي تخدم عمليات البناء معطلة بالتمام والكمال؟

عن أي إعمار يتحدثون والأنفس مخربة بأهوال تركت آثارها ولم تمَّحي بعد ولم تعالج وليس في الأفق توجه وبرمجة لمعالجتها؟؟؟

إن أغلب ما يجري يمرر تجييرا لمصلحة إعادة إنتاج سلطة هي التي خربت البلاد ومناطق العراق الوسطى والجنوبية وكل العاصمة بغداد ليست أقل حاجة لإعادة إعمار من تلك التي استكملوا هدمها بحرب على عصابات الإرهاب التي جاؤوا بها وسمحوا لها بأن تعيث فسادا وتقتيلا بأهل المنطقة..

إن الصائب الصحيح والصحي يكمن في إعمار الروح الوطني بإنهاء الطائفية وسلطتها ونظامها بكليته وجميع تفاصيله.. ومثلما فعل المجتمع الدولي في العام 2003 يلزم أن يتابع مهام المجيئ ببديل وطني وليس ما يعيد إنتاج وجوه بعد تلميعها وتبييض صفحاتها..

إن مؤتمر الكويت إذا استطاع جمع بعض أموال ونسبة من طلبات حكومة هي ابنة نظام أطاح بدولة إقليمية مهمة إذا استطاع ذلك ماديا ماليا فلن يستطيع إعادة إعمار من دون ركني الإعمار والبناء الإنسان والنظام الوطني النزيه…

وكلنا يدرك أن لا وطنية للطائفي ونظامه المفسد ولا نزاهة للكليبتوقراطية نظاما وضع العراق بين أتعس بلدان العالم فساداً حتى يومنا هذا محتفظا بصدارة الفساد بلا منازع طوال سنوات حكم الطائفية لدولة عدّوها وشعبها غنيمة….

 إننا في وقت نوجه التحية للمجتمع الدولي وللمواقف البناءة ولانعقاد المؤتمر إياه نؤكد رسالة الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه إلى المجتمع الدولي بأن مشكلتهم الأساس هي مع ركني الطائفية والفساد الأمر الذي لن يكافحه من شارك بهذا النظام ومازال ابنه ملتزما حزبيا بأحزاب البلاء وما أتت به من خراب…

إن مجرد استعادة أموال نهبها المفسدون تكفي لإعادة الإعمار وإعادة البلاد وضع البلاد موضعها المستحق…

لكن ذلك يبدأ بتوفير خطط ومشروعات لا يسطو عبرها وبها فاسد على ما يرسم ويصرف من أموال..

ولليونسكو والأمم المتحدة واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية أن ترسم محددات التغيير ومشروعات إعمار الشخصية الوطنية كي نستطيع الشروع حقيقة، ببناء بلاد تم تدميرها كليا..

ولنكن يدا بيد مع الشعب العراقي المغلوب على أمره والمقسم حصصا كغنائم حرب وأسرى وسبايا بين زعماء المافيات والميليشيات في كانتونات ممزقة مهلهلة…

إعادة الإعمار تتطلب النظر في المجتمعات المحلية ومن يوجهها ويدير أوضاعها اليوم بلا رحمة.. وبغير تلكم النظرة والرؤية لا إعمار بتلك الأموال ولكن تقوية للمفسدين ومن يقف وراءهم..

وتلك هي طامة العراقيين الكبرى.

 

 

مقتطفات من مواقع نشر مختلفة توطئة لقراءة هذه المعالجة 

يتزامن النشر مع يوم اختتام المؤتمر بوقت تم نشر العديد من المقالات والتداخلات التي فضحت مسار الوضع العراقي في كونه ليس معدا مهيئا لإعمار شبر من البلاد وفي احتمالات دفع ما استجداه ممثلو حكومة المحاصصة لغنائمهم.. إننا هنا نطالب بإعادة إمار كل شيء تم تخريبه في العراق ما بعد 2003 من بناء الإنسان حتى آخر مساحة وفضاء فيه ولكن بأيدي من يمكنهم إعمار البلاد وتغيير الأوضاع وتحرير العباد وبأموال الشعب المنهوبة عبر استعادتها لا باستجداء قرش من الخارج لامن المانحين ولا من البنك الدولي وشروطه التي يباع بها الأرض والإنسان على حد سواء.. ولنقل كفى عبثا ولعبا ومتاجرة وهذه المرة يلفون بالعراقي بين دول العالم ومنظماته يستجدون به فتات موائد.. ألا انتفض أيها الشعب كي تكون ثورة تغيير ما بالأنفس وتحرر من عبودية لزعماء مافيات وحروب ميليشياوية طائفية لا ناقة لك بها ولا جمل.

*********************************************************************

 بين التبرير لحال الاستجداء وتصويره (إعادة إعمار) لا محاولة سرقة وتعتيم على أكبر جريمة نهب في عصرنا وبين واقع مثقل بالقيود وبكل ما يعترض سبل إعادة الإعمار لابد من فضح الزيف وما يجري خلف الأستار سواء فيما يخص حكومة الطائفية الكليبتوقراطية المفسدة أم تجاه مافيات دولية همها مزيد نهب وسطوة على البلاد وإدامة عبودية بعصر الحريات.. وهنا شعارهم تحرير اقتصاد مافيوي لا تحرير العباد ما يتطلب منا وقفة تدافع عن حاضر الشعب ومستقبله.. إننا نريد تحرير العباد وإطلاق مشروعات بناء البلاد وهو ما لن يتم من دون تغيير جوهري شامل فهلا تنبهنا!؟؟؟

*****************************************************************

الشعب وقواه التنويرية تريد بتمسك قوي شديد وضميري سليم إطلاق مهام إعادة الإعمار فوراً، ولكن الاعتراض اليوم يقوم على اساس أن لا وجود لأي فعل بنيوي بكل ما يجري من ممارسات وعقد مؤتمرات بل يوجد تجيير ومصادرة لكل شيء لصالح قوى الفساد والمجتمع الدولي يدرك تلك الحقيقة وقد شخَّص العراق طوال السنوات المنصرمة العجاف بين أعلى هرم الفساد… وإن أي حديث عن ضمانات من طرف دولي أو آخر هو حرف للحقيقة فالضمانات تقوم على رغبة تشاطر الشعب حقه في إعادة ما خربته الحروب فوراً إنما بشروط تفرض تغيير المنظومة الفاسدة بالتمام والكمال.. فعل استعد العراقيون للتغيير بأنفسهم بدل كدية حكومة جوهرها طائفي كليبتوقراطي ونهجها اقتسام الغنيمة؟؟؟

**************************************************************

نداء يتوجه إلى كل قوى الخير والبناء في المجتمع العراقي والمجتمعين الإقليمي والدولي أن كونوا معا وسوياً في مهمة حماية ما وجهتموه لإعادة الإعمار حيث إعمار الشخصية الوطنية بديلا لما تم تخريبه في العراقيين ووضع استراتيجيات التغيير الجوهري الشامل ضمانا لإبعاد اسوأ  أشكال اللصوصية والسرقة وضمان وضع الأموال موضع إعادة الإعمار وتأمينها وإبعاد أي فرصة للهدر والتضييع والنهب.. وثقتنا وطيدة بشعبنا وقواه التنويرية وبالمجتمع الأممي ومنظماته الإنسانية وبمهام تأمين تلك الأموال كي لا تكون كدية منهوبة بل تعاضدا جديا حقيقيا مع الشعب وليس مع حكومة وضعتها الإحصاءات الدولية الأممية على راس أسوأ مستويات فساد عالميا طوال السنوات المنصرمة العجاف

**************************************************************

القضية هنا في مؤتمر إعادة الإعمار تكمن في حقوق العراقيين المغلوبين على أمرهم في إعمار الذات الوطني، استعدادا لإنهاء مرحلة الخراب الشامل.. القضية تكمن في الاستجابة لأطياف الشعب ومطالبهم بعد عقوبات وقعت عليهم لكرديتهم و\أو مسيحيتهم أو أي انتماء لمكون؟ هنا القضية قضية إعلاء الوطني وإنهاء الطائفي.. إعلاء النزاهة وإنهاء الفساد …
وقوانين المجتمع الدولي لتوجيه أموال البناء بسلامة وبشفافيية ونزاهة فتلك هي المهمة المنشودة؛ أي مهمة منح العراقيين فرصتهم لاستعادة إدارة وجودهم وإعادة إعماره بعيدا عن قوى الفساد ومافياته.. إذ لا يقوم اقتصاد بمهام بناء وتقدم ولا تنمية فيه ما لم تنته معضلات الفساد وجرائمه وسطوته وما لم يتوافر نظلم يلائم المهمة السامية.. فليكن قرار مؤتمر إعادة الإعمار متكاملا لا مجرد استجابة لكدية تتاجر بالعراقيين وأوضاعهم ومآسيهم كما تفعل حكومة المحاصصة وفلسفة الغنيمة في إدارة البلاد والعباد؟؟؟

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *