في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الحكومة لحجب المعلومات عن المجتمع؟ وما أثر ذلك في توجيه الذهن توجيها سلبيا يستمرئ العبودية والخضوع؟؟؟

يصادف اليوم 17 أيار مايو ((اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات)) وهو مناسبة مهمة دوليا على مستوى الحكومات والمؤسسات الرسمية وعلى مستوى المجتمعات وحركاتها التنويرية.. وشرق أوسطيا وعراقيا بين تلك البلدان ومجتمعاتها نجد أننا بمجابهة أمية تكنولوجية وظواهر انعدام توافر أجهزة الاتصال ووسائله بخاصة بسبب الفقر وما يعنيه من أسباب عدم توافر أجهزة الاتصال كالهواتف الذكية والكومبيوترات وغيرهما وكما نجابه قمعا للحقوق والحريات في الوصول إلى المعلومة وطبعا في حق إنتاجها ونشرها ومعالجتها.. وهنا نكون بأمسِّ الحاجة إلى تفعيل منظمات معنية بمجتمع المعلومات الأكثر حداثة وفرصا لامتلاك مسارات البناء والتنمية.. وهذه معالجة عجلى تتطلع لاستكمالها بأقلامكم ورؤاكم

في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الحكومة لحجب المعلومات عن المجتمع؟ وما أثر ذلك في توجيه الذهن توجيها سلبيا يستمرئ العبودية والخضوع؟؟؟

د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

بدءاً لابد لنا من التعرف إلى مجتمع المعلومات بوصفه مجتمعاً تجري فيه معالجة المعلومات بشكل فعلي ملموس. ومجتمع المعلومات هو مجتمع يُدار ويعمل في فضاء يؤثر فيهكل تفصيل من تفاصيل عملية الوصول إلى المعلومات وتوزيعها ونشرها في ضوء إعادة معالجتها وبناء على تبادلها التأثير والتأثّر بالأنشطة الاقتصا اجتماعية والسياسية والثقافية وبكل محاور العيش الإنساني.

يُذكر أنّ الاتحاد الدولي للاتصالات يعرّف مجتمع المعلومات على أنه مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها و\أو استخدامها … ويلزم وجوباً وصوله إلى أية معلومة تمس شؤونه الخاصة منها والعامة؛ بما يؤثر عليهما أو يتبادل التأثير معهما.

ومن أجل استقرار مجتمع إنساني حديث ينبغي له أن يكون مجتمعاً معلوماتيا بمعنى لزوم تركيزه على امتلاك المعلومة بتمام الحرية ومنع اية عرقلة لوصولها ما يتطلب أحدث شبكات الاتصال بوصف ذلك أساس تستند إليه عملية الاتصال الحديثة في المجتمعات الجديدة.

إن فكرة شبكية عملية الاتصال وترابطها العضوي عالميا وانفتاحها غير المقيّد تؤكد أن مجتمع الحداثة المعاصر يتسم بتعدد منابع ما يحصل عليه من علوم ومعارف وثقافات بصورة تكاملية بين ما توصلت إليه البشرية وبإطار منظومات التعليم والتنوير الثقافي وبما يرتبط مباشرة بحركة التغيير والتقدم ومسيرة التنمية وأحدث ما تتوصل إليه..

وعليه فإنَّ المجتمع الذي يريد ركوب وصف مجتمع الحداثة ينبغي له أن يكون مجتمع المعلومات ووصولها الحر غير المقيد لعناصره كافة وعلى وفق الضرورة البنيوية للتكامل وحركة التقدم والتنمية.. وليس بغير المعلومات يمكن أن نتحدث عن مصادر القوة في المجتمع فمن دونها لسنا إلا أمام مجتمع كثير الادعاء والعيش في الوهم والخرافة وظلام الجهل والضلال.. وهنا حصراً سنشهد أسوأ مستويات المجتمعات في عصرنا إذ سنجد مجتمعا متخلفا يسهل استغلاله وتضليله وتسيّد التضليل فيه ومن ثم سطوة الخنوع لعناصر تخلفه واستغلاله أبشع استغلال..

بينما سنشهد أن المجتمعات المتطورة المتقدمة هي تلك التي تنهض بمهام إنتاج المعلومات وإعادة نشرها وتوزيعها وإيصالها وتفعيل تأثيرها بأوسع نطاق مجتمعي، وهو ما سينهض بدوره بشكل رئيس مباشر في إحداث حركة البناء والتقدم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية  بما يؤشر مهاماً نوعية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات وحركيتها التي تتيح للمستخدمين قدرة المساهمة في إنتاج المعلومات من جهة وإيجاب الفعل الاستهلاكي لها عبر قدرة نفاذ لأعماقها وتطويعها بما يساهم في بناء عالمنا المعاصر ويستشرف مستقبلنا بصورة أنجع وأفضل..

إن تلك التكنولوجيا المعلوماتية تتيح تجاوز العراقيل المختلقة بوجه نشر المعلومة مثلما تكبح القيود وتكسر فرص عرقلتها حركة التقدم والتنمية..

لكن من المفيد هنا أن نشير إلى جملة من الأمور والمحاور العامة بما يتصل بموضوعنا وهي:

  1. نعاني في مجتمعاتنا شرق الأوسطية من عرقلة تداول المعلومات بخاصة منها تلك التي تتعارض وقيود السلطات الحاكمة في إخضاع المجتمع ومنع حركته النقدية الموضوعية..
  2. يتم محليا بالمنطقة ومن ذلك عراقيا مصادرة المعلومات ومنع تداولها ونشرها بحجج عادة ما تتعرض للمجتمع على أنه ليس جاهزا وغير كفء في تلقيها وتداولها ومعالجتها.. تلك النظرة الدونية إلى المجتمع المجترة من أزمنة ظلامية مختلفة.
  3. كما يتم قمع الحقوق والحريات وحصرا بشأن تداول المعلومات بذرائع المصلحة القومية العليا والأمن الوطني وما إلى ذلك من تفرعات على حساب فتح حرية المشاركة في إدارة تلك القضايا والشؤون العليا..
  4. ويجري التعرض سلبيا بما يقع ضد تفعيل أدوات الاتصال إلى حد قطع الاتصال عندما يجدون أن النقد بات ينصب على سحب صلاحيات سلطة أوغلت في استغلال الناس واستباحتهم وجوديا..
  5. سنشهد محليا حربا وحصارات ضد وسائل الاتصال المتاحة ولعل الحرب على الصحافة والإعلام ومحاولات قمعها هي أحد أبرز أشكال النهج المفضي لفرض القيود وخير مثال منع الإعلاميين والصحفيين من الوصول إلى المعلومة ونشرها ومن فرص إنتاجها وتوزيعها..
  6. وإذا كانت المعلومات والاتصالات سمة لحركة التنمية وصنع التقدم فإننا نجابه أبشع أشكال التشويه لتلك المعلومات ومنعها من الوصول إلى جمهورها أو السماح له بتبادل الفعل والتأثير معها..
  7. لابد من لتذكر بأن فعل إفقار المجتمع بجزئية من تأثير ذلك يكمن في قطع سبل امتلاك أدوات الاتصال وتبادل المعلومة وطبعا الوقوف بوجه إنتاجها وهنا على سبيل المثال فإن الأمية التكنولوجية بخاصة تجاه تشغيل أجهزة الاتصال بأنماطها وأنواعها هو فعل مقصود منه بأحد أبرز محاوره نقطيع أشكال الاتصال وشبكته والوقوف بوجهه..

لقد مر أكثر من قرن ونصف القرن على ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للاتصال بوصفه منطلق اختيار اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات حيث بات الغرض النوعي منه الاحتفال به جوهريا يتجسد في إذكاء الوعي بالإمكانات التي من شأنها تفعيل استعمال الإنترنت بصورة أساس وغيرها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كيما توفر لشتى المجتمعات البشرية واقتصاداتها أفضل سبل تمكينها من إنهاء الفجوة الرقمية المعلوماتية التي باتت تأسر نسبة واسعة من المجتمعات المعاصرة في ضوء سيادة الأمية التكنولوجية وانعدام فرص العيش الحر الكريم بما لا يتيح إمكان توافر أجهزة الكومبيوتر وأي من أجهزة الاتصال الرقمية الأخرى..

لعل محاولات اهتمام بعض قوى التنوير والتقدم وبعض مراكز القرار المجتمعي والرسمي بإشكالية الاتصالات والمعلوماتية هي ما باتت أدخل بمؤسسات الإبداع والابتكار وفرص تفعيل مكافحة الأمية التكنولوجية من جهة وفتح الحدود الإنسانية ومنحها فرص تكسير القيود بما يؤسس لمجتمع معلوماتي جديد مغاير لذاك المقيد المستعبد والمضلل..

فهلا تنبهنا على ما تشير إليه من دلالة ونداء مناسبة اليوم العالمي للاتصالات والمعلومات؟؟

ثقتي أننا سنكون أكثر التفاتا وانتباها بخاصة ببلدان منطقتنا شرق الأوسطية وفي العراق الذي يعاني من أزمة حجب المعلومة وقطع الاتصال وعرقلة مساراتهما.. فمجتمعاتنا مازالت وبنسب متفاوتة بحاجة لمن ينقلها إلى مرحلة يمكن بها أن توصف بكونها مجتمع معلومات واتصالات بكفاية تتيح لها اللحاق بمجتمعات التقدم التكنولوجي وما وصل إليه وبخلافه فإننا نبقى بدوائر نتعثر فيها بخطانا قبل تعثرنا بما يُختلق لنا من عقبات فلندرك فعليا وباهتمام بأوولوية هذي الحقيقة قبل فوات أوان والتسارع في خسارة الفرصة ولحظتها يتقدم بخطوات ستفضي حتما للهلاك!! ولكن قوى التنوير ومؤسسات الاهتمام بهذه الإشكالية عليها مسؤولية نشر الوعي بحقنا في المعلومة والاتصال بزمن لا مناص منهما..

ولننهض بمكافحة الأمية التكنولوجية قبل خروجنا من ركب الحياة وليس من ركب التقدم ولات ساعة مندم

 

بعض مؤشرات

إنَّ ولادة الشبكة العربية للإبداع والابتكار كانت حدثا نوعيا في إطار ولوج عالم جديد هو عالم الذكاء الصناعي وقدرات التقدم التكنولوجي وتعزيز مسيرة محو الأمية التكنولوجية مع توفير الأجهزة الأحدث للاتصالات ولنشر المعلومات ومعالجتها وحتى ابتكارها ومزيد تفعيل مهمة تبادل التأثير والتأثر

 

تنهض دولٌ في المنطقة بفتح ميادين التقدم التكنولوجي ومزيد توظيف للذكاء الصناعي كما كل من مصر والسعودية والإمارات العربية على سبيل المثال لا الحصر فيما نجد دولا تحجب فرص التكنولوجية ودورها في الاتصالات والمعلومات ما لا يقف بوجه الحريات السياسية ولكنه يهدد مجتمعاتنا وجوديا ودولنا أيضا بما يفضي إلى الهلاك! فهلا تنبهنا على المجريات وإلى مهمة عقد مؤتمر قمة عربي شرق أوسطي تخصصي يرتقي لمستوى الإلزام بهذه الظروف؟؟ وخلال المدة القابلة لابد للمجتمع المدني وقواه التنويرية بخاصة في العراق وما يجابه من وضع متخلف وظلامي؛ لابد من موقف يركز على الإشكالية بصورة مستحقة قبل فوات أوان ويبدو أنه تأخر وربما انصرم وبات ضرورة ملحة وحتمية اليوم قبل الغد

المقال ((5499250)) في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن

اليوم العال‍مي للاتصالات وم‍جتمع ال‍معلومات17 أيار\مايو

 

***************************

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

 

اضغط على الصورة للانتقال أيضاً إلى موقع ألواح سومرية معاصرة ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/              تيسير عبدالجبار الآلوسي

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركةالتنوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

تعليقان (2) على “في اليوم الدولي للاتصالات ومجتمع المعلومات: ما الذي يدفع الحكومة لحجب المعلومات عن المجتمع؟ وما أثر ذلك في توجيه الذهن توجيها سلبيا يستمرئ العبودية والخضوع؟؟؟”

  1. موضوع جيد وفي غاية الأهمية، المطلوب حاليا ان نعيش التطور التكنولوجي، ويسبقه التطور المعرفي، بدونه لايمكن لنا من تحليل الظواهر المعرفية .
    إننا نعاني فعلا من قلة التكنولوجيا المعلوماتية، وبالتالي نحن مجتمع متخلف في هذا المجال، وماقدمت عليه الحكومة العراقية وهيئة الاتصال ساهم وسيساهم في عدم نشر المعلومة، وبالتالي نبقى متخلفين في كل الأصعدة، وخاصة في مجال الثورة العلمية المعرفية
    أحييك استاذنا العزيز د. تيسير الالوسي على هذا الموضوع .

    1. تحية وتقدير للأستاذ هشام عبدالواحد خلف ومروره النوعي المهم بخاصة في تركيزه على الجانبين التقني منه وحاجة بلداننا وعراقنا تحديدا للتكنولوجيا المتخصصة بالاتصال والمعلومات وعلى الجانب السياسي الاجتماعي الأوسع بمعناه فيما خص نهج مؤسسات عراقية سسواء بالقمع والحظر والحصار والمصادرة لإنتاج المعلومة مرة ولتداولها ونشرها بمرات أخرى وهنا مكمن الضرورة لهذا اليوم وكيف نستثمره بالتنبيه على الإشكالية وحاجة مجتمعنا لوضع أولوية عليا قبل أن يتم وضعه خارج قوائم العصر مصيريا وجوديا.. ثانية ممنون لهذي الرؤية العميقة وللمرور الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *