رسالة تحية إلى احتفالية الذكرى 64 لتأسيس اتحاد نساء كوردستان

بمناسبة الذكرى 64 لولادة اتحاد نساء كوردستان أرسلت رسالة تحية إلى احتفالية الاتحاد فرع أوروبا المنعقدة في لاهاي دنهاخ بهولندا، وقد تمت قراءتها في الاحتفالية لتعذر حضوري المباشر، حيث كنتُ اعتذرت لظرف طارئ عن الحضور رفقة زوجتي السيدة ابتسام هادي تفاعلا إيجابيا وترحيبا مستحقا للدعوة الكريمة  من فرع الاتحاد هنا

نص رسالتي إلى احتفالية الذكرى 64 لتأسيس اتحاد نساء كوردستان سينشر بعد قراءته في الاحتفالية مباشرة

الرفيقة العزيزة السيدة فضیلة شۆرش رئیسة اتحاد نساء کوردستان – أوروپا

الرفيقات الفاضلات العزيزات عضوات الاتحاد الموقرات

تحية طبة وبعد

يطيب لي أن أتقدم منكنّ بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى الرابعة والستين لتأسيس اتحادكنّ الذي خاص نضالات الحرية والتقدم جنباً إلى جنب مع رفاق حركة التحرر القومي الكوردية بمسيرة معفرة بقيم التحدي والتضحيات الجسام من أجل شعب كوردستان بعامة ومن أجل التقدم بمسيرة نساء كوردستان وأدوارهن النضالية المهمة.

لقد عانت المرأة الكوردستانية عبر تاريخ وطنها وشعبها بشكل مركب معقد عدة مرات؛ بسبب الضيم المرتكب من طغيان الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة ومن طابع القيم السائدة بمجتمع ذكوري فُرِضت عليه مبادئ التخلف وعسف التجهيل ما أشاع ظروفاً غير طبيعية للمرأة.

وإذا كانت حركة التحرر القومي الكوردية قد منحت المرأة مكانها ومكانتها المميزة، فإن المرأة الكوردستانية عقدت أفضل علاقات التعاون مع نساء العالم عبر منظمتها الرائدة اتحاد نساء كوردستان، وهي علامة إيجابية جد استثنائية أفادت القضية الكوردية وقضايا المرأة هنا..

وهكذا عمل الاتحاد على مكافحة ما يتستر بالدين من قيم وتقاليد بالية لا علاقة لها بدين ونصوصه ولا بشريعة وتعاليمها.. وخاض اتحادكم نضالا مهما للتنوير الفكري السياسي ولمحو تلك التقاليد البالية من مخلفات العود الماضية، منتصراً لقضايا النسوة ومطالبهن العادلة.

إنّ وجود سلطة أحزاب الطائفية من الإسلام السياسي بجناحيه، اشاع مجددا ظروفا مما انتمى إلى التخلف والفكر الظلامي الذي لم تألُ قواه على استغلال كل مناسبة لتحريم أمر أو تحليل آخر بما يتفق وجرائم التحكّم بالمجتمع واستعباده، فضلا عن اللجوء إلى العنف بأعلى درجاته حيث بلطجة ميليشيات الطائفية التي وصلت حدّ جرائم التصفية الجسدية، وما رافق تقليد جرائم الشرف وآلاف القرابين البريئة التي ذهبت ضحية لها..

وهكذا فإنّ أول من طاولتهم تلك الجرائم هنَّ النسوة.. وتختلف الجرائم بمستوياتها وتنوعاتها حيث الاختطاف والابتزاز والاغتصاب والحجر في البيوت ونشر الأمية والتجهيل التي باتت بنسب مخيفة بين النسوة وبحقهنّ. ولابد هنا من كلمة حق، وقراءة موضوعية في العراق الفديرالي الجديد، فإنّ مجمل المجريات مختلفة نوعياً بين كوردستان وعموم البلاد؛ وكثير مما يتعلق بالمرأة من بين تلك القضايا. التي ينبغي التوقف عندها باختلاف في المعالجة، حيث سلطة مدنية بكوردستان وقوة عزيمة وتأثير للمرأة الكوردستانية بفضل اتحادها ونفضها عبار التجهيل والتخلف…

ولابد هنا من التأكيد على أنه في كوردستان هناك قوانين إيجابية تحمي المجتمع وتفتح له طرق العيش الكريم وكذلك ما صدر بشأن النساء من قوانين حماية وتبنّي مشروعات تفعيل أدوارهنَّ من جهة والارتقاء بالمستويات النوعية بقصد الوصول إلى المساواة مبدأ عيشٍ وممارسة فعلية لا شكلية.

وهكذا فنحن نلاحظ ظهوراً قوياً للمرأة الكوردستانية في الحياة العامة بطابع الفعل والدور المميزين مثلما في عضوية وقيادة الأحزاب السياسية وفي إدارة الدولة وهي ليست كتلا سوداء مجمدة سلبية الفعل كما يظهر شكليا في أحزاب الإسلام السياسي عندما يضطرون للتمظهر بالالتزام ببعض بنود الدستور، فيدفعون بحطام نسوة بتلك الأشكال! ولكنها هنا برائع الوجود والفعل والجهد المؤثر المشرّف..

لقد باتت المرأة الكوردستانية مساهمة فعالة في الأنشطة المجتمعية بعيداً عن قوانين العيب ومنطق العورة والمنقصة التي يُنظر إليها من قوى التخلف بباقي أنحاء العراق الجديد.. وها نحن نجدها بكل ميدان حتى في ميدان الفدائية المقاتلة بين صفوف حركة التحرر القومي بلا تردد أو وجل أو أية تبريرات أخرى تتعكز على دجل المتخلفين، ومن يحامي عنهم…

إن الصورة الإيجابية المشرقة للمرأة الكوردستانية لا تعني أنها تخلصت من كل العقبات والمشكلات. ففي محيطٍ إقليمي بات يعج بصراعات قوى الهمجية والتخلف التي تتمظهر بإسلامويتها، وفي علاقة فديرالية للعيش بالعراق اليوم وبتأثيرات تضاغطات تقليدية عبر حصان طروادة المجتمعي السياسي الذي تجسده قوى الإسلام السياسي وعناصر مرضية أخرى بكوردستان وما تمارسه تلك العناصر والقوى من محاولات التشويش والتشويه، في مثل هذه البيئة تظهر بعض مثالب لابد من معالجتها والتصدي لها، ولعل اتحاد نساء كوردستان خير من ينهض بالمهمة بالتحالف مع قوى التنوير وقوى حركة التحرر القومي الكوردية..

ومن أجل ذلك فإن الكفاح ضد:

  1. جرائم الشرف بمختلف وسائل النضال القانوني الحقوقي التنويري الثقافي وغيره تبقى ضرورة واجبة.
  2. وكذلك الكفاح ضد بقايا جرائم تشويه الأعضاء التناسلية بمسمى الختان. وهي قضية أخرى مما خضع للتقاليد المتسترة بالدين للاحتماء بسلطته.
  3. ومكافحة النظرة الدونية تجاه المرأة.
  4. والعمل على تعزيز نسب النساء في حركة العمل والإنتاج.
  5. والعمل أكثر من أجل تعزيز قيم المساواة والعدل.
  6. إنهاء ظاهرة الاختطاف والابتزاز والاغتصاب ومعالجة الآثار
  7. حل معضلات جديدة باتت تجابه المجتمع الكوردستاني على خلفية جريمة استعباد النسوة الأيزيديات ومعالجة مشكلاتهن بشكل شامل وجوهري.

ومن أجل كل ذلك وغيره، نثق ونتطلع إلى أدوار النسوة الكوردستانيات واتحادهن في تعزيز موقفهن قوياً كالعهد بهنّ، بوجه الأساليب المتخلفة وبوجه صيغ التعامل مع المعنَّفات ومع المرأة في قضاياها كافة.. مستفيدة من سِفْرتجاريب المرأة الكوردستانية مع جرائم مازالت حية الأثر من قبيل جرائم الأنفال ومن ثمّ فعنّ لديهن الخبرة الكافية للتصدي لأية معاناة جديدة قد يتم افتعالها بحقهنّ سواء بقصد أو من دونه..

إن توثيق الجرائم ينبغي أن يتخذ الوسائل والخطى المناسبة التي تحترم إنسانية المرأة أولا وحقوقها كافة ولا يوقع عليها أية ممارسات مؤذية بأي وجه بدني أو نفسي أو مجتمعي..

فلينهض اتحادكنّ بتوثيق الجريمة ووسائل الحل بالتعاضد أولا مع رابطة المرأة العراقية في العراق الفديرالي الجديد المختلف نوعيا عن سلطة الدجل الإسلاموية الطائفية ومع كل المنظمات الحقوقية للوقوف بوجه ما يشوه الحقيقة الناصعة لصلابة المرأة الكوردستانية وقوتها بوجه الجرائم كافة..

إن عمرا أطول من نصف قرن من الزمن كفيل بمنح اتحادكن الخبرات الأعمق والأنجع للتقدم بمسيرة نضالية ناضجة تستطيع توحيد المرأة الكوردستانية اليوم والسعب لمزيد من خطى الكفاح النسوي والمجتمعي الفاعل المؤثر.

أجدد التحية التي أتوجه بها اليوم عبركنّ إلى المرأة الكوردستانية وهي تحارب بقوة سطوة الثقافة الذكورية وجرائم ماضوية الاجترار من قوى البلطجة والأسلمة السياسية قوى التخلف والفكر الظلامي.. ولتنتصر إرادتكن في الانعتاق والتحرر لخلق مجتمع التقدم والعدالة الاجتماعية المستند إلى إرادة شعب تحدى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية ومازال يكافح من أجل حق تقرير المصير حتى الانتصار النهائي الحاسم الأخير.

وكل عام وأنتنّ بخير وظفر وتحقيق مزيد من المكاسب والإنجازات…

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *