أوهام وجود عداء وسط الديموقراطيين بين المبالغة المرضية واستخدامه منصة للتبرير

أوهام وجود عداء وسط الديموقراطيين بين المبالغة المرضية واستخدامه منصة للتبرير هذه مادة لا تدعي الكمال ولكنها تطرح معالجتها بصورة مفتوحة كما أنها لا تسيء لطرف بقدر ما تبحث عن وسائل إنقاذ موقف  عبر التصحيح والمراجعة وهي لا تضع مطلقات معصومة لكنها تؤكد حرصا على تمكين الديموقراطيين من توحيد الجهود من دون ادعاء أن طرفا هو المهيمن لأنه الأنقى بل لأنه الوحيد من يحمل المنهج الأبهى! تلك من سخرية القدر بديلها تعاضد وتكاتف باختلاف الرؤى فالمنهج هو ما يوحد ويضمن الحريات والحقوق  وأنسنة الحياة بصورة صادقة مطابقة لمنظومة قيم العصر.. فهلا تنبهنا واكتفينا بما نُشِر من أوهام وما فرضته من خطاب!؟

قبل أن نقرأالديموقراطية بين التمظهر والممارسة الحقة وبين عثرات محاولات التطبيق

الحقيقة أن شعوبا خضعت لنظم الطغيان والاستبداد ولأشكال مشوهة من النظم الاقتصاسياسية وثقافة عبَّأت برؤى منبعها منطق الخرافة والدجل في منتهى ما وصلت إليه، لا يمكنها أن تتحول إلى المنهج (الديموقراطي) بديلا نوعيا جوهريا بعصا موسى وبقفزة مرة واحدة ولكنها بحاجة لدور الديموقراطيين المولودين وسطها يكافحون ما ترسب فيهم أولا ويعززون تنمية فكر ديموقراطي وممارسة فعلية من طرفهم كيما يستطيعون قيادة الناس بـ(مراحل) انتقالية إلى حيث الهدف الأسمى… وعندما تعترض المسيرة عثرات أمراض ومخلفات متناقضة فإن ذلك لا يخيف بقدر تعلق الأمر بفرص الاستفادة من أشكال النقد الموضوعي.. ولكن الأمور تتعقد عندما تنغمر أقدام (بعض) ديموقراطيين في وحل أوضاع سائدة نعرفها؛ ما يتطلب مساعدة جدية تتطلب صبرا ونفسا طويلا قبل أن نصل إلى منصة نجاح

فهلا سرَّعنا من الفعل بفضل رحابة الصدر وانفتاح على الحوار الموضوعي الصادق المسؤول؟؟؟
أتطلع إلى الضمائر الحية بعيدا عن الظن والتوهم وتقديم الأنوي الفردي على الجمعي الموضوعي العام

 

ليس مستغرباً أن توجد حالات اختراق و\أو اندساس أو انحراف وكذلك تعدد في الرؤى حد الانقسام ولكن الحديث أحيانا عن التشوهات والانهيار وظهور تقاطعات تناقضية وصراعات مرضية تستند إلى الشخصنة والشللية والتأثرات غير السوية لدواعي سوسيوسايكولوجية ولربما سياسية فكرية.. وتلك ظواهر قد تتبدى في أثناء العمل وتجري معالجتها في ضوء تماسك قوى الديموقراطية وخبراتها وقدراتها الذاتية والموضوعية..

فماذا جدَّ اليوم لتطفو بعض إفرازات تلك الظواهر بصورة حادة ملتهبة!؟ الحقيقة أنّ متغيرات جد كثيفة وقوية الضغط نجمت عن تراكمات انهيارات في ظروف الصراع وحال المقع الوحشي وما تعرضت له قوى الديموقراطية من مصادرة بل سحق همجي دفع لحال من تقوقع أو انقطاع ومحاصرة وبعض تداعيات أخرى ليس هذا موضع التفصيل فيها..

بمثل هذي الظروف المعقدة، انطلق في الآونة الأخيرة خطاب من بعض عناصر تنويرية ديموقراطية، لا نشكك بنياتها وبصفاء الضمير والإيمان بمبادئ الأنسنة والحريات والحقوق، ولكننا ندرك حجم التداعيات نتيجة الظروف التي مرت بها عناصر قوى الديموقراطية وطابع المجابهات العنيدة المشرقة لكن بالمقابل التي أخذت مأخذها من بعض الرائعات والرائعين.. ما انطلق (مؤخرا) ونريد تأشيره هو ذاك الذي راح يقرأ حال الاختلاف في معالجة بعض تطبيقات برامجية برؤى تتسم بتنوع مستويات الخبرة وخزين التجاريب في إدارة العمل ومن ثمَّ تعدد مساراته بصورة باتت أحيانا تناقضية مصطرعة…

وبقدر تعلق الأمر بجميع أطراف العمل والحوار، فإن أبرز أخطاء الخطاب الأخير اتسم بظاهرة (التشكيك) والأدهى في الأمر، هو دفع ذاك التشكيك، نحو منطقة (انعدام الثقة) بين رفاق مسيرة!

وهذا اشتغالٌ يحمل بذرة خطئه وخطيئته بحق الذات قبل الآخر.. لأنّ خسارة الديموقراطي زميلَهُ الديموقراطي الآخر، هو إمعان في إضعاف القوى الديموقراطية وارتكاب خطأ إبعادٍ بل إقصاء وانتهاك لمبدأ التنوع والتعددية..

وبدل اعتراف من يخطئ بقصور خبرته في التناول والمعالجة ومن ثم في انزلاقه إلى قمع طريق الحوار، يوغل (المتشكك) إلى أمام ليوهم بأن الاختلاف هو تعبير عن (عداء) للتنوير! ومحاولة لإقصائه وعناصر التنوير وكأنه مركز الكون التنويري وكأن الآخر هو العدو وهو الخائن وهو كل الصفات السلبية التي أسقطها ويسقطها بعض حسني النية والضمير ولكن المتجهين بالطريق الخطأ! ولعل ذلك ربما كان منصة تبريرية لإصرار يوغل في ريق معتم خاطئ الاتجاه…..

أود هنا، التوقف عند مجريات الأمور في وسط التيار الديموقراطي بهولندا؛ الذي شرفتني أطرافه بقبول مبادرتي لعقد حوار بينها بما يوصل إلى البديل الإيجابي.

ولكن ما هو مفيد أن سرعة التداعيات التي انحدرت بفرص الحوار إلى هاوية التوقف كانت أكثر بأثرها من قدرة تفعيل مقترحات المبادرة لإحياء فرص التفاهم والتفهم والعودة إلى حيث منطق التعددية والتنوع وقبول الاخر وطبعا قبول الآخر لا يعني عداء مع طرف كما يعلن بعضهم توهما…

لكنّ حال تقوقع بعض العناصر التنويرية الديموقراطية كان جد مؤثر، بسبب الخشية التي فرضتها ظروف قمعية لمدى زمني طويل، اتسم بمصادرةٍ وسحق مارسته الآلة الجهنمية على مجموع قوى التنوير.. كما إن ظروف العيش في المهاجر والمنعزلات المتباعدة المتفرقة ولَّد ظاهرة أخرى وإن بصورة هامشية صغيرة الحجم، هي التجمعات الشللية بكل ما تحمله من سمات سلوكية مرضية  من قبيل انزلاق غير مقصود في الحديث عن الطرف الثالث بصورة سلبية توصف بالنميمة أو الغيبة أحيانا وبالتسقيط في حين آخر لكن اؤكد على أن تلك الحال تظل هامشية ومحدودة بحجمها غير أن التخريب له آثار سريعة وتتفشى كالوباء بخلاف البناء يقتضي جهودا كرطبة مضاعفة …

أظن أن الإصرار على وجود (عداء) لحزب أو طرف تنويري أمر غير جائز وسط الديموقراطيين وفيه مجافاة للحقيقة وإلا فإن من العبث أن نقسم أوضاعنا بهذه التشظية والشرذمة مقابل وحدة قوى الظلام العدو الحقيقي للتنوير والديموقراطية وقواهما…

صحيح أن ظاهرة الاختلاف طبيعية بخاصة في مراحل كالتي نمر بها إلا أنه من غير الصائب القبول برؤية تفرضها ظاهرة انزلاق لمناطق الشحن والاحتقان واختلاق التوتر وأنكى من ذلك توهّم العداء بخلفية تحول التشكيك إلى انعدام الثقة.. إن ذلك لا يخدم حركة دمقرطة الحياة وتنوير الأعضاء وجمهور الحركة بل يُسقط في يدها ويوقع بها في فخاخ التشرذم..

وكل ادعاء بأن الطرف الذي يردد إعلان الاتهام بأنه يفعل ذلك من أجل الديموقراطيين ووحدتهم هو ادعاء أجوف له صوت كقرع الطبول بلا فعل.. ولكن على الديموقراطيين أن يدركوا أن ذلك هو مجرد انزلاق وانجرار وتداعيات مرضية علينا التخلص منها معا وسويا بمراجعة الخطاب وتصويب مضمونه ومنطوقه…

أيتها الصديقات .. ايها الأصدقاء

توقفوا عن هذا المسار ومآله الخطير وراجعوا الموقف وكفى تضخما في خطاب التشكيك والاتهامات المغرضة التسقيطية في منتجها ولنعد إلى وحدة المسار كما نحن ولنعنى بثقافة التنوير فهي الكفيلة بتحصين خندق الديموقراطيين وقوته المكينة

وأدعو جمهورنا للتبصر وأن يقول: كلا؛ لمن يوزع خطاب الاتهامات المجانية، بوجود أعداء لحزب يساري ديموقراطي من الديموقراطيين…   كونوا منتبهين على العدو الحقيقي الموجود في خندق الظلام والظلاميين واحذروا الاختراق لكن إياكم من التساهل مع خطاب التشكيك ومحو الثقة بين أطراف الديموقراطية بوقت الحركة الديموقراطية الشعبية بحاجة لتلك الطاقات..

وليكن ما نحياه اليوم أحد دروسنا البهية بشجاعة من يتخذ موقفا سليما ويراجع موقفه السابق ويسحب أية تجاوزات أو انتهاكات بحق صحبه ورفقة الدرب التنويري..

والديموقراطي التنويري بحق جدير بذلك وقادر على فعلها فليس أروع من التخلص من الأخطاء من دون أن يشعر بانكسار شخصي لأنه صحح مساره بل يؤكد بهذا التصحيح فعليا كيف يعمل أصحاب العقل العلمي قوى الديموقراطية والعلمنة والتنوير..

وتحايا لجميع أطراف الحوار المخطئ قبل المصيب؛ الأول حيث يصحح الخُطى وما وقع من خطأ أو مثلبة أو هفوة والثاني حيث يفخر بشجاعة رفيقه ويسانده في التخلص من المأزق..

ألا فلنعزز ثقافة منهج ديموقراطي نحياه سلوكيا قيميا بأفضل أداء.

 

 

*

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *