رؤى وملاحظات في ضوء بعض مصاعب تجابه الديموقراطيين

رؤى وملاحظات في ضوء بعض ما يجابه الديموقراطيين في خطى الممارسة والعمل، وهي رؤى تريد نشر التنوير بالفكر الديموقراطي وفلسفته ومنهجه ومنطق العمل به عبر فتح حوار نوعي لا يصادر طرفا بقدر ما يسعى للقاء بمنطقة المشتركات الديموقراطية ومن ثمّ فهذه الرؤية لا تقف مع طرف ضد آخر بأي شكل.. ولكنها تتيح بالحوار لكل طرف أن يراجع ممارسته وقراره أو يرد على الرؤية ومعالجتها، لعل ذلك يكشف مواضع هفوات أو مثالب تتطلب التوقف عنها واستبدالها.. فمرحى بكل حوار موضوعي ديموقراطي النهج

حيث لا تخوين ولا مصادرة للنيات الطيبة ولا اتهامات ولا تكفيرأحدٍ لا سياسيا ولا فكريا
 
وحيث التوكيد بأن النقد الموضوعي والتثقيف التنويري لا يمس طرفاً بعينه؛ فإنه في الوقت ذاته، لابد من التوكيد على حقيقة أنّ انفراد شخص أو أكثر باتخاذ قرار (باسم تنظيم) خارج سياق العمل (التنظيمي) يعد ((بداهةً) ممارسة تتنافى واحترام منطق العمل المنظم ولوائحه. وستكون حال مَن يدفع باتجاه قرار أفراد بهذا الخصوص، أمراً غير محسوب العواقب ومغامرةً ومقامرةً لا يرتضيها النهج الديموقراطي الحصيف..
لهذا السبب، لا منطقَ تنويريٍّ ولا ديموقراطية لدعوة إلى أية فعالية (تعددية البنية والآليات) بينما تلك الدعوة مختزلة بقرار لا يحمل سوى رؤية طرف بعينه اتخذ قراره خارج سياق العمل وخارج ما تحدده اللائحة والمنهج الديموقراطي!!!
أما الأكثر سلبية فان تزعم الدعوة إياها لفعاليةٍ، أقول أن تزعم عدم وجود لوائح وأعراف ضابطة للعمل الديموقراطي! وهذا الزعم الغريب تماماً يأتي تبريرا لطرح تلك الدعوة لفعالية وإعلانها!!!
كيف يمكن الزعم بعدم وجود لوائح ومنهج وآليات عمل ومجمل العمل المجتمعي في دولة ديموقراطية يظل محكوما باستمرار ودائما بلوائح موجودة ومعتمدة منذ مئات سنين وجود الدول الديموقراطية ومجمل العمل التنويري تحكمه رؤى منهجية نضّجتها التجاريب الإنسانية منذ مئات السنين…..
كيف نفسر تلك الدعوة ومعانيها ومقاصدها وهي تمرر إطلاقها بزعم غريب بعدم وجود ضابط وبأن الأمور يمكن أن تسير هكذا سبهللة بلا محددات وعلى وفق ما يريد طرف أو آخر أن يفعله!!؟؟؟
الديموقراطيون لا يحتاجون لتبرير وتأويل ونداءات وقرع طبول وأجراس بل يتطلعون إلى صائب الأمور تعاود الانطلاق بصحيح المسار أما عندما تأتي دعوات مخالفة للنهج الديموقراطي وآلياته فإن خيارات الديموقراطيات والديموقراطيين لا تنساق وراء تلك الدعوات الملتبسة التي تعقّد الأمور وتدفع للتشظي والانتكاس إذا ما التحق بها أحد!!!
من هنا فإنّ معالجتي الموجزة هذه ترى توجها سيضر بوحدة حركة التنوير والديموقراطية إذا ما تم الاندفاع إليه من دون إصغاء إلى دعوات الحوار ومازالت الفرصة قائمة للتراجع عن الهفوات وإمكان العمل بصورة تحافظ على التنوع والطابع التعددي الديموقراطي الموحد للعمل
كما يمكن بحال الإصرار على موقف بعينه أن نقر لصاحب الموقف الذي يصر على موقفه؛ حقه في كونه يعني وجود تشكيل جديد بأحكام يتخذها هو.. الأمر الذي يظل موضع مناقشة وحوار بقدر تعلق الأمر بزعم تمثيل حصري للديموقراطيين إذ التمثيل لا يُصادَر ولا يُحصَر ولا يقبل الإلغاء للآخر وللتعددي 
أحيي كل إنسان اختار الديموقراطية منهجا حياتيا وعمل على تشذيب ممارساته وخطواته في ضوء هذا المنهج وفلسفته وما اقتضاه من فتح الحوار للاستفادة القصوى من رؤى الآخر وما يمنحه إقرار التعددية والتنوع من غنى وثراء تجربة.. وشخصيا غذا ما ظهرت عبارة او كلمة غير دقيقة أو هفوة أو مثلبة في صياغة معالجة فإنني أتطلع لتفاعل الآخر تنضيجا للرؤية بدل تحسسه من أمر وظنه أو توقفه عند توهم أن ذلك يمسّ به فتبادل الثقة مع الآخر ضرورة تتيح أوسع بوابات المنقشة الواعية ويُفترض بأي ديموقراطي ألا يتجاوز تلك البديهيات المهمة المفيدة.. مجددا خالص التحايا للجميع بلا تمييز أو إقصاء
 
عسانا نعي الموقف مبكرا وبلا تلكؤ أو تردد أو تأخير فحينها، نمزق التيار الوليد بحجج وذرائع واهية وبمواقف فكرية سلفية متشددة تتعارض والفكر الديموقراطي ومنهجه فينطبق عليها القول المأثور: لات ساعة مندم !!!
 
 
تيسير الآلوسي
ملاحظة مهمة
يبدو أنَّ محاولتي جمع طرفي هيأة (ديموقراطية) واحدة وإعادتهما إلى عملهما المناط بهما عبر حوار طاولة مستديرة جوبه بإصرار ((طرف)) على موقف تضليلي يقضي بقبول المبادرة ولكنه فعليا يتجه إلى ((حوار شكلي)) يفرض رؤيته ((الأحادية)) مسبقا بدعوة الطرف الثاني إلى حضورملتقاه المفصَّل بشروط تصادر أي فرصة للتنوع والتعددية مع ركام من الاتهامات وخطابات التخوين وإثارة انعدام الثقة .. عليه فإن سقفا زمنيا أوجهه للمطالبين بعقد ما يسمونه مؤتمرا بالمخالفة الصريحة مع اللوائح التي يعدونها غير موجودة، للإجابة النهائية التي تتفاعل إيجابيا مع فكرة الحوار لمتابعة العمل على وفق مقتضيات العمل الديموقراطي…  وتنتهي الفرصة يوم الجمعة السادس من أيلول سبتمبر أعلن عندها أنني أنهيت مبادرتي وسحبتها وبقدر تعلق الأمر بمبادرتي ذاتها وعلى وفق واجبي بوصفي مبادراً فسأعلن: من وقف مع الحوار والتزم باللوائح وأدى مهامه ومن وقف ضد الحوار وانتهك اللوائح ودفع للتشظي والتفكيك.. وإنني لحظتها ((أؤكد هنا، كما دائماً)) لم ولن أقف ضد طرف وما ينوي فعله من تأسيس جديد يختلف نوعيا مع التشكيل التعددي المستقل لــ تيار ديموقراطي ينتمي للجالية وقوى التنوير والديموقراطية فيها بل سأبارك كل تشكيل يلتزم فعليا عمليا  بمهمة  ((دمقرطة الحياة وأنسنتها)) وسط أبناء الجالية وعلى وفق القوانين المرعية  وبما لا يخالف منظومة قيم الديموقراطية ومنهجها وآليات اشتغالها 

*

...

تعليقان (2) على “رؤى وملاحظات في ضوء بعض مصاعب تجابه الديموقراطيين”

  1. الاستاذ تيسير الالوسي
    تحية طيبة
    ان أي مبادرة يجب ان تكون من خلال ذوي الشأن
    ولا تكون عبر صفحات التواصل الاجتماعي هذا من ناحية، من ناحية اخرى هي عندما تتوفر لصاحب المبادرة كل الاوليات من اجل ان تكون المبادرة ايجابية في لم شمل الاطراف، هل لديك تصور شامل عن نقاط الخلاف؟أوجز لك وحسب معلوماتي البسيطة الاتي
    اولا الصراع على من لديه الاغلبية في الهيئة الادارية
    ثانيا قضية الايميل والفيس بوك وقد تم حلها بنصف ساعة حسب علمي(علما ان هاتين القضيتين تم تسليمهما الى المنسق العام ، وبالمناسبة العزيز المنسق السابق ايضا فقد كلمة السر وتم استحداث بريد للتنسيقية جديد من دون اثارة أي مشاكل ويمكنك ان تسأل المنسق السابق، في حين تم تداول كل النشريات بالتهجم واتهامات لا أساس لها من الصحة على منظمة سياسية لها دورها في تأسيس ودعم التيار الديمقراطي.
    حاولتم عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتلفونات وجهودكم مشكورة، هل التمست ان تشكيلة التنسيقية يمكنها الاستمرار، اذا اعمل بهذا الاتجاه ان وجدت مشتركات بينهما ايجابية وحسن نية بحرصهم على ديمومة التيار الديمقراطي في هولندا.
    عزيزي الاستاذ الالوسي
    لا يخفى عليكم التحرك الجدي من اجل عقد المؤتمر الثابت للتيار الديمقراطي في داخل الوطن وبدعم ومشاركة تنسيقيات الخارج قريبا بعد ان يجتمع المكتب التنفيذي في أواسط هذا الشهر، وان عدم التوصل الى اتفاق قبل السابع من ايلول ، ليس بنهاية العالم ، يمكن للجميع الحضور ويطرحون رؤاهم. ملاحظة للعزيز د. سالم جورج أقول له لو ان المنظمة الحزبية تتدخل بشؤون التيار لما خرجت هذة التشكيلة لتنسيقية هولندا! والعاقل يحلل الامور بواقعية، وتهجمكم غير مبرر وللاسف الشديد .
    لك مني استاذ تيسير كل المودة والاحترام

    1. صديقي العزيز أحييك وأشكرك أنك تفاعلت هنا وأبدأ بالقول إن مبادرتي لو لم تكن مطلعة على تفاصيل الحوار ولو لم تكن لي شخصيا صلة بطرفي الحوار لم أكن أطلقتها كما أنك تذكر كيف سارت الأمور في البداية إيجابا وترحيبا من الطرفين.. طبعا اشكر لكل شخصية ديموقراطية ما تضيفه وتدلي به (عندما يكون بخدمة مبادرات الحل)
      الموضوع الثاني القاضي بعدم وجود تفهم وتفاهم بين طرفين لا يُحل بمؤتمر استثنائي لتعارضه مع صيغ الحل المعهودة وعليه فالنقطة التالية التي تتضمن بين السطور أن عدم وجود مشتركات يقضي بالتوجه لما يطرحه ثلاثة زملاء أمر غير محمود وغير صائب فالمشترك يفرض أداء المهام ومن يقف بوجه أداء البرامج له حلول واسلوب تفاعل مع موقفه فلسنا في مناطق الفزعة والشيمة والخطاب العشائري الديموقراطيون لهم لغة ومنهج للعمل محدد ومعروف ويفرض نفسه على كل من يعمل فيه
      صديقي بشأن فرض مؤتمر يوم السابع من ايلول هو من يصادر ويفرض بحلاف المنهج والفكر والفلسفة والآلية الديموقراطية وهو أمر غير ممكن القبول به كان يمكن أن يكون اجتماعا عاما أو موسعا لمزيد تدارس وليس تبييتا وحسما مسبقا
      أتمنى في هذه الساعات أن يقر من دعا للمؤتمر بأنه توجه بطريق مؤداه الشرذمة والأحادية والهيمنة وفرض المواقف المسبقة ومصادرة الآخر وهذا لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بموضوع إثارة وجود عداء

      ثقتي وطيدة بأن النيات الطيبة ستدعم الضمائر النقية وتوقف التدهور ولو على حافة الهاوية قبل السقوط فيها

      وإلا فإنني كما اشرت سأعلن ما تدعوني للاطلاع عليه وهو عندي موجود ومسجل بالصوت وبالحرف المكتوب فمهمتي تكمن بدعم دمقرطة منهج العمل لفضح قوى الظلام حصرا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه
      بقي أن أؤكد أنني انتظرتُ وأنتظر موقفا إيجابيا يؤكد وقف التوجه لمؤتمر التفكيك والتشظي والتوجه لاجتماع موسع يضم الجميع ويفتح صفحة متابعة الأنشطة لحين الموعد أما الخيارات الأخرى فهي كما ترى تداعيات تحفها مخاطر التمزيق والهيمنة بلا أدنى شك

      خالص الود والتقدير والاحترام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *